أعلن مسؤولو الدفاع في أستراليا وبلجيكا أن طائرات تابعة لهم شنت مساء الأحد وفجر امس غارات جوية على أهداف لـتنظيم داعش بالعراق، بينما أكدت هولندا جاهزيتها لتنفيذ غارات في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم، فيما اشارت طهران الى ان اتفاقا مع بغداد يقضي بالتدخل الإيراني في حال تعرض حدودها وتجاوز داعش "الخطوط الحمراء" لإيران، وانتقدت صحف امريكية استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في مواجهة داعش، وحذرت من الانزلاق في مستنقع الشرق الأوسط.
طائرات أسترالية وبلجيكية تنفذ غارات بالعراق.. وإيران تهدد بالتدخل دفاعا عن «العتبات»
مقتل 25 متشددا
واعلن مصدر طبي عراقي وشهود عيان مقتل 25 جهاديا امس الاثنين في ثلاث ضربات جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة نينوى شمال العراق.
وأكد مصدر طبي في مدينة الموصل انه "تسلم جثث 25 من عناصر تنظيم داعش قتلوا خلال غارات جوية امس الاثنين".
وأفاد شهود عيان بأن "الغارات استهدفت مقرات للتنظيم في ناحية زمار (70 كلم شمال غرب) ومنطقتي بادوش واسكي موصل (20 كلم شمال)".
وشنت قوات البشمركة الكردية هجوما على ناحية زمار التي انسحبت منها مطلع اب/اغسطس إثر هجوم عناصر داعش، لكن لم تحقق تقدما يذكر.
غارات
وقد نفذت طائرات استرالية الليلة قبل الماضية أول مهمة قتالية لها في العراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ولكن من دون ان تشن أي غارة، بحسب ما اعلن الجيش الاسترالي.
وقال الجيش في بيان: ان «طائرات السوبر هورنيت نفذت مهمة اعتراض جوي وإسناد جوي قريب فوق شمال العراق».
وهو اول تحليق للمقاتلات الاسترالية منذ أجازت كانبيرا الجمعة توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ومن المقرر ايضا ان ترسل استراليا الى العراق 200 جندي، من القوات الخاصة، لتقديم المشورة للقوات العراقية والكردية، غير ان هذا الأمر لا يزال ينتظر موافقة الحكومة العراقية عليه.
وأعلنت وزارة الدفاع الهولندية ان مقاتلات أف-16 هولندية بدأت التحليق فوق مناطق النزاع في العراق وأصبحت مستعدة للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وقالت الوزارة في بيان: ان "مقاتلات اف-16 الهولندية حلقت فوق منطقة النزاع في العراق للمرة الاولى".
وستستخدم هذه المقاتلات لتوفير اسناد جوي عن قرب للقوات البرية العراقية والكردية في قتالها ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
وأرسلت هولندا ست مقاتلات اف-16 للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد الجهاديين في العراق، كما وضعت طائرتين أخريين مماثلتين في الاحتياط. وسترسل لاهاي 250 جنديا فضلا عن 130 عسكريا آخر مهمتهم تدريب القوات العراقية.
وتنحصر مهمة المقاتلات الهولندية في المشاركة بالعمليات ضد الجهاديين في العراق ولن تشمل سوريا كون لاهاي تشترط للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الجهاديين في سوريا حصول هذه العمليات على تفويض من الامم المتحدة.
غارة بلجيكية
وشنت مقاتلة اف-16 بلجيكية الأحد غارة في العراق هي الأولى لإحدى المقاتلات الست التي وضعتها بروكسل بتصرف التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، كما اعلنت وزارة الدفاع البلجيكية.
وهذه المقاتلة هي واحدة من بين ست مقاتلات اف-16 بلجيكية تشارك في عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، وتشمل مهماتها حماية المجال الجوي وجمع معلومات تكتيكية وتدمير اهداف على الارض. ونفذت مقاتلتان الأحد مهمة استطلاع فوق الاراضي العراقية، بحسب ما اوضحت وزارة الدفاع في بروكسل.
وأضافت الوزارة في بيان انه "بعد رصد هدف ارهابي بصدد مهاجمة قوات الامن العراقية طلبت قيادة عملية صقر الصحراء (اسم عملية التدخل البلجيكية في العراق) تدخلا مسلحا".
وأضاف البيان: انه على الأثر "تدخلت احدى الطائرات البلجيكية بإلقاء قنبلة موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي، ما أدى في الحال الى القضاء على التهديد المعادي".
استعادة الضلوعية
وكان تنظيم الدولة الإسلامية استعاد الاحد السيطرة على الجزء الشمالي من بلدة الضلوعية بعد يوم على سيطرة الحكومة على كامل البلدة، من جهة أخرى وقعت مواجهات بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة في بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى أدت لوقوع قتلى وجرحى بعدة حوادث.
إيران تهدد أكد نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلايي أن هناك تنسيقا أمنيا بين العراق وإيران لمواجهة خطر تنظيم "داعش" يقضي بالتدخل في حال تعرضه للحدود وتجاوزه "الخطوط الحمر" لدى الجمهورية الإسلامية. وأكد طلايي في لقاء خاص مع قناة "العالم" الإيرانية استعداد إيران لمواجهة أي خطر إرهابي، وقال: إننا "نشعر بالاستياء إزاء أي خرق أمني لدول الجوار أو في المنطقة"، معتبرا أن "أمن إيران مرتبط بأمن المنطقة".
وشدد على أن "القوات المسلحة الإيرانية ترصد أي تحركات إرهابية في المنطقة سواء أكانت صادرة من قبل الجماعات الإرهابية أو من الدول الأجنبية التي تتدخل في المنطقة أو من الصهاينة".
وقال: إنه "بموجب التنسيق الأمني بين بغداد وطهران، فإن القوات المسلحة ستتدخل في حال تعرض حدودنا أو معتقداتنا الدينية، كالعتبات المقدسة للخطر".
مواجهة منطقية
امريكيا، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جاك رييد: إن خطة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما في مواجهة "داعش" تعتبر منطقية.
وأوضح ريد في مقابلة مع CNN: "نحن نلجأ لتفوقنا الجوي والاستخباراتي، وستكون هناك قوات على الأرض، فهناك نحو 200 ألف من القوات العراقية والبيشمركة".
وأضاف: "وجود قوات عراقية على الأرض ضد داعش أكثر فاعلية من تواجد قوات أمريكية لفترة قصيرة فقط.. من الأفضل للبلدين أن نقوم باستخدام تفوقنا الجوي والاستخباراتي إلى جانب تجهيز القوات العراقية ليتمكنوا من تنفيذ عمليات عسكرية على الأرض".
وعند سؤاله عن احتمال بقاء القوات الأمريكية في الجو لمدة طويلة قبل أن يتم تجهيز القوات العراقية، قال رييد: "أعتقد أن هذا صحيح، وهو ما تكلم عنه الجنرال آلن".
انتقاد خطة أوباما
وتناولت صحف أمريكية موضوع التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، وانتقدت بعضها استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما وحذرت من الانزلاق في مستنقع الشرق الأوسط.
فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا للكاتب آرمستروغ ويليامز قال فيه: إن الرئيس أوباما يقود الولايات المتحدة إلى لهيب حرب في العراق وسوريا من دون استراتيجية واضحة، وحذر من الانزلاق في مستنقع حرب لا تنتهي في الشرق الأوسط برمته.
وانتقد الكاتب تردد الرئيس أوباما الذي تسبب في ترك المجال للرئيس السوري بشار الأسد كي يستخدم السلاح الكيميائي ويقتل الآلاف من أبناء الشعب السوري، وأضاف: إن استراتيجيات أوباما أدت إلى الانقلاب العسكري في مصر، والفوضى في ليبيا، واستمرار إيران في مشروعها النووي.
واستطرد الكاتب القول: إن هذا السجل المتعثر للرئيس أوباما في السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط يبين أنه غير قادر على فهم مجريات الأمور هناك، وأنه ينبغي للأمريكيين الاستيقاظ والقلق تجاه ذلك. وفي تقرير منفصل، نسبت الصحيفة إلى السناتور كيلي أيوتي خشيتها من أن يكون الرئيس أوباما يتخذ من مهاجمة تنظيم الدولة ذريعة لدعم الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة.
من جانبها، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية مقالا للكاتب غريغوري داديس تساءل فيه عن جدوى خوض الولايات المتحدة حروبا تلو الأخرى، ورجح أن تؤدي الحروب إلى خلق مزيد من الأعداء والتهديدات للأميركيين والمصالح الأميركية داخل الولايات المتحدة وحول العالم.
كما تساءل الكاتب عن الوقت الذي تستطيع فيه أميركا تحقيق الأمن القومي في ظل اتباعها نظرية شنّ الحروب على أرض العدو.
ودعا الكاتب الأميركيين - خاصة صناع القرار منهم - إلى إعادة التفكير في مفاهيمهم للحرب والسلام.