جدد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله لدى وصوله غزة امس التزام حكومة الوفاق بمعالجة آثار الانقسام الفلسطيني الداخلي، مؤكدا على «وضع سنوات الانقسام خلفنا والشروع في تكريس المصالحة كخطوة جوهرية للتقدم»، فيما استولت قوات إسرائيلية امس على أراض زراعية تابعة لبلدة الخضر وقرية نحالين جنوب غرب بيت لحم، وأكدت واشنطن ان على اسرائيل ان تساهم في اعادة اعمار قطاع غزة المدمر.
وقال الناشط في مجال مقاومة الاستيطان والجدار غسان نجاجرة: إن قوات الاحتلال استولت على حوالي ثلاثة دونمات في منطقة سرب التين المحاذية لمستوطنة "دانيال" الموجودة على أراضي مواطني الخضر.
وفي غزة، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله التي وصلها امس وترأس الجلسة الاولى للحكومة في القطاع منذ الانقسام عام 2007 في منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرب مدينة غزة التزام حكومة الوفاق بمعالجة آثار الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وقال الحمد الله في مؤتمر صحفي على معبر بيت حانون شمال قطاع غزة: "نؤكد التزامنا المطلق في العمل البناء والجاد لمعالجة آثار الانقسام البغيض وإعادة الوحدة لوطننا ومؤسساتنا".
وأضاف: "سنمضي موحدين لحماية غزة وصون وحدتنا، ولن نقبل بفصل غزة أو عزل سكانها".
وهذه الزيارة هي الأولى للحمد الله وأركان حكومة الوفاق في الضفة الغربية إلى غزة. وتشمل عقد أول اجتماع للحكومة في القطاع منذ تشكيلها مطلع حزيران/يونيو الماضي.
وقال الحمد الله: إن حكومته بدأت ورشة عمل كاملة وشاملة لإعادة إعمار قطاع غزة تتضمن عدة أصعدة ومسارات لنجدة غزة وإغاثة أهلها والنهوض بكافة القطاعات وتأهيل ما دمره الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وأكد الحمد الله على "وضع سنوات الانقسام خلفنا والشروع في تكريس المصالحة كخطوة جوهرية للتقدم في وضع المجتمع الدولي وقواه المؤثرة أمام مسؤولياتها في إعادة إعمار القطاع".
وشدد على أن إعمار غزة "يتطلب رفع الحصار عن غزة والتقيد باتفاقية المرور والحركة لعام 2005، بما يعني فتح كافة معابر القطاع وتشغيل الممر الآمن ورفع قيود الحركة في الضفة الغربية".
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بزيارة الحمد لله ووزراء حكومة الوفاق إلى غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان: "نرحب بحكومة الوفاق في غزة وندعوها إلى الوفاء بمسؤولياتها كاملة تجاه أهل قطاع غزة".
وفي شأن إعمار القطاع، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان على اسرائيل ان تساهم في اعادة اعمار قطاع غزة المدمر بعد حرب استمرت خمسين يوما خلال الصيف، قبل انعقاد مؤتمر دولي للمانحين الاحد في القاهرة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي: "نعتقد ان على اسرائيل ان تلعب دورا في اعادة اعمار غزة".
وأضافت: "لاحظنا بارتياح ان الامم المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفقوا على اجراءات تهدف الى تسريع نقل مواد المساعدة الى غزة، مع الأخذ بالاعتبار ضرورات اسرائيل الامنية".
لكنها لم توضح بشكل حاسم ما اذا كانت المساعدة الاميركية مرتبطة بضمانات حول وقف اطلاق نار دائم يضمن عدم ذهاب الأموال هدرا في حال نشوب حرب جديدة.
وقالت: "نود في وضع مثالي ان نرى اتفاقا على وسيلة للمضي قدما في وقف اطلاق نار مستديم يعالج المسائل البعيدة الأمد، بحيث لا نواجه النزاع المتكرر".
وإذ رجحت ان يبحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري المسألة على هامش المؤتمر، قالت: "انها ليست موضع التركيز الأول. سيترتب على الاطراف الالتقاء مجددا لبحث المسألة خارج هذا المؤتمر".
وأطلقت قوات إسرائيلية صباح امس الخميس نيران رشاشاتها تجاه المزارعين الفلسطينيين شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بإطلاق الأبراج العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في محيط موقع كيسوفيم النار تجاه منطقتي السناطي (شرق عبسان الكبيرة) والقرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.