يقول المتفائلون بسوق النفط الخام: تجاهلوا الحديث عن حرب أسعار ضمن منظمة أوبك. لقد تم توضيح التحرك القادم للنفط بكلمات صدرت من السعودية نفسها.
عمليات خفض الأسعار التي أعلنتها السعودية، بما في ذلك أكبر تخفيضات لصالح آسيا منذ عام 2008، أثارت تكهنات بأن أكبر بلد مصدر للنفط في العالم من شأنه أن يسمح بهبوط النفط بدلاً من التخلي عن حصة في السوق لمنافسيه في أوبك. وقال بنك يو بي إس وبنك بي ان بي باريبا: إن هذا أمر مضلل وفي غير محله. وقال المحللون في البنكين: إن خام برنت هو أقل من المعدل الذي يتراوح بين 95 دولاراً و 110 دولارات الذي تبناع وزير النفط السعودي علي النعيمي، وهو ما يضمن أن المملكة ستعمل على تخفيض الإنتاج. تراجع المؤشر القياسي الأوروبي لخام برنت إلى سوق هابطة وسط وجود فائض في الصخر الزيتي الأمريكي وضعف النمو الاقتصادي. ودفعت التخفيضات إلى توقعات بأن السعودية قد تتحمل بعض الأسعار المخفضة لردع الاستثمار في الصخر الزيتي الأمريكي المرتفع التكلفة. وقال بي ان بي باريبا: إن تقدم المتشددين الإسلاميين عبر مساحات شاسعة من العراق وسوريا يعني أن المملكة ستدعم أسعار النفط لدعم الجيران بدلاً من ذلك. وقال هاري تشيلينجوريان رئيس استراتيجية أسواق السلع في بي ان بي باريبا في لندن عن طريق البريد الإلكتروني يوم 6 تشرين الأول أكتوبر: «إننا لم نقتنع بحجة أن هناك حرب أسعار تختمر الآن». وأضاف: «تقوم السعودية دائماً بالجزء الصعب من المهمة عندما يتعلق الأمر بإدارة إمدادات أوبك. الأمر المهم في رأينا هو أنه ليس في مصلحة أوبك أن تشهد فترة طويلة من الانخفاض في الأسعار».
بداية المعركة
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت لمدى شهر إلى91.38 دولاراً للبرميل أمس، في بورصة العقود الآجلة الأوروبية، وهو أدنى مستوى لها منذ 28 حزيران/ يونيو لعام 2012، بعد أن خفّض صندوق النقد الدولي توقعات النمو الاقتصادي العالمي في 7 تشرين الأول أكتوبر. استقر العقد عند نسبة أقل 21% عن ذروته التي بلغت 115.06 دولاراً في 19 حزيران/ يونيو. يشار إلى أن الانخفاض بنسبة 20% هو تعريف شائع للسوق الهابطة. وكان خام برنت بسعر 90.93 دولار اليوم.
خفضت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي سعر البيع الرسمي من النفط العربي الخفيف لشهر تشرين الثاني نوفمبر، إلى آسيا بمقدار دولار واحد للبرميل في مقابل خصم يصل إلى 1.05 دولار بالنسبة إلى متوسط خامي عمان ودبي، وهو أدنى مستوى منذ كانون الأول ديسمبر لعام 2008. وجاءت هذه الخطوة بعد تخفيضات من جانب إيران والعراق لشهر تشرين الأول أكتوبر، وهو ما يشير إلى بداية معركة محتملة اكتساب العملاء في آسيا، وفقا لكومرتس بنك وسيتي جروب. قال شخص مطلع على السياسة السعودية أمس، إن الهدف من القرار، بدلاً من تغذية المنافسة مع الدول الأخرى في منظمة الدول المصدرة للنفط، كان هو القصد من الأسعار المنخفضة هو إحياء هوامش ربح شركات التكرير الآسيوية.
النطاق المفضل وقال وزير النفط السعودي علىي النعيمي في اجتماع أوبك الماضي يوم 11 حزيران يونيو في فيينا: إن نطاق الأسعار التي تتراوح بين 95 دولارا إلى 110 دولارات للبرميل مناسب للمستهلكين والمنتجين. وقالت المجموعة أمس، إنه حدث انخفاض في متوسط سعر خامات أوبك القياسية تحت مستوى 90 دولاراً للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. وقال النعيمي في 11 سبتمبر إن أوبك سوف تناقش الأسعار والإنتاج في اجتماع يوم 27 نوفمبر المقبل في فيينا. وقال المحلل في يو بي إس، جيوفاني ستانوفو عبرل البريد الإلكتروني في 6 أكتوبر في زيوريخ، إن التاريخ يظهر أن خفض سعر البيع الرسمي السعودي يسبق عمليات نقص في الإنتاج وليس زيادة فيه. وقال ستانوفو إن انتعاش الأسعار سيكون قبل نهاية العام.
ويتوقع بنك بي ان بي باريبا أن يبلغ متوسط خام برنت 108 دولارات للبرميل خلال الربع الرابع. وتشير تقديرات بنك باركليز إلى أنه سيبلغ معدل 93 دولاراً خلال الفترة نفسها، منخفضاً بذلك عن المعدل السابق والذي بلغ 106 دولارات للبرميل، وذلك وفقاً لتقرير ارسل بالبريد الالكتروني قبل يومين.
وقال فرانسيسكو بلانش، رئيس قسم أبحاث السلع في بنك اوف امريكا عبر الهاتف من نيويورك في 7 اكتوبر: «لا أعتقد أن هناك أي اندفاع من جانب السعوديين لخفض أسعار السوق» عندما يكون بإمكان الطلب المخيب للآمال أن يفعل ذلك على أية حال. وأضاف: «لا أعتقد أن حرب الأسعار تجري حاليا. ستخفض السعودية من الإنتاج إذا لزم الأمر».