أحبط المئات من المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، فجر أمس الأحد، دعوات "جماعات الهيكل المزعوم" لاقتحام المسجد الأقصى، بمناسبة "عيد العرش" اليهودي حيث انتشروا في محيط باب المغاربة وفي جميع جوانب المسجد يكبرون ويهللون ويرددون الايات القرآنية في ظل انتشار مكثفة لقوات الشرطة وحرس الحدود على ابواب المسجد.
وما كان من الشرطة الإسرائيلية امام هذا الرباط والتواجد إلا ان أغلقت باب المغاربة والذي تُنفذ من خلاله اقتحامات المستوطنين للمسجد تحت غطاء ومسمى "السياحة الخارجية"، وخلال ذلك علت أصوات التكبير من قبل المعتكفين والمرابطين في المسجد.كما اغلقت الشرطة والقوات الخاصة جميع أبواب المسجد الأقصى باستثناء (باب الاسباط وحطة والسلسلة والمجلس)، وشددت من اجراءاتها على الابواب المفتوحة عبر المتاريس الحديدية وتدقيق في الهويات وتفتيش حقائب المصلين.
وقال الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الإسلامية في القدس خلال تفقده للمصلين والمرابطين في الأقصى المبارك ان الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة عملاً عدائياً واستفزازي لمشاعر المسلمين لابد من وقفها فوراً .
واضاف ان سلطات الاحتلال الإسرائيلية كانت في الماضي تدعي ان الجماعات اليهودية المتطرفة هي التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك ،اما في هذه الايام، وفي الاشهر الاخيرة ،تبين ان الحكومة الإسرائيلية هي ووزرائها وكبار قادتها ونواب في الكنيست الإسرائيلي يقفون خلف هذه الاقتحامات لا بل ويشاركون فيها ،خاصة وزير الاستيطان ونائب رئيس الكنيست .
ومضى الشيخ سلهب يقول: " لقد اصبحت اقتحامات المسجد الأقصى المبارك جزءا من اجندة سياسية إسرائيلية بعد تصريحات نتنياهو الاخيرة وتشجيعه الشرطة والجيش على ضرب المصلين وكسر ارادتهم باقتحام المسجد والاعتداء على المصلين، كما حدث الاربعاء الماضي ، لتوفير الحماية للمستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك مؤكداً أن هذه السياسة الإسرائيلية لن تمر فالاقصى المبارك جزء من عقيدة نحو ملياري مسلم لن يفرطوا فيه والفلسطينيون لن يترددوا بالدفاع عنه بالغالي والنفيس ".
هذا واعتقلت عناصر من الوحدات الخاصة بالشرطة الإسرائيلية الأحد، الشاب نهاد الزغير أحد العاملين بدائرة الأوقاف الاسلامية لدى خروجه من المسجد الأقصى المبارك. وأكد شهود عيان بأنه تم اقتياد الزغير الى مركز التوقيف والتحقيق 'القشلة' في باب الخليل بالقدس القديمة.
بدوره الشيخ عزام الخطيب مدير اوقاف القدس قال أنه بناء على طلب الاوقاف الإسلامية المتكرر للشرطة الإسرائيلية ضرورة وقف الانتهاكات والحفاظة على قدسية المسجد الاقصى،اغلقت الشرطة الاحد "باب المغاربة" داعياً الى إغلاقه امام المستوطنين بشكل دائم وخاصة طوال أيام "عيد العرش".
ويذكر ان " الإئتلاف من أجل الهيكل المزعوم " دعا الى اقتحام الأقصى صباح الاحد، بقيادة الحاخام "يوئيل إلتسور" ،داعياً الى ( الصعود الجماعي ) اي الاقتحام الجماعي للمسجد الأقىص المبارك ، ويتبع هذا الاقتحام إقتحام نسائي من منظمة "نساء من أجل الهيكل" المزعوم، بحسب ما دعت منظمة " أمناء جبل الهيكل " بقيادة جرشون سلمون ، الى اقتحام الاقصى وتنظيم مظاهرة في الأقصى تحت شعار ( جبل البيت في ايدينا ) .
كما دعت حركة " قيادة يهودية" وهي فرع من حركة "الليكود" ويقودها نائب رئيس الكنسيت " موشيه فيجلين" الى اقتحام جماعي للاقصى صباح الأثنين ، احتفالاً بعيد " العرش العبري" ، يسبقه اقامة صلوات تلمودية في ساحة البراق ، وسيقود هذا النشاط والاقتحام "موشيه فيجلين".
من جانبه قال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا إن المسجد الأقصى يشهد تواجدًا مكثفًا للمرابطين والمصلين من أهل القدس والداخل المحتل على مدار الساعة ، الأمر الذي دفع الشرطة لإغلاق باب المغاربة بوجه المستوطنين.
وأوضح أن الشرطة المتمركزة على البوابات احتجزت عددًا محدودًا من البطاقات الشخصية للوافدين للأقصى، فيما تتواجد عناصرها عند البوابات، وتحديدًا عند باب المغاربة من الخارج، ويتواجد في الداخل على بعد متر عددًا من ضباط الاحتلال.وأشار إلى أن حراس الأقصى تواجدوا منذ ساعات الصباح داخل المسجد، يتقدمهم رئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب الذي حيا المرابطين والمصلين على وقفتهم ونصرتهم للأقصى.
وبين أن حالة من التوتر الحذر تسود باحات الأقصى في ظل الدعوات اليهودية المتكررة لاقتحامه اليوم وبقية أيام عيد "العرش" العبري، مبينًا أن نائب رئيس الكنيست "موشيه فيجلين" ومجموعة القيادة اليهودية أعلنوا عبر "الفيس بوك" عزمهم اقتحام الأقصى صباح الاثنين.
ولفت أبو العطا إلى أن الدعوات اليهودية لاقتحام الأقصى كل أيام عيد "العرش" ما تزال مستمرة، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى، والرباط الدائم والباكر فيه للتصدي لتلك الاقتحامات والاعتداء على المسجد.
وفي نفس السياق ،أغلقت الشرطة معظم الطرق المؤدية الى البلدة القديمة وكذلك منطقة باب المغاربة ومداخل الشارع رقم واحد الذي يفصل القدس الشرقية عن الغربية ،و ذكرت الشرطة الإسرائيلية انها نشرت قوات معززة في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والأحياء الشرقية للقدس، تحسبًا لوصول آلاف اليهود إلى باحة حائط البراق، بمناسبة "مراسم بركة الكهنة" المقامة خلال أيام "عيد المظلة".
فيما حذر الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى الاحد في بيان له، من خطورة البرامج السياحية التي تنشرها وزارة السياحة الإسرائيلية برئاسة "عوزي لاندو"، والتي تتضمن جولات ومسيرات في مدينة القدس وأحيائها بشرح وترويج للرواية التوراتية الصهيونية .
ويأتي هذا البيان في الوقت الذي تم الإعلان عن مشاركة أكثر من 60 ألف سائح من ما يقارب 35 دولة في ما يسمى بـ" مسيرة القدس" المقررة يوم الثلاثاء الموافق 14 تشرين الأول الجاري والتي تتضمن ثلاث احتفالات مركزية في المناطق التالية "حديقة ساغر" غربي القدس، غابة القدس ووسط مدينة القدس.
واستنكر الأمين العام من ما تقوم به وزارة السياحة الإسرائيلية بنشر اسماء تم تحريفها للمدن والأحياء الفلسطينية في القدس من جهة ووضع اسماء المستوطنات المقامة على الاراضي المحتلة من جهة أخرى ضمن برامجها وتشويه الطابع العربي في المدينة من خلال ادخال الطابع اليهودي والغربي عليها، وذلك إن دل على شيئ فهو يدل على استمرارية دولة الاحتلال في تزوير للحقائق والتاريخ على قدم وساق.
إزاء ذلك، شن نائب رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، موشيه فيغلين، هجوما على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي يسحاق أهرونوفيتش لإغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود، على خلفية الأوضاع الأمنية المتوترة في المسجد.
وزعم فيغلين قائلا لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إن 'حركة حماس وداعش سيطروا على جبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى) وأغلقوه أمام المصلين اليهود'.
واعتبر أن حديث نتياهو عن الانتصار على حماس، ورسالة التهديد والردع ضد حزب الله في الجنوب، باتت تتكسر على خلفية الواقع الجاري في مدينة القدس.
وانتقد وزير الأمن الداخلي يسحاق أهرونوفيتش، لـ'منعه الشرطة الإسرائيلية من اعتقال الشبان الفلسطينين في القدس'، مطالبا باعتقال من يمنع المستوطنين من دخول الأقصى.
وقال نائب رئيس الكنيست إن 'هذا السلوك هزيمة أمام منظمات الإرهاب.. هذا السلوك من الحكومة الإسرائيلية سيكون ثمنه غاليا على إسرائيل عند الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والحدود الجنوبية مغ قطاع غزة'.
ودعا فيغلين، نتياهو إلى إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين بشكل فوري وإتاحة الصلاة لليهود فيه.