دعما للعمل الاجتماعي والخيري في المنطقة، وتعميقا لروح التكامل بين الجهات القائمة عليه وبين وسائل الإعلام استضافت «جريدة اليوم» وأثناء لقائها الشهري مع كتاب الرأي الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي، رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية «إيثار» والمشرف العام على حملة «خلونا نحييها» والتي وجه الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بإطلاقها وذلك في السابع والعشرين من نوفمبر القادم، وعددا من أعضاء اللجنة، وكذلك المشرف العام على حملة «أهلي أهلك» الدكتور غازي الشمري وأعضاء من اللجنة المنظمة كذلك.
وفي بداية اللقاء رحب رئيس التحرير الأستاذ عبدالوهاب الفايز بحضور الملتقى الشهري لكتاب الرأي في الجريدة، والذي استحدث مؤخراً ليكون حلقة الوصل بين الزملاء لتطوير العمل وتحقيق التكامل وتبادل الآراء، مبيناً أن للإعلام دورا في تعميق روح التعاون والجماعة في بنية المجتمع وتعزيز قيم المشاركة وتحمل المسؤولية الاجتماعية؛ لأن الإعلام هو أداة التفاهم التي تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس وتكوين المواقف والاتجاهات التي تسهم في خلق روح المبادرة، مبينا أن استضافة أعضاء من لجنة حملة «خلونا نحييها» وحملة «أهلي أهلك» تأتي للتعريف بالحملتين لكتاب الرأي لزيادة تفاعلهم في إيصال رسالة الحملتين عبر كتاباتهم اليومية؛ وذلك لتنوير القارئ بأهمية مثل تلك الحملات ودورها الكبير في توعية المجتمع.
فيما تحدث الشيخ عبدالعزيز التركي عن الحملة، وقال: إن سمو أمير المنطقة الشرقية - يحفظه الله - وجه بإطلاق حملة لتنشيط التبرع بالأعضاء على مستوى المنطقة الشرقية بعنوان (خلونا نحييها)، بتنظيم من جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار) بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الاعضاء بالرياض وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، بهدف توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغيا لصالح المرضى الذين يعانون الفشل العضوي سواء كان فشلا قلبيا، أو رئويا، أو كبديا، أو كلويا، وغيرها من الأعضاء التي تساعد المرضى وتحولهم من أشخاص عاجزين إلى أعضاء فاعلين في المجتمع، بالإضافة إلى توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء لتشجيع المجتمع على دعم رسالة التبرع بالأعضاء.
وقال التركي: إن الحملة تأتي لإرساء مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة في الحث على التبرع بالأعضاء، وتحقيق مصالح التبرع من خلال تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وكذلك لإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن نسبة المتبرعين ما زالت متدنية في المملكة، فحسب إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء فإن هناك مثلا 14 ألف مريض بحاجة إلى زراعة كلى، بينما يجرى سنوياً «550» حالة زراعة فقط من الحالات الموجودة على قوائم الانتظار، ويبلغ عدد حالات مرضى الفشل الكبدي «1500» حالة فشل تام، بينما تتم زراعة من «50 إلى 120» كبدا سنوياً، مشيراً إلى أن الفجوة كبيرة جدا، والجمعية تسعى إلى تثقيف الأهالي بأهمية التبرع بالأعضاء والتواصل مع ذوي المتوفين دماغياً من خلال لجنة الشفاعة الحسنة بالجمعية وذلك لزيادة أعداد المتبرعين ورفع نسبة التبرع بالأعضاء، خصوصاً إذا علمنا أن كل متوفى دماغيا يمكنه أن ينقذ 9 أشخاص هم في أمس الحاجة إلى تلك الأعضاء، مثل القلب والكبد والكلى والرئة والقرنية وغيرها من الأعضاء الأساسية.
وأضاف: إن لجنة الشفاعة الحسنة التي استحدثتها الجمعية، وتم تشكيلها من أهل العلم والأطباء والمتخصصين تقوم بدور كبير في إقناع أهل ذوي المتوفى دماغياً بالتبرع بالأعضاء، ونجحت ولله الحمد في الحصول على موافقة لنقل «21» عضوا منهم، وزرعت لـ«21» مريضا كان يعاني المرض.
وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية للحملة الدكتور جاسم الياقوت خلال مداخلته في اللقاء، أن الحملة تستمر لمدة عشرة أيام في معظم محافظات المنطقة الشرقية يشارك فيها أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، يتخللها مسيرة كرنفالية على واجهة الخبر البحرية، ومحاضرات دينية بمقر الغرفة التجارية وجامعة الملك فيصل بالأحساء، بالإضافة إلى عقد محاضرات طبية.
من جهته أشار رئيس لجنة الشفاعة الحسنة المهندس محمد الدبل، إلى أن اللجنة التابعة لجمعية «إيثار» تقوم بدور كبير في المجتمع من خلال إقناع ذوي المتوفين دماغياً للتبرع بالأعضاء، ويشرف على هذه اللجنة مجموعة من القضاة وأئمة المساجد ورجال الأعمال، مبيناً أن الجمعية تسعى إلى غرس مفهوم التبرع من خلال الزيارات التي يقوم بها أعضاء الجمعية والمتعاونون معها للجهات الحكومية والتواجد في المجمعات التجارية وذلك للحث على التبرع.
وعدد نائب رئيس لجنة الشفاعة الحسنة بجمعية «إيثار» فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن علي البيشي المعوقات التي تواجه اللجنة في أداء عملها وهي «المرأة، والطبيب الذي لا يعي حالة الوفاة الدماغية، والموقف الشرعي»، مبدياً أسفه من وقوف أهل المتوفى دماغياً عائقاً في سبيل تحقيق الأجر للمتوفى، خاصة إذا وقّع على البطاقة الخاصة بالتبرع، التي تكون رافداً للأجر له ولهم، مرجعاً ذلك للغموض الذي يكتنف موضوع التبرع بالأعضاء، رغم صدور الفتوى من مجمع الفقه الإسلامي المجيزة للتبرع في حال الوفاة الدماغية، والتي تعد وفاة معتبرة شرعاً.
فيما أشار منسق المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور حسان الخناني الى أن الحاجة للتبرع كبيرة جداً، ففي عام 1407هـ لم يكن لدينا إلا «70» حالة لمرضى الفشل الكلوي، كما لم يوجد لدينا إلا «13» مركزا للغسيل، وفي الوقت الحالي يوجد لدينا «150» مركزا يقوم بالغسيل الكلوي وأكثر من «14» ألف مريض، بالإضافة إلى مئات وحدات الغسيل المتنقلة، مبيناً أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء حقق نجاحات باهرة في مجال الزراعة وبنسبة نجاح تجاوزت 95 %.
واستعرض الدكتور غازي الشمري أهداف حملة «أهلي أهلك» التي ستنطلق في منتصف محرم القادم، مبيناً أنها حملة توعوية لها أهداف اجتماعية وثقافية وحضارية واقتصادية، لغرس القيم وتنمية السلوك الإيجابي لدى فئة الشباب، وستركز على كافة وسائل التواصل الحديثة للوصول للشريحة المستهدفة، وبين أن سمو أمير المنطقة الشرقية - يحفظه الله - طالب بأن تكون الحملة ذات محتوى جديد وقيم، وإذا نجحت في مرحلتها الأولى في المنطقة الشرقية ستطبق - بإذن الله - في بقية مناطق المملكة.
وأبدى عدد من كتاب الرأي تفاعلهم مع الحملتين من خلال المداخلات التي كانت تحمل رؤى وأفكاراً جديدة، كما استعرضت مكامن القوة للحملتين وأهمية التركيز عليها للوصول للأهداف الذي وضعت من أجلها.
وفي ختام اللقاء قدم رئيس التحرير شكره للمشاركين، متطلعاً إلى مزيد من اللقاءات الهادفة التي تنعكس إيجاباً على تطور الفرد والمجتمع.
د.سليمان الخطاف ود.محمد الخالدي ود. الحسن
محمد الدبل ود.البيشي ود.الخرساني
د.الشمري وسليمان اباحسين وخالد البلاهيدي
د.حسان الخنيني والتركي والياقوت
جانب من المشاركين في الندوة