دعا استشاريون في الطب النفسي، الجهات الصحية والاجتماعية إلى توفير الرعاية والاهتمام لمرضى الفصام، لتمكينهم من الإبداع والاندماج في المجتمع.
ووفقاً للإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بمرض الفصام العقلي يقدرون بـ 45 مليون شخص في العالم، وتصل نسبة الإصابة إلى واحد بالمئة من السكان في أي مجتمع حضري، ويمثل مرضى الفصام أكثر من 90 بالمائة من نزلاء المصحات والمستشفيات العقلية، في الوقت الذي لا يلقي فيه أكثر من 50 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون الفصام الرعاية الصحية المناسبة، ولا تتوافر العلاجات الصحيحة لنحو 90 بالمائة من مرضى الفصام في البلدان النامية.
هذه الأرقام عرضت في سياق احتفال جامعة الخليج العربي باليوم العالمي للتوعية بالصحة النفسية، الذي نظم مؤخراً من قبل قسم الرعاية الطلابية بالتعاون مع قسم الطب النفسي بالجامعة تحت شعار (التعايش مع مرض الفصام)، بإشراف كل من: الدكتورة هيفاء القحطاني، والاختصاصية الاجتماعية عائشة السبيعي، والاختصاصي الاجتماعي أحمد الساعي.
وتضمنت الفعالية، معرضاً فنياً توعوياً للتعريف بمرض الفصام، وعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي أنتجها مرضى فصاميون.
وقالت الدكتورة هيفاء القحطاني استشارية الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي: "إن المعرض الفني الذي أقيم في الجامعة، هدف لتوعية الجمهور بأن مرضى الفصام يمكن لهم أن يكونوا جزءاً مبدعاً من المجتمع إذا ما توفرت لهم الرعاية والاهتمام اللازمين". وأوضحت القحطاني، أن الفصام اضطراب نفسي مزمن، يحول دون التفريق أو التمييز بين الواقع والخيال، ولا يمكن معالجته بشكل نهائي، بيد أن بعض العلاجات الدوائية تفيد المرضى في أحيان كثيرة، والمسبب الدقيق للفصام لا يزال غير معروف حتى الآن، أما المعروف فهو أن مرض الفصام مثل: السرطان أو السكري، هو مرض حقيقي له أساس بيولوجي.
وأضافت، "كشف الباحثون عن عدة عوامل قد يكون لها دور في تكون مرض الفصام من بينها، الوراثة، عمليات كيميائية في الدماغ، خلل في بنية الدماغ، عوامل بيئية، وعلى الرغم من عدم توفر فحوصات مخبرية قادرة على تأكيد الإصابة بالفصام، إلا أن الطبيب يستطيع إجراء عدد من الفحوصات المختلفة، مثل التصوير بالأشعة السينية أو إجراء فحوصات دم بهدف نفي احتمال كون الأعراض ناجمة عن الإصابة بمرض آخر له نفس الأعراض".
يشار إلى أن الفصام أو ما يعرف بـ(الشيزوفرينيا)، هو اضطراب حاد في الدماغ يشوش طريقة تفكير الشخص، وينعكس ذلك التشويش على تصرفاته وطريقة تعبيره عن مشاعره وأفكاره، وبالتالي يؤثر على علاقته بمحيطه وعلاقته بالآخرين، لأنه في الغالب يقود المصابين به إلى الانطواء.