افتتحت إدارة متاحف الشارقة أمس الأربعاء، معرض (البحرين القديمة: نفوذ التجارة) الذي يتكون من روائع مقتنيات متحف البحرين الوطنيّ ما بين (الألفيّة الثانية قبل الميلاد – القرن الثالث الميلادي، وذلك بمتحف الشارقة للآثار، حيّث يمتد المعرض حتى 29 مارس 2015، بحضور الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية.
وتم تنسيق هذا المعرض من قبل متحف البحرين الوطنيّ، في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة في البحرين لتعزيز التبادل والحوار الثقافي، حيث يوفّر المعرض لمرتاديه صورةً معمقةً وحصريّةً لآثار البحرين وثقافتها الغنيّة. وتمثل تشكيلة القطع المنتقاة من مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني، التي يحتويها هذا المعرض شاهداً على أهميّة حضارة دلمون القديمة -والتي عرفت فيما بعد باسم تايلوس- ومكانتها كسوقٍ نابضٍ وحيويٍّ يقع على طرق التجارة البحريّة القديمة التي كانت تربط الشرق الأدنى بشبه القارة الهنديّة.
وقد تم توزيع المعرض على أربعة أقسام رئيسيّة هي: (دلمون وتايلوس - قرونٌ من التجارة والازدهار)، (دلمون - مستودع الخليج في العصرَين البرونزي والحديدي)، (تايلوس - ملتقى طرق التجارة الدوليّة الناشئة)، وقسم (ما وراء تأثيرات التجارة: ثقافة فريدة لجزيرة).
وتحتوي الأقسام على ما يقارب 150 قطعةٍ أثريّةٍ متنوعة، مثل: الأختام المصنوعة من الحجر الصابوني، والقطع الفخاريّة والزجاجيّة والعاجيّة والأواني المرمريّة المعمولة بدقّةٍ عالية، بالإضافة إلى القطع الذهبيّة والشواهد الجيريّة المتميزة، حيث تدل هذه القطع الأثريّة على حركة التجارة النشطة للمنطقة في الفترة ما بين الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد، كما وترسم ملامح قرونٍ طويلةٍ من روح المبادرة ومدى ازدهار وغنى التجارة البحرية على جزر البحرين، موطن حضارة دلمون ومركزها السياسيّ منذ عام 2050 قبل الميلاد.
ويسعى المعرض لدراسة السياق الاجتماعيّ والثقافيّ من خلال عدسة الثقافة الماديّة للبحرين القديمة، فقد كان لحجم الأنشطة التجاريّة على الجزيرة، وسهولة الوصول إليها، والاحتكاك والتفاعل مع مختلف الأسواق والثقافات، تداعياتٌ اجتماعيةٌ وثقافيةٌ كبيرة، وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على تغير الثقافة المحلية إلى حدٍّ ما، إلا أن السجلّات الأثريّة تشير بكلّ جلاء إلى صلابة الثقافة المحليّة للجزيرة وصمودها في وجه تلك العوامل، بل وفرض نفسها كذلك، كما ويأتي معرض (البحرين القديمة: نفوذ التجارة) في وقت يتزامن مع فعاليّات (المنامة: مدينة السياحة الآسيوية 2014م)، وأنشطة (الشارقة، عاصمة الثقافة الإسلامية 2014).