أقرب لبطولة دوري أبطال آسيا أكثر من يوم السبت الماضي فقد كان الفريق الهلالي على بعد خطوة واحدة من الحصول على البطولة الآسيوية السابعة في تاريخه وهو الرقم الذي لم يكسر ولم يقترب منه أحد في القارة الآسيوية. الهلال وهو يخسر دوري الأبطال لم يكن سيئا على الإطلاق فقد قدم في النهائي ذهابا وإيابا كل فنون الكرة، سرعة في تنفيذ الهجوم وتركيز في الدفاع وحيوية في وسط الميدان وحضور ذهني وروح معنوية عالية وخلق متواصل لفرص التسجيل حتى ظهرت خلال المباراتين الفوارق الفنية بينه وبين منافسه وكان ينقص الهلال فقط استثمار الفرص أمام المرمى وهذا ما كان يعاني منه الهلال منذ فترة طويلة على الرغم من الأهداف الغزيرة التي سجلها في مرمى المنافسين على المستويين المحلي والآسيوي ولو كانت البطولة تمنح للفريق الأفضل والأقوى لمنحت للهلال الذي لعب النهائي في الذهاب والإياب ضد ثلاث فرق وليس فريقا واحدا، لعب ضد الحكمين الإيراني والياباني والفريق الأسترالي وتمكن بمستواه وهمة لاعبيه من مواجهة الفريق الأسترالي لكنه لم يتمكن من مواجهة ظلم التحكيم وجوره في المباراتين.
.. التاريخ الرياضي يؤكد ان خسارة الهلال لأي بطولة ليست نهاية المطاف فالهلال كان وما زال وسيظل الشمعة المضيئة في سماء كرة القدم الآسيوية وبالأرقام فهو زعيم آسيا ببطولاته الست وزعيم الوطن ببطولاته الـ 54 وسيظل زعيما حتى تحطم أرقامه القياسية وهذا ما تقوله الأرقام ومن المستبعد أن تؤثر تلك الخسارة في مسيرة الهلال فقد عود هذا الفريق البطل عشاقه وبعد أن يخسر بطولة، عودهم بعودة أقوى وهذا ما هو متوقع منه البطولات المحلية أمامه والآسيوية في الملعب وتكرار المحاولة والإصرار على تحقيق الإنجازات هو شعار الزعيم وسيظل رافعا لهذا الشعار في المستقبل. يكفي الهلال شرفا أنه بلغ المباراة النهائية رغم كل العراقيل التي زرعت أمامه وكان آخرها ما فعله الحكم الياباني وقبله نظيره الإيراني ومع ذلك استمرت المحاولات المستميتة إلى آخر رمق. صحيح أن الهلال قادر على العودة من جديد للمنافسة على البطولات ولكن تلك العودة المتوقعة لن تكون بالأحاديث الشفهية بل بالعمل المثمر والمتواصل ومن جميع الأطراف ويعتبر لاعبو الفريق محور العملية في ذلك ويتوجب عليهم نسيان الماضي والتفكير في المستقبل والعمل على حصد أقرب بطولة. والإدارة مطالبة بانتشال الفريق من وضعه الحالي والتخطيط لما هو أبعد من خسارة بطولة وإن كان الهلال قد خسر بطولة بخزينته العامرة المليئة بالبطولات. أما الجهاز الفني فلابد أن يتعرف على ابرز النواقص الفنية وأهمها وجود لاعب متخصص في تسجيل الأهداف وعندما أقول متخصص فإنني أعني ما أقول فالهلال خسر البطولة الآسيوية لعدم وجود هداف متخصص في تسجيل الأهداف لذلك أهدرت كل الفرص.
قبل الوداع..
المستويات التي يقدمها فريق هجر تؤكد أنه فريق كبير يسير على نمط الكبار ويستحق الاستمرار مع الكبار ومستقبلا سوف ينافس الكبار ويزاحمهم، فريق هجر يمتلك كوكبة من اللاعبين الشباب مستوياتهم قابلة للتطور وباستطاعة أي مدرب أن يصنع المعجزات معهم بدليل سيرهم على نفس النمط بعد رحيل البياوي وقدوم المونتينجري نيبو.
خاطرة الوداع..
الهلال يختلف عن غيره فهو لا يتفاخر بإنجاز واحد لتعدد إنجازاته وبطولاته