DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الصخر الزيتي الأميركي وصل مستويات عالية لم تبلغها منذ 3 عقود

كيف يعمل النفط الصخري من ألاسكا على إعادة رسم ممرات الشحن?

الصخر الزيتي الأميركي وصل مستويات عالية لم تبلغها منذ 3 عقود
الصخر الزيتي الأميركي وصل مستويات عالية لم تبلغها منذ 3 عقود
أخبار متعلقة
 
لرؤية علامات كيف يعمل ازدهار النفط الصخري في الولايات المتحدة على إحداث تحولات في تدفق النفط العالمي، ما عليك سوى النظر إلى نصف الطريق حول العالم في كوريا الجنوبية. بدأت هذه الدولة الآسيوية تجني فوائد الإنتاج الجديد من النفط الأمريكي الذي يأتي من مناطق مثل تكساس إلى نورث داكوتا، وأخذ يحل محل مختلف أنواع الخام التي كانت تغذي المصافي الأميركية لعدة عقود، وهي الدولة التي طالما اعتمدت في وارداتها من النفط على الشرق الأوسط بنسبة تقارب 86 في المائة. وقد قالت الشركة المستوردة: إن كوريا الجنوبية تلقت في هذا الشهر شحنة من نفط ألاسكا لأول مرة منذ ثماني سنوات على الأقل مع امكانية شراء المزيد. وكانت كوريا أول دولة تتلقى شحنة من الخام الأميركي الخفيف جداً الذي يعرف بالمكثفات بعد قرارات تسهيل الصادرات الذي اتخذته السلطات الأميركية. حركت ثورة الصخر الزيتي الأميركي الناتج من الزيت إلى مستويات عالية لم تبلغها منذ ثلاثة عقود، وقللت من حاجة أميركا للشراء من وراء البحار وسببت في إغراق الأسعار العالمية في أسواق تشهد هبوطاً مستمراً. أصبحت كوريا الآن تسعى إلى التقليل من اعتمادها على خام الشرق الأوسط وفي الوقت نفسه بدأت أكبر البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، بتقديم خصومات لحماية حصتها في الأسواق، ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن تخسر هذه المجموعة تأثيرها على سوق النفط العالمي. قال فيريندرا شوهان، المحلل في شركة إينيرجي أسبيكتس المحدودة، في مقابلة أجريت معه بالهاتف من لندن: «انخفضت الأعباء التي كانت تثقل كاهل الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، كما أصبح الكثير من الخام جاهزاً للتدفق شرقاً باتجاه دول مثل كوريا.» ويجدر بالذكر أن كوريا الجنوبية التي تستورد حوالي 97 في المائة من وارداتها من النفط المستخدم لتلبية حاجاتها من الطاقة تتلقى أكثر من ثلث نفطها من المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط. الإمدادات من الشرق الأوسط أصبحت مشتريات كوريا من النفط من أعضاء آخرين في أوبك في حالة تراجع. فمثلاً انخفضت واردات النفط من إيران في الشهر الماضي إلى 4 ملايين برميل في اليوم، وهو أقل بنسبة 27 في المائة من معدل الواردات النفطية الإيرانية في السنوات الخمس الماضية، وذلك حسب بيانات جمعتها مجموعة بلومبيرج الإخبارية من مؤسسة النفط الوطنية الكورية. أما الواردات من ليبيا فقد انخفضت بنسبة 55 في المائة في الشهر الماضي، مقارنة بشهر أغسطس (آب) الذي سبقه. بينما انخفضت الشحنات من العراق بنسبة 16 في المائة. قال أوه سان سين، الزميل الباحث المرافق في المؤسسة الكورية لاقتصاد الطاقة، وهي دائرة أبحاث ممولة من الحكومة، في مقابلة أجريت معه بالهاتف يوم 27 أكتوبر: «ازدادت الحاجة لتنويع الموارد أكثر من أي وقت مضى بسبب تحول الشرق الأوسط إلى منطقة مليئة بالفوضى والمشاكل. وأصبحت كوريا الآن تمهد الطريق لإقامة علاقة نفطية مع الولايات المتحدة.» القلاقل السياسية أصبح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منذ عام 2011، وهو موطن ثماني دول من الدول الأعضاء في أوبك، مليئاً بالقلاقل السياسية واحتمالات تهديد موارد النفط. وقد ذكرت وزارة الطاقة الأميركية أن الولايات المتحدة كانت تستورد في المعدل في شهر يوليو (ـتموز) 7.6 مليون برميل نفط في اليوم، أي أقل بنسبة 9.7 في المائة من معدل استيرادها في خمس سنين. وقالت وكالة وود ماكنزي في هذا الشهر: إن الولايات المتحدة ستقوم بحلول عام 2025 بتصدير كميات من النفط تزيد عما تستورده. وفي الوقت الذي بدأت فيه تتقلص الشحنات التقليدية من الشرق الأوسط، أصبح الخام يأخذ طريقه إلى كوريا الجنوبية من الأميركتين وإفريقيا. فقد باعت شركة إيكوبترول، ومقرها في بوغوتا كولومبيا، أول شحنة من مزيج خام كاستيللا إلى كوريا الجنوبية في هذا الشهر، كما استوردت الشركات العاملة في تكرير النفط في كوريا أول نفط إكوادوري منذ شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2010 على الأقل. خصم في الضرائب ستتمكن الشركات الكورية الجنوبية اعتباراً من العالم القادم من الحصول على خصم ضريبي يصل إلى 2 وون (أي 2 سنتا) عن كل لتر تقوم بتكريره وبيعه في السوق المحلية يكون مشتقاً من خام لم يأت من الشرق الأوسط، وذلك حسب القانون المسمى النفط والأعمال البديلة للنفط الذي وقعته الرئيسة الكورية بارك جوين هاي في كوريا الجنوبية ودخل حيز التنفيذ في شهر سبتمبر (أيلول). وقال لي شونغ جي، وهو محلل في مؤسسة كى تي بي سيكيوريتيز في سيؤول في مقابلة أجريت معه على الهاتف يوم 28 أكتوبر: «أصبحت شركات النفط الكورية الجنوبية الآن تختبر خامات مختلفة لخفض نفقاتها بسبب تراجع أرباحها، وسيلزم هذه الشركات حساب ما إذا كان الدعم الذي ستحصل عليه سيقلل من التكاليف الإضافية اللازمة للدفع للحصول على الخام من دول خارج الشرق الأوسط.» وكانت وزارة التجارة في الولايات المتحدة في شهر يونيو (حزيران) فتحت الباب أمام المزيد من الصادرات الأميركية من النفط ما دام معالجاً بطريقة خفيفة، الأمر الذي خفف من القانون الذي يمنع من إرسال شحنات من النفط إلى خارج الولايات المتحدة في الأربعة عقود الأخيرة. وقد وُجدت كميات وفيرة من الغاز الطبيعي المكثف في تكوينات الصخر الزيتي أثناء طفرة الحفر عن الزيت، وهو الأمر الذي أدى إلى فائض العرض في شاطئ الخليج الأميركي. وقال مسؤول في شركة إس كى إنفيستمنت، وهي أكبر شركات تكرير النفط في كوريا الجنوبية، يوم 2 أكتوبر (تشرين الأول): إن شركته اشترت400 ألف برميل من شركة مكثفات الغاز الطبيعي الأميركية لتسلمها في الشهر القادم من شركة ميتسوي، وهي تسعى الآن لشراء المزيد من ذلك. تنويع الموارد يقول كيم سوينغ، وهو محلل كبير في شركة سامسونغ سيكيوريتيز، في مقابلة أجريت مع الهاتف يوم 28 أكتوبر: «إن الشركات بحاجة لمنتجات مؤهلة، ولكن ما دامت الأسعار صحيحة وتوجد ضمانات على حصول الشركات على المنتجات التي تردها، فإنها سترغب بتنويع مواردها لتقليل المخاطر التي ربما يواجهونها. ويقول مصدر رسمي في شركة جي إس كالتكس، التي حملت في هذا الشهر 800 ألف برميل من خام شركة ألاسكان نورث سلوب، إن الشركة تفكر في شراء المزيد من النفط من نفس الدرجة. ويجدر بالذكر أن شركات تكرير غريبة من المشترين التقليديين لنفط ألاسكا بدأت في التحول نحو الخام من أمريكا الشمالية. ويقول بنك جولدمان ساكس: إن المنتجين العرب بدأوا بتخفيض أسعارهم بدلاً من التقليل من إنتاجهم لأن قدرتهم على التأثير في قيمة الخام المرجعي بدأت تتراجع بسبب زيادة الواردات من النفط الصخري الأميركي. كما قام البنك بتخفيض توقعاته لأسعار خام برينت وخام غرب تكساس المتوسط في هذا الأسبوع، وقال: إن التراجع في الأسعار الأميركية المرجعية يجب أن ينخفض إلى مستوى 75 دولاراً للبرميل لكي يبطئ من نمو الإنتاج. التخفيض السعودي خفضت شركة أرامكو السعودية، الشركة المملوكة للدولة وأكبر مصدر للخام في العالم، في يوم 1 أكتوبر من فروقات سعر النفط العربي الخفيف للشحنات إلى آسيا إلى أدنى مستوى بلغته منذ شهر ديسمبر من عام 2008. وهذه الشركة تمتلك أكبر الأسهم في شركة سي- أويل كورب، وهي ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية. قال إحسان الحق، وهو مستشار أول في التسويق في شركة كى بي سي إينيرجي إيكونومكس إن وولتون- أون- ثيمس في إنجلترا ، في محادثة أجريت معه على الهاتف يوم 27 أكتوبر، إن هذا المشروع المشترك يمكن أن يساعد على ضمان سوق للنفط السعودي والحد من مقدار الخامات ومن الموردين إلى شركات التكرير الكورية الذين يستطيعون الاختيار من بين شركات التوريد لكوريا. البحث عن موردين للنفط ما زال مستمراً. ويمكن أن نرى الخام يتدفق من كندا إلى كوريا الجنوبية بعد أن وقع البلدان على اتفاق للتجارة الحرة في شهر سبتمبر سمح بإزالة 3 في المائة من الرسوم على واردات النفط من كندا. وقالت شركة جى بي سي إينيرجي جي إم بي إتش في الشهر الماضي: إن شركات تكرير النفط في الدول الآسيوية بدأت بإظهار اهتمامها بأنواع الخام الكندي. وقالت ماريا فان در هويفن، المدير التنفيذي في الوكالة الدولية للطاقة، في 27 أكتوبر في سنغافورة: «السبب وراء كل ذلك هو الطلب الهائل على الخام في كوريا. وبالتالي فإنهم يحبون تنويع مصادرهم، وهذه رغبة مشروعة تماماً.»