ذكر البنك الأهلي التجاري، أكبر بنك في السعودية، في بيان قبل يومين أنه استقطب 215.8 مليار ريال (58 مليار دولار) من طلبات الشراء من حوالي 1.2 مليون مستثمر عند الساعة الثامنة مساء في الرياض. وفي حين أن هذا الرقم يتضاءل بالمقارنة مع عدد الذين اكتتبوا في الطرح الأولي العام لأسهم بنك الإنماء، والبالغ عددهم 9 ملايين مشترك في عام 2008، إلا أن تعويم البنك الأهلي وطرحه 300 مليون سهم للاكتتاب العام استقطب أعدادا أكبر بحدود 16 مرة، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين أقبلوا على شراء حصص أكبر من الأسهم. تعهد البنك الأهلي التجاري بأن يخصص حوالي 38 مليار دولار من الأصول لتصبح متوافقة تماماً مع الشريعة الاسلامية خلال 5 سنوات. يعتبر الاكتتاب العام الأولي للبنك هو أكبر عرض في العالم هذه السنة بعد الاكتتاب الذي قدمته مجموعة علي بابا في نيويورك سبتمبر الماضي.
قال محمد السويد، المحلل المالي في الرياض والشريك في مؤسسة اس بي تي للمستثمرين، وهي شركة مختصة في تحليلات السوق: «إن هذا العرض جذاب ومن المؤكد أنه ستتم تغطيته».
أكبر اكتتاب عام في المنطقة
باع البنك الأهلي التجاري 500 مليون سهم، أو ما يعادل حصة بنسبة 25 في المائة في أسهم البنك، بواقع 45 ريالا للسهم، جامعا بذلك 6 مليارات دولار، وهو ما أعطى قيمة للبنك تبلغ 24 مليار دولار تقريبا. خصص البنك 200 مليون سهم للمؤسسة العامة للتقاعد في المملكة. عملية البيع التي كانت متاحة فقط لمن يحمل الجنسية السعودية تجاوزت مبلغ الخمسة مليارات دولار التي تم جمعها من قبل دبي العالمية في عام 2007. أما الاكتتاب الذي سبق عرض البنك الأهلي التجاري فقد كان أكبر اكتتاب عام هو الذي طرحه بنك الإنماء.
تعمل المملكة العربية السعودية في العام القادم على إزالة المعيقات في طريق واحدة من أكثر أسواق العالم المالية المحدودة التي يمنع فيها الأجانب من البيع والشراء المباشر للأصول المحلية. صعد مؤشر الأسهم الرئيسي للمملكة ما نسبته 19% هذا العام ليقفل عند 10،141.67 نقطة.
ذكر السويد أنه لو قدم البنك التجاري الوطني عرضا متوافقا مع الشريعة الاسلامية لكان عدد المكتتبين أعلى كثيراً بالتأكيد. يفضل الكثير من العملاء في المنطقة الخدمات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية. وهذا يعتبر أمرا هاما في هذه المنطقة خاصة بالنسبة للسعوديين. وقد ذكرت اللجنة الشرعية في البنك في 16 أكتوبر أنه بنهاية شهر يونيو كانت نسبة 67 في المائة من أصول البنك تلتزم بالأحكام الشرعية التي تحرم الفائدة.
يتم تقييم أسهم البنك الأهلي التجاري حاليا بما يعادل 65 ريالا، وفقاً لما قاله محمد العمران، المحلل المالي ورئيس مركز الخليج للاستشارات المالية في الرياض وذلك في الثاني من نوفمبر.
وأضاف: إذا اجتازت السوق حاجز 11 ألف نقطة وكان التفاؤل عالياً، فقد تكون هنالك فرصة أن يرتفع سعر السهم إلى أكثر من 100 ريال. كانت الطلبات بطيئة نسبياً خلال الـ11 يوما الاولى لفترة الاكتتاب، حيث ان الطلبات غطت 50 في المائة من الأسهم المطروحة. أما في نهاية اليوم التالي فقد تجاوزت 210 في المائة.
وقال السويد: الاكتتاب العام الاولي المقدم من البنك يعتبر عرضا جذابا جدا لأولئك الأفراد من ذوي القيمة المالية العالية. أما السبب وراء انتظار المستثمرين للحظة الاخيرة من أجل الاكتتاب فهو أنهم اضطروا للحصول على قروض وأعتقد أن أغلبيتهم يخططون لتصفية تعاملاتهم حالما يصبح السهم مدرجاً في البورصة.
قال شايلاش داش، المدير التنفيذي للماسة كابيتال في دبي، عبر البريد الإلكتروني: سعر سهم البنك الأهلي التجاري يعتبر جذابا للغاية عند مقارنته بقطاع البنوك في السعودية. وأضاف أيضا أنه حقق نتيجة جيدة بالنظر إلى حجم الاكتتاب العام الاولي، والقيود المتعلقة بالمشاركة والتي لا تسمح للأجانب بالشراء، وعمليات البيع الأخيرة في السوق بسبب تراجع أسعار النفط.