وصف سماحة مفتي عام المملكة الجريمة الإرهابية التي وقعت في محافظة الأحساء مؤخراً بأنها “اعتداء غاشم وظلم عظيم من فئة مريضة هدفها فتح باب النزاع الطائفي في بلادنا الآمنة المطمئنة”. وفي تصريحات صوتية بثتها القناة الأولى، قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: إن بلادنا “هي بلاد سلام وأمن وطمأنينة وحقوق واستقرار”.
وطالب آل الشيخ بمعاقبة المتورطين في الجريمة الإرهابية “معاقبة قوية”، و“كل من يخل بأمننا يجب أن يأخذ الجزاء الرادع” و“لا بُدّ أن تُقام حدود الله”، واصفاً المتورطين بأنهم “شاذون منافقون ضالون”، وأكد آل الشيخ أن الدين الإسلامي يشدد على “حرمة دم المسلمين وأموالهم وأعراضهم”.
وفي السياق نفسه أشار الدكتور قيس آل الشيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء الى أن ما وقع من قتل للأبرياء في قريتهم الآمنة «الدالْوَة» : ( جريمةٌ مصادِمةٌ لديننا وهي غدرٌ لا يُقدِم عليه مَن يتَّقي الله لو كان حرًّا شجاعا لما فرّ جُبنا وخَوَرا. وهؤلاء الأبرياء لا خلاف بين المسلمين على أن دماءهم وأموالهم حرام، بل كل مواطن دمُه وماله وعرضُه حرام، وإن كان يهودياً أو نصرانيا باتفاق العلماء).
وأشار د.قيس إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توفي ودرْعُهُ مرهونة عند يهودي وكان في غِنى عن ذلك، فالإسلام يومها كان عزيزاً، لكن ليضع أمامنا مبدأ التسامح ويجعله شريعةً مُحكَمة).
من جانبها استنكرت هيئة كبار العلماء في السعودية حادث الهجوم المسلح الذي أودى بحياة خمسة أشخاص في محافظة الاحساء الليلة الماضية،
وقال الأمين العام للهيئة الشيخ الدكتور فهد الماجد في بيان صحفي: إن «هذا الحادث الإجرامي اعتداء آثم وجريمة بشعة يستحق مرتكبوه أقسى العقوبات الشرعية لما انطوى عليه من هتك للحرمات المعلومة بالضرورة من هذا الدين».
وأضاف ان هذا الاعتداء «فيه هتك لحرمة النفس المعصومة وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة المواطنين الآمنين المطمئنين وهتك للمصالح العامة وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمين فويل له من عذاب الله ونقمته ومن دعوة تحيط به».
ودعا الدكتور الماجد جميع مواطني بلاده الى الامتثال لأمر الله - تعالى - «في أن يكونوا صفا واحدا تجاه هؤلاء المجرمين الخونة لتفويت الفرصة على أعداء هذا الدين، هذا الوطن الذين يطمعون في النيل من وحده واستقراره».
يذكر ان السعودية أعلنت مقتل خمسة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بهجوم ثلاثة مسلحين ملثمين ترجلوا من سيارتهم وأطلقوا النار على «مجموعة من المواطنين أثناء خروجهم من أحد المواقع بقرية الدالوة بمحافظة الأحساء».
ودعا عدد من الوجهاء والمشايخ إلى شجب الفتنة التي يريد أعداء المملكة إيقادها ، فذكر د. طارق الحواس أستاذ العقيدة بكلية الشريعة أن (الأحساء التي احتوت العمل بالمذاهب الفقهية عبر تاريخها الطويل والمجيد لا تعجز - بإذن الله - عن احتواء أي فتنة تداهمها، وما حصل يعد سابقة لم يعهدها أهل الأحساء ولا أرضها الوادعة، حيث تم إطلاق نار على أبرياء).
وأكد الدكتور سليمان الماجد - عضو مجلس الشورى - أنه (مهما كان انتماء الفاعل ودوافعه في حادثة الدالوة، فإنها مستنكرة شرعا وعقلا ولا تخدم إلا أعداء الدين والبلد).
ويعقّب الدكتور خليل الحدري بأنه : ( لا يصح أن نلقي التهم على أحد - كائنا من كان - حتى يتم - بعون الله - القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، لكننا جميعا نتفق على تجريم هذا الفعل الشنيع، الذي يمس أمننا جميعا ).