تشيع محافظة الأحساء عند الساعة الثالثة عصر اليوم "الجمعة"، ضحايا الغدر والإرهاب من ابناء الوطن في "حادث الدالوة"، وتقام الصلاة أمام المسجد الطالعي "جامع المرتضى بالدالوة" في الشارع على امتداد طريق القارة ويؤم المصلين علي السيد ناصر السلمان، ومن المتوقع أن يشهد مراسم التشييع جموع غفيرة من مختلف شرائح وأطياف المجتمع من مدن الأحساء وبلداتها لتوجيه صفعة قوية على وجه الارهاب الاسود وايصال رسالة الى المجرمين بان الاحساء ضد الفتنة والفرقة وستظل عصية على الارهاب واعوانه.
واكمل شباب الواحة استعداداتهم لتشييع الضحايا عبر خطة ميدانية متكاملة لتنظيم الحدث المحزن على أهالي الواحة جميعا بمشاركة 250 شابا متطوعا من مختلف بلدات المحافظة الذين انخرطوا في 10 لجان لإدارة مراسم التشييع، يستقبل أهالي الدالوة المعزين في موقع تم إعداده على مساحة 7 آلاف متر مربع في ساحة مهرجان الزواج الجماعي جنوب شرق البلدة، ويتضمن مخيم عزاء بمساحة 1200 متر مربع، لاستقبال المعزين من داخل المحافظة ومختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، كما خصص مخيم عزاء للنساء في موقع آخر من البلدة، كما تم تخصيص 3 مواقف للسيارات في مناطق مختلفة بمحيط البلدة، الاول بالقرب من مدرسة الدالوة الابتدائية بجوار مدخل البلدة الجنوبي، والثاني في الساحة الموازية للطريق الرابط بين الدالوة وبلدة التهيمية في المنطقة المحاذية للجبل، والثالث في الساحة القريبة من مخيم عزاء الرجال.
وأنهى أهالي بلدة الدالوة حفر «7» قبور لدفن المتوفين السبعة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و45 عامًا، وهم: محمد عبدالله المشرف 45 عامًا، وحسن حسين العلي 26 عامًًا، وزهير حبيب المطاوعة 18 عامًا، ومحمد حسين البصراوي 15 عامًا ومهدي عيد المشرف 9 أعوام، وعبدالله محمد اليوسف 13 عامًا، وعبدالله حسين المطاوعة 18 عامًا.
من جانبه وصف الشيخ علي الدهنين الحادثة بأنها جريمة بشعة واعتداء على الأبرياء من اهالي الدالوة الآمنين، مضيفا بانه حدث جلل يهتز له ضمير الإنسان السوي ويندى له جبين الغيور الحر وبعيد كل البعد عن طبيعة أحساء المحبة والوئام والتعايش السلمي المشترك بين جميع المكونات والأطياف،وقدم التعازي لأهالي المتوفين وشهداء الواجب الذين سقطوا في هذه العملية الوطنية، واضاف بأن يد الغدر الغاشمة اختارت اليوم العاشر من محرم لتفجعنا وتفجع الأحساء والوطن بهذه الدماء البريئة الآمنة المسالمة، وهم يعتقدون من وراء ذلك أنهم سيفلحون بهذه العملية في اشعال الفتنة والإخلال بأمن الوطن واستقراره والسعي لتدهوره وانحداره، لكننا نؤمن بأننا جميعاً قادرون على إفشال هذا المخطط وإطفاء شرارة الفتن.
كما ادان اهالي الاحساء حادث الاعتداء الذي ارتكبه حاقدون ضد عدد من الأبرياء من أبناء الوطن، وقال عضو المجلس البلدي السابق حجي النجيدي ان الحاقدين حاولوا بث الفتنة بين الاهالي، لكن الله سبحانه كشف سترهم، فيما عبر مدير جمعية المعاقين عبداللطيف الجعفري عن اسفه للحادث، وقال ان المصاب يمسنا جميعا، وسأل الله أن يغفر للمتوفين ويرحمهم وان يتقبلهم شهداء ويخفف عن اهلهم وذويهم ويبعد عن أهل الأحساء كل عدوان يمس وحدتهم وتماسكهم، وان ينتقم ممن تسبب في هذا الجرم فكرا وعملا.
وقال مدير فرع صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة الشرقية سابقا عبدالعزيز العويفير:"عظم الله اجرنا جميعاً فيمن فقدناهم من ابنائنا، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلي من الجنة وللجناة مايستحقونه من غضب الله عليهم، فنحن في الاحساء مجتمع ليس متعايشا فقط وانما متكامل.. حفظ الله هذا الوطن ومواطنيه وبارك في قيادته، وقدم العمدة سابقا احمد المظفر، تعازيه لذوي المتوفين ولاهل الاحساء جميعا في هذا المصاب الجلل، وسأل الله ان يمن بالشفاء العاجل على المصابين وان يرد كيد الكائدين في نحورهم، وان يخزي من يريد بالمسلمين شرا او أذى، ودعا الله تعالى ان يحفظ بلادنا ويديم علينا الأمن والأمان وان تسود المحبة والود والاخوة "دائما وابدا" كما هو العهد والحال في احسائنا ومملكتنا الحبيبة.