السؤال: لي أخت تكبرني بسبع سنوات، ولديها ولد وبنت تقريبًا في عمر بناتي أو أكبر وهي مطلقة، ومشكلتي هي في طريقة تربية أختي لأولادها، وكنت قد نصحتها كثيرًا، ولكن دون جدوى فهي عصبية وهم بالتالي عصبيون، والأخطر في الأمر أنهم يعلِّمون بناتي هذه الألفاظ وما خفي كان أعظم لا أريد أن أخوض فيه، فماذا أفعل وقد نفدت كل نصائحي لأختي ولأولادها، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أقطع صلة الرحم بيني وبينها؟ فماذا أفعل معها وأنا أخاف على بناتي أن يتعلمن مثل هذه الأقوال والأفعال؟
الجواب: أنصحك بما يلي:
- خففي من النصح المباشر.
- قدمي لها شريطًا يتحدث عن الرفق، أو آفات اللسان، وبعد فترة أهديها شريطًا آخر عن تربية الأولاد، وهكذا بين الفينة والأخرى.
- أرسلي لها رسائل جوال متنوعة، ابدئيها بالفكاهة المباحة، والطرفة الجميلة، ثم أرسلي لها رسائل تذكرها أن الدعاء على الأولاد يفسدهم، ولعلك ترسلين لها هذا الموقف: حيث جاءت امرأة لابن المبارك تشكو لديه عقوق ولدها، فسألها قائلًا: هل دعوت عليه؟ قالت: نعم، قال: أنت إذًا أفسدته، أو حديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم فتصادف ساعة استجابة)، وهذه الرسائل وغيرها تبدئينها بكلمات الحب لها والاحترام، وتنهينها بالسلام والتحية العاطرة.
- قدمي لها هدية عبارة عن لوحة كتب فيها حديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) دون أن تشعريها بشيء.
- لا تكتفي بالتحذير من السباب والشتائم أو غيرها من الأساليب الخاطئة التي تسلكها أختك مع أولادها، ولكن ذكريها بالعواقب أيضًا، فإن النظر إلى العواقب يوقف الإنسان عن الإقدام على الخطأ في الغالب.
- حدثيها عن النتائج الإيجابية للتربية القويمة، فقولي لها مثلًا: تخيلي يا أختي ولدك هذا وقد أصبح طبيبًا.. أو مهندسًا.. أو داعية مسددًا.. وتخيلي ابنتك هذه وقد غدت معلمة فاضلة أو مربية ناجحة.
- أقنعيها أنك يمكن أن تتغيري ولو بعد حين، وأن أسلوب العنف هذا من السهولة أن يكون أسلوب رفق.
- كما ينبغي أن يكون لزوجك دور في التأثير على زوجها بالصحبة ولو بالمراسلة الأخوية والهادفة والتوجيهية دون شعور بالفوقية.
- لا تحرصي على احتكاك أولادك بأولادها كثيرًا مع تنبيه أولادك على أن ليس كل ما يشاهدونه في الخارج سليماً وصحيحاً، بغض النظر عما يشاهدونه عند خالتهم، بل أيقظي لديهم بصيرة العقل والدين والنقد ليعلموا بها بعد الله تعالى الصحيح من الباطل.
أعانك الله، وشكر الله لك غيرتك على أختك ومحبتك لها، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.