نحن في عالم مجنون، نعم يا سادتي تلك الحرائق والفتن تموج بنا والنار من مستصغر الشرر والأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب.
الذي حصل في واحة الأحساء تلك الاحساء الأم الرؤوم لنا والتي يشكل نسيجها الاجتماعي تناغماً فريداً في العالم عبر مئات السنين.. ومن عمل ما عمل في حسينية المصطفى هو خارج عن ثوابت الوطن والانسانية، وهيئة كبار العلماء بموقفها الصلب كعادتها سطرت أكبر دليل على الرد على همجية وغجرية سفهائنا، لأن هذا التصرف لا نقبله ونستنكره ونحارب ضده.
الوطن له حرمة ومن ينتهك حرمته أمامه دولة تضربه بيد من حديد، وهذا ما حصل ولا يسعني في هذه العجالة إلا أن أسطر كلمات الشكر والامتنان لأجهزتنا الأمنية الشامخة وأخص جهاز المباحث العامة.
الوطن.. الوطن لا أحد يعرف قيمة الأمن والأمان إلا من فقدها، نحن في أمن نحسد عليه والمتربصون والحساد ليس لهم إلا التراب، ولكن هناك مثلاً شمالياً جميلاً يقول «بردك من غطاك» وهنا تكمن بوادر الفتن والشرور، اللهم احفظ أمننا ووطننا.
الدواعش يتقمصون أوجها مختلفة ولكنهم يظلون في نهاية النهار دواعش.
اللحمة الوطنية لا تقبل الحكومة ولا الشعب برمته المساس بمكتسباتها وسندحر الظلاميين الداعشيين لأنهم ضد الحتمية التاريخية وضد الطبيعة الإنسانية، إن حلم هؤلاء أن يختطفوا البلاد والعباد إلى العصور الحجرية ويصادروا كل أنواع الحريات الطبيعية، يا له من وجه قبيح يخدش الطبيعة الإسلامية السمحاء.
وسوف استعير تلك الكلمات من مقالة أخي النبيل الفاضل عبد الوهاب الفايز والتي نسبت لـ د. محمود سعود الحليبي:
يا مشعل النار في احسائنا حسداً
خابت نواياك في سرّ وفي علن
أما وجدت سوى الاحساء تمطرها
شرّاً وتبذرها من بذرة الفتن..
احساؤنا لا تحزني
إنا هنا متوحدين..
ويخسأ الخذلان
ما دمعة من نخلة سقطت أسى
إلا وضمت حزنها الأحضان
نبكي معاً..
ويصوغنا وطنٌ وفي
نأبى تفرق شمله النيران.
ومثل هذا التصرف جريمة ترفضه شريعة الاسلام.
عندما سقط علىّ الخبر كالصاعقة لقد اخترقني الخبر المفجع كنصل السكين في سويداء القلب إنه فعلٌ شنيع ومخجل. إخوتنا الشيعة هم إخواننا في الإسلام وفي الوطن وشركاؤنا في كل شيء والذي ألم في قرية الدالوه ألمّ في أصغر قرية في شمال وطننا الحبيب أو جنوبه في شرقه أو غربه كلنا في الهم شرق إنه جرحنا جميعاً ومصابنا جميعاً ولن نرضى لهذا السلوك الإجرامي البغيض، انها حالة شاذة، ودولتنا وشعبنا ديدنهما أن يقفا سداً منيعاً أمام هؤلاء الغجر في هذا العصر، وعزاؤنا أن هذه الطغمة ستنال عقابها ودماء هؤلاء الأبرياء لا تضيع هدراً والسيف أصدق إنباء من الكتب. كما قال ابو تمام.