ما بين النفي والتأكيد.. يعيد التاريخ نفسه مع مدربي الأخضر في بطولات الخليج، فما حدث مع الهولندي ريكارد في خليجي 21 في المنامة يتكرر بحذافيره مع الاسباني لوبيز كارو في الرياض.
حيث أصبح المدرب الاسباني قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن تدريب الأخضر إن لم يكن خلال البطولة فلن يتجاوز الأمر حدود خليجي 22، بعدما باتت هناك قناعة تامة لدى مسئولي الاتحاد السعودي بعدم جدوى استمرار المدرب على رأس القيادة الفنية في تدريب الأخضر لاسيما وانهم يرون أن لوبيز حصل على فرصته الكاملة ولم يقدم للجمهور ما يشفع له بالبقاء. ويأتي نفي أحمد عيد رئيس الاتحاد أنباء الاستغناء عن لوبيز، وكذلك عبدالرزاق ابو داود المشرف العام على المنتخب السعودي واعلانهما التمسك بالمدرب، من باب عدم زعزعة الاستقرار في صفوف الاخضر خلال البطولة ليس أكثر، لاسيما وان هناك آمالا عريضة لدى الجماهير السعودية معلقة على التتويج باللقب الخليجي من أجل استعادة هيبة الأخضر قبل خوض نهائيات أمم آسيا يناير 2015 باستراليا.
الشيء الذي أصبح حقيقة لاجدال فيها هو انه حتى لو حقق لوبيز لقب البطولة الخليجية فانه لن يستمر في تدريب الاخضر خصوصاً وانه يجد معارضة شديدة من قبل أعضاء الاتحاد السعودي، وكانت هناك مطالبات ملحة باستبعاده والبحث عن مدرب جديد على أن تكون خليجي 22 بروفة للمدرب الجديد قبل خوض المعترك الآسيوي.
القناعة التامة بضرورة رحيل لوبيز جعلت مسئولي الاتحاد السعودي يوجهون البوصلة تجاه المدربين الذين يجيدون التعامل مع الجانب النفسي لدى اللاعبين بالدرجة الاولى، ومن ثم يأتي الجانب الفني في المرتبة الثانية بعد التأهيل النفسي.
اتحاد الكرة السعودي وضع يده على الخلل الذي يعاني منه المنتخب الوطني والكائن في الجانب النفسي للاعبين، حيث يتمتع الصقور الخضر بالمهارة والخبرة الكافيين لمجاراة أي منتخب، كما يتمتع لاعبو الاخضر بالحس الابداعي داخل الملعب.
الاتحاد السعودي يريد التعاقد مع مدرب يكون بامكانه اعادة الروح الغائبة للاعبين وحماسهم داخل الملعب، ويأتي في مقدمة هؤلاء المدربين الارجوياني دانيال كارينيو الذي قاد النصر في الموسم الفارط لتحقيق ثنائية الدوري وكأس ولي العهد، وكان عمل كارينيو النفسي واضحاً على أداء لاعبي النصر في الموسم الماضي.
كما يبرز اسم مدرب الهلال السابق سامي الجابر من ضمن الأسماء المرشحة لخلافة لوبيز في تدريب المنتخب السعودي.
وبدأت فكرة تولي سامي الجابر مهمة تدريب الأخضر تختمر في رأس الاتحاد السعودي بعدما طرح الشارع الرياضي اسم سامي كأقوى المرشحين كبديل للوبيز.
وما يشفع لسامي بتولي المنصب هو النتائج الجيدة التي حققها مع الهلال في الموسم الماضي ابان اشرافه على تدريب الفريق، وان كانت تجربته مرتبكة في بداية الموسم إلا انه حقق نجاحاً ملموساً في نهاية الموسم لا سيما نتائجه في دوري ابطال آسيا وقيادته الفريق للتأهل الى دور الثمانية من البطولة.
ويجيد سامي الجابر التعامل مع الجانب النفسي للاعبين، كما انه يستطيع أن يتصدى للمشهد بقوة، بمعنى انه يستطيع ان يخفف عبء الانتقادات الملقاة على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم، وان كانت هناك انتقادات فسيتصدى لها الجابر بمفرده.
فكرة تولي سامي الجابر تدريب المنتخب السعودي لا تحظى بدعم الهلاليين فقط وانما لاقت قبولا كبيرا من غير الهلاليين، وان كانت هناك معارضة من جمهور واسع ايضا لكن هذه المعارضة نابعة من باب الميول، وتبقى الفكرة قريبة من حيز التطبيق عقب خليجي 22.