ما حدث في محافظة الأحساء من إطلاق نار، جريمة مدبرة ظالمة، ولم تأتِ صدفة، وقد نتج عنها قتل وجرح مجموعة من المواطنين، لا ذنب لهم، من بعيد ولا قريب، فقد كانوا يؤدون طقوسهم السنوية الخاصة بهم، والتي لسنا هنا بصدد بحث صوابها من خطئها، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». لذلك، فما حدث يعد جريمة يعاقب عليها القانون الإلهي والإنساني، لذلك علينا ككتّاب رأي الوقوف علانية وبقوة في وجه العدوان الغاشم، وتبيان خطئه للناس كافة، كلٌ من منطلق رؤيته وزاويته التي ينظر بها للموضوع، وثقافته أيضا، وعلينا جميعا الأخذ بالرأي الحق والنظر بعين العدل، نظرة ثاقبة، تؤدي بنا مستقبلا لتجاوز مثل هذه الأخطاء والجرائم، التي لا أصل لها بالدين ولا علاقة لها بالثوابت أبدا.
في منطقة الأحساء، وبالتحديد في بلدة الدالوة، حدثت الجريمة التي لا يقرها عاقل، وهي شبه تكرار مع سبق الإصرار والترصد، لحوادث قتل ظلما، على يد من كان يكون، فذلك لا يهم، الأحداث موغلة في مسارب التاريخ، وكل له قوله الذي يختلف من راو إلى راو غيره، ومن مؤلف إلى آخر، ومن مجتمع إلى سواه من المجتمعات الإسلامية، وإن اختلفت الروايات إلا أن مالا يختلف عليه اثنان، بأن القتل العمد حرااام.
وعلى مدى الأزمنة كان الخير والشر، والحياة والموت، والسعادة والشقاء، قدر الإنسان على كوكب الأرض منذ الهبوط الأول، وحتى يحين موعد الرحيل، ولكل أجله الذي أجل له والذي هو محدد بتوقيت، لا يختلف أبدا في صحة تحديده، ولزوم الرضوخ لقضاء الله وقدره الذي لا مفر منه.
ما حدث جريمة أحزنت نفوسنا، واسفنا على من ذهبوا ضحية لها، ومن هذا المنبر أقدم خالص العزاء لأهالي المغدور بهم جميعا، وبالأخص أمهات المتوفين -رحمهم الله-، والجرحى عافاهم الله، ولآبائهم، وذويهم، ولكل أهالي منطقة الأحساء الغالية على قلوبنا.
الجدير بالذكر، أن المصاب الجلل يحتم علينا ألا ننسى وحدة الوطن، وأن نتذكر أن من فعل جريمة الظلم، يريد حتما فتح ثغرة وجرح في جسد الوطن، وتفتيت وحدة الدم والحب والأرض والدين والسلام والأخوة، وزرع نواة الفتنة في كل مناطق بلدنا الغالي، ولذا، وجب علينا الحذر والانتباه من الانصياع له وتحقيق مآربه الخبيثة.
نافذة ضوء/ بالحب وليس بالكراهية يسود السلام، وينعم الوطن بالخير والأمن والأمان، ونربي أجيالا لا تعرف طريقا للشر ولا للأحقاد، بل تفكر في خير ونهضة الوطن.
وليتأكد الجميع بأن الدين عند الله هو الإسلام وهو السلام، وبأن الله يكافئ على الخير والحب، ولا يكافئ على الغل والحسد أبدا، بل لا يحبهما ولا يشجع عليهما ولذلك فالسلام والرؤوف والودود من أسماء الله، الذي ليس كمثله شيء والذي لا يرضى لعباده الظلم، ولا يشجعهم ولا يحثهم عليه. مهتمة بالشأن الاجتماعي