عملت دول الخليج العربية على توحيد صفوفها والتغلب على خلاف شديد نشب فيما بينها على أمل ترميم تحالف عرضته الفوضى التي اجتاحت الشرق الأوسط لاختبار قاس.
واتفقت المملكة والإمارات والبحرين - في اجتماع عقد يوم الأحد- على إعادة سفرائها إلى قطر، فيما يؤذن بانتهاء خلاف استمر ثمانية أشهر.
وظهر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في صورة رسمية وهو يقبل رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في لفتة مصالحة خلال اجتماع الرياض. وقال محللون ودبلوماسيون: إن خادم الحرمين الشريفين هو القوة الدافعة وراء السعي لضم الصفوف. وكانت المملكة والإمارات والبحرين قد سحبت سفراءها من الدوحة في مارس الماضي، واتهمت قطر بعدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم دعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها بعض دول الخليج منظمة إرهابية. وتنفي قطر تلك الاتهامات.
ويبدو أن الزعماء أقدموا على رأب الصدع خشية تطور الخلاف بما يتجاوز إمكانية السيطرة عليه، وربما يؤدي إلى مقاطعة القمة السنوية التي يعقدها مجلس التعاون الخليجي والمقرر أن تستضيفها قطر الشهر المقبل.
ومع ذلك فالهم الأكبر لمجلس التعاون هو حماية أعضائه الذين يرون أنهم يمثلون حصنا للأمن والاستقرار في ظل الحروب الدائرة في العراق وسوريا والفوضى التي يشهدها اليمن وليبيا وعدم الاستقرار في مصر إلى جانب الاضطرابات على حدود لبنان.
وفي إشارة إلى المصاعب التي تواجهها المنطقة، نقلت صحيفة الرأي الكويتية أمس عن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح قوله: إن اتفاق دول الخليج مهم لأنها ستصبح في غيابه عرضة للعواصف. وقال جان مارك ريكلي الأستاذ المساعد بقسم الدفاع في كلية كينجز كوليدج لندن ومقره الدوحة "على الأرجح قدرت المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي أن تفكك اتحاد المجلس فيه خطورة شديدة على استقرار المنطقة." كذلك فإن دول الخليج تريد التصدي لإيران التي ترى فيها قوة توسعية عازمة على تصدير الثورة الإسلامية للعالم العربي.
وقال مصدر دبلوماسي شارك في مساعي المصالحة: إن ايران لم تكن العامل المباشر في اجتماع الأحد، غير أن "القلق بسبب إيران وبرنامجها النووي قائم على الدوام ولم يتبدد قط." وإذا تم التوصل لاتفاق يقيد عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران تحقيقاً لهدف الغرب ومنع إيران من صنع قنبلة نووية فسيسبب انزعاجاً لإسرائيل والخليج الذين يخشون من صعود قوة إقليمية معادية لمصالحهم. وقال سامي الفرج، المستشار الأمني لمجلس التعاون الخليجي: "حتى إذا كان الاتفاق مؤقتاً فسيعطي دفعة لإيران.. وكان مجلس التعاون بحاجة لتوحيد مواقفه في ضوء إيران. فالتوقيت بالغ الأهمية."
وقال دبلوماسي: إن خادم الحرمين الشريفين حصل في اجتماع الأحد، على تعهد جديد من الشيخ تميم، للحد من تأييد قطر الإخوان المسلمين، ووضع حد للانتقادات الإعلامية لدول الخليج المجاورة.