قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس الخميس: إن إيران فشلت مرة أخرى في تقديم تفسيرات ردًا على مزاعم عن إجراء أبحاث محتملة خاصة بالقنبلة الذرية فيما يقترب موعد نهائي للتوصل لاتفاق شامل بين إيران والقوى العالمية الست لإنهاء النزاع المستمر منذ فترة طويلة.
وتجري إيران محادثات مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين في فيينا هذا الأسبوع في مسعى لدفع جهود التوصل لاتفاق بحلول 24 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ومن المفترض أن يضع الاتفاق حدودًا لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، ومن بين الشروط يقول مسؤولون غربيون: إنه يتعين على إيران أن تتوقف عن عرقلة تحقيق الوكالة المستمر منذ 12 عامًا بشأن مزاعم بأنها ربما كانت تعمل على تصميم قنبلة نووية.
لكن أمانو أوضح أن الوكالة أبعد ما تكون عن الرضا.
وقال خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة: «إيران لم تقدم تفسيرات تمكن الوكالة من توضيح الإجراءات العملية القائمة».
وتدرك القوى الكبرى التي تتفاوض على اتفاق نووي مع إيران أنه ليس بأمكانها أن تستبعد بشكل كامل احتمال أن تمتلك هذه الدولة في أحد الأيام السلاح الذري، لكنها تسعى إلى إطالة أمد المهلة اللازمة لامتلاك إيران هذه القدرة بالحد الأقصى.
والهدف هو التأكد أن أي محاولة من إيران للقيام بذلك ستكون واضحة جدًا، وتستغرق الكثير من الوقت إلى حد ألا يكون لديها أي فرصة في النجاح» كما قالت كبيرة المفاوضين الأمريكيين ويندي شيرمان في الأونة الأخيرة.
ونفت إيران رسميًا على الدوام وجود غايات عسكرية لديها مؤكدة في الوقت نفسه حقها في استغلال الطاقة النووية المدنية التي تضمنها معاهدة حظر انتشار الأسلحة.
لكن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه في فيينا بهدف إبرامه قبل مهلة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر لا ينص على التفكيك الكامل لمنشآت طهران النووية.
وهكذا يمكن لإيران أن تشغل مفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة الذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم ومواصلة استغلال عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم.
لكن البلوتونيوم مثله مثل اليورانيوم المخصب بدرجات عالية (90%) يمكن أن يستخدم في صنع قنبلة ذرية.
وهو الاحتمال الذي تريد القوى الكبرى من مجموعة 5+1 جعله مستحيلًا عبر إطالة أمد المهلة اللازمة لإيران لامتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية.
وبخصوص البلوتونيوم فإن المفاوضين يرغبون في أن تعتمد إيران في أراك نموذجًا لمفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، وأن تتخلى بشكل نهائي عن تشغيله بالمياه الثقيلة الذي يتيح إنتاج 5 إلى 10 كلغ من البلوتونيوم أي الكمية اللازمة لصنع قنبلة ذرية سنويًا.
لكن كبير المفاوضين الإيرانيين علي أكبر صالحي استبعد أمس تحويلًا لمفاعل أراك النووي الذي يمكن استخدامه لتصنيع قنبلة ذرية، وذلك خلال المفاوضات الجارية مع القوى العظمى في فيينا.
وتملك إيران حاليًا 8 طن من اليورانيوم المخصب بمعدل 3,5 إلى 5% وهي الدرجة المستخدمة في المفاعلات النووية.
وبحسب خبراء مثل مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فان إيران بحاجة لأقل من أربعة أشهر لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لصنع قنبلة.
وبهدف تأخير «القدرة النووية» لدى إيران فإن المفاوضين يريدون أيضًا أن تخفض طهران مخزونها الحالي من اليورانيوم الضعيف التخصيب على سبيل المثال عبر تصديره إلى روسيا.
من جانب آخر تطالب القوى الكبرى بتسهيل إمكانية وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشآت الإيرانية للتأكد من عدم القيام بأي نشاط غير مشروع فيها.
وقالت دافنبورت: «بدون اتفاق، يمكن لإيران أن تزيد قدراتها النووية إلى حد التمكن من إنتاج اليورانيوم المخصب بنوعية عسكرية في غضون بضعة أيام فقط».