أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي السبت أن القوات الامنية العراقية صدت أكبر هجوم لتنظيم داعش على مدينة الرمادي، فيما أكد شهود عيان أن التنظيم سيطر على مناطق وسط المدينة.
ونقل موقع «السومورية نيوز» أمس عن الفهداوي قوله: إن القوات الأمنية وبمساندة مقاتلي العشائر صدت منذ مساء الجمعة وحتى فجر السبت أكبر هجوم لتنظيم داعش على الرمادي بعد حدوث خرق في منطقة السجارية شرق المدينة.
وأضاف الفهداوي إن قوة من الفرقتين الثامنة والعاشرة في الجيش العراقي بمساندة الشرطة ومقاتلي العشائر يحاصرون عناصر داعش الآن في منطقة السجارية، مشيرًا إلى أن طيران الجيش والتحالف الدولي لم ينفذا أي طلعة جوية منذ الهجوم على الرمادي الجمعة.
وتابع الفهداوي أن القوات الأمنية في أشد الحاجة إلى الجهد الجوي لمنع تقدم تنظيم داعش.
من جانبهم أكد شهود عيان أن تنظيم داعش سيطر على شارع المستودع وشارع20 ومنطقة الحوز وسط الرمادي، مشيرين إلى أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات الأمنية وعناصر التنظيم بعد سيطرة الأخير على تلك المناطق.
فيما قال مسؤولون محليون السبت: إن مقاتلي داعش قتلوا 25 من أفراد عشيرة سنية خلال هجومهم على الرمادي للانتقام على ما يبدو من معارضة العشيرة للمتشددين.
وأضاف المسؤولون إنه تم العثور على جثث رجال من عشيرة البوفهد بعد أن شن الجيش هجومًا مضادًا السبت على التنظيم في قرية على الأطراف الشرقية للرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
ويأتي الهجوم تكرارًا لإعدام مئات من أفراد عشيرة البونمر الشهر الماضي على يد مقاتلي تنظيم داعش في محاولة كسر المقاومة المحلية لتقدمهم في محافظة الأنبار السنية التي سيطروا عليها بشكل كبير لنحو عام.
الاتفاق النفطي
على صعيد آخر رحب جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السبت بالاتفاق بين الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان العراق في الشمال بشأن إدارة صادرات النفط كخطوة للأمام في حل خلاف هدد وحدة العراق.
بعد سنوات من الخلافات توصل الجانبان الأسبوع الماضي إلى اتفاق يمنح بمقتضاه الأكراد نصف صادراتهم النفطية الإجمالية إلى الحكومة الاتحادية، وستدفع بغداد رواتب الموظفين العموميين المتأخرة في المنطقة الكردية.
وقال بايدن في قمة مجلس الأطلسي للطاقة والاقتصاد المنعقدة في أسطنبول السبت: «سعدت بالاتفاق المؤقت الذي جرى التوصل إليه في الآونة الأخيرة بين بغداد وأربيل بشأن إدارة الصادرات واقتسام الإيرادات».
وكان النفط نقطة الخلاف الرئيسية بين الحكومة التي يقودها العرب في بغداد وإقليم كردستان العراق الذي يديره الأكراد.
وقال بايدن أيضًا: إن واشنطن تدعم تطوير خط أنابيب نفطي من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط.
هجمات داعش
وفي سوريا قال تنظيم داعش: إن مسلحيه قتلوا العشرات من جنود قوات النظام السوري بهجوم في ريف حمص الشرقي، بينما أعلنت المعارضة المسلحة إحباط محاولة لقوات النظام لاقتحام حي جوبر في العاصمة دمشق.
وقال التنظيم في بيان بثه على شبكة الإنترنت: إن مسلحيه قتلوا العشرات من جنود قوات النظام السوري في هجوم على حواجز في محيط حقل شاعر النفطي بريف حمص الشرقي.
كما هاجم التنظيم -وفقًا للبيان- حواجز لقوات النظام على طريق تدمر حمص الدولي، وتمكن من قتل عدد من جنود جيش النظام. في غضون ذلك قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية للأنباء (سانا): إن الجيش تمكن من صد هجوم شنته مجموعات وصفها بالإرهابية على نقاط عسكرية في ريف حمص الشرقي.
وفي كوباني أمكن رؤية أعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة صباح السبت، وسط دوي انفجارات وإطلاق نار في الوقت الذي واصلت فيه القوات الكردية قتالها ضد تنظيم داعش في البلدة الحدودية السورية.
واحتدمت المعركة على مرمى البصر من المواقع العسكرية التركية، وتركيا شريكة تبدي ترددًا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم داعش، ووجهت لها انتقادات بأنها لم تفعل شيئًا يذكر لإنهاء حصار التنظيم لكوباني.
ويبدو في الوقت نفسه أن القوات الكردية حققت مكاسب في الأيام الأخيرة من القتال.
ويوم الثلاثاء الماضي سيطرت القوات الكردية على ستة مبانٍ من المتشددين في كوباني، كما استولت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
ويحاول تنظيم داعش السيطرة على المدينة التي تعرف أيضٍا باسم عين العرب منذ أكثر من شهرين في هجوم دفع عشرات الآلاف من المدنيين الأكراد للفرار عبر الحدود إلى تركيا.
ويساعد نحو 150 من أفراد قوات البشمركة الكردية العراقية في الدفاع عن كوباني.
900 قتيل
كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر 900 قتيل خلال شهرين من غارات التحالف الدولي على مناطق في سوريا منذ 23 سبتمبر وحتى منتصف ليل الجمعة.
وقال المرصد في بيان السبت: إن من بين المجموع العام للخسائر البشرية 52 قتيلًا مدنيًا سوريًا قتلوا خلال هجمات صاروخية وغارات جوية للتحالف استهدفت مناطق نفطية ومناطق أخرى في عدد من المحافظات السورية.
ووثق المرصد مقتل ما لا يقل عن 72 مقاتلًا من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) جراء ضربات صاروخية نفذتها قوات التحالف على مقرات لها في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.
ولقي 785 مقاتلًا على الأقل من تنظيم داعش حتفهم غالبيتهم من جنسيات غير سورية جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف على تجمعات وتمركزات ومقار لتنظيم داعش ومحطات نفطية في عدد من المحافظات.
مقاومة
من جهة أخرى قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة: إنها تمكنت من إحباط محاولة لقوات نظام بشار الأسد لاقتحام حي جوبر في العاصمة دمشق.
ووصفت مصادر المعارضة الهجوم بأنه الأعنف على الحي؛ حيث استخدم النظام فيه القصف بالمدفعية والغازات السامة.
من جهتها ذكرت شبكة سوريا مباشر أن اشتباكات اندلعت فجر أمس بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تحاول التقدم إلى بلدة زبدين في الغوطة الشرقية لريف دمشق.
وأضافت الشبكة إن مدنيين معظمهم من النساء والأطفال وصلوا إلى مدينة جرمانا المجاورة التي يسيطر عليها النظام بعد أن هربوا من الحرب الطاحنة التي تدور في بلدتهم.
وقال ناشطون من البلدة: إن الاشتباكات اندلعت خلال محاولة قوات النظام التقدم إلى الأحياء الشرقية في زبدين، وتمكنت خلالها المعارضة من قتل خمسة جنود من قوات النظام وإصابة آخرين.
وكانت المعارضة السورية شنت هجومًا على مواقع للنظام وحزب الله في بلدة فليطة قرب الحدود مع لبنان موقعة قتلى وجرحى بصفوفهما.
كما وقعت اشتباكات بين قوات نظام الأسد وعناصر حزب الله اللبناني من جهة ومجموعات مسلحة من جبهة النصرة من جهة ثانية في بلدة فليطة السورية بالقلمون قرب الحدود مع لبنان.
وأعلنت «النصرة» أنها هاجمت خلال الساعات الـ24 الماضية نقطتي المسروب والجب في محيط فليطة، مما أدى إلى إصابات بين عناصر جيش النظام وحزب الله، وفق الجبهة.
كما أشارت الجبهة إلى استهدافها مجموعة لحزب الله في الجبال المحيطة في بلدة نحلة اللبنانية المتاخمة للحدود السورية.