استقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من منصبه في أول تغيير كبير بالحكومة الأمريكية بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس قبل ثلاثة أسابيع، وأعلن أوباما استقالة هاجل الذي كان يقف بجواره في البيت الأبيض، وسيبقى الأخير في منصبه لحين تعيين وزير جديد.
وكانت "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين كبار أن أوباما سيعلن استقالة وزير الدفاع؛ بسبب خلافات حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمحاربة تنظيم "داعش".
وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المسؤولين يتباحثون في هذا الأمر منذ أسبوعين، وان أوباما قرر الجمعة الاستغناء عن هاجل (68 عاما) العضو الجمهوري الوحيد في حكومته.
وكان هاجل صرح الأربعاء بأن التعامل مع التهديدات الأمنية التي يمثلها تنظيم داعش يتصدر الأولويات للولايات المتحدة، وقال: "لم نر منظمة مثل تنظيم داعش عالية التنظيم، جيدة التدريب، جيدة التمويل، استراتيجية جدا، وحشية للغاية، لا تعرف الرحمة. لم نر شيئا كهذا تماما في مؤسسة واحدة .. تطور برنامجها الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي، شيء لم نره من قبل، أربط كل ذلك ببعضه، وعندها يكون هذا تهديدا جديدا قويا بشكل لا يصدق".
وأضاف: إن الجهاديين مجرد أحد التهديدات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة، وأضاف: إن أمريكا تواجه ما وصفه بتجمع تهديدات لم تشهد لها مثيلا منذ عشرات السنين. وتابع: إن التعامل مع هذه التهديدات يتطلب مساعدة دولية، وأردف هاجل: "لا نستطيع القيام بذلك وحدنا، يتعين أن يكون مع شراكات ومع تحالفات، لا نستطيع فرض إرادتنا على أي دولة، هذه حماقة كاملة".
وعين هاجل قبل أقل من عامين عندما وقع أوباما برنامجه لإنهاء الحروب في أفغانستان والعراق وهي العملية التي توقفت هذا العام مع عودة الولايات المتحدة للقيام بعمليات عسكرية في العراق وتعاونه عسكريا بشكل أكبر مع كابول.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية : إن "الوزير عين لإدارة فترة تحول للبنتاجون" مما يشير إلى أن تلك الفترة انتهت.
وقال مسؤولون: إن هاجل - الذي جهد من أجل تحسين علاقته مع الكونجرس بعد جلسة عاصفة للتصديق على تعيينه في عام 2013 - قدم استقالته بعد مشاورات مطولة مع أوباما بدأت في أكتوبر تشرين الأول.
وقال مسؤول رفيع في حكومة أوباما : "سيتم تعيين خلف لهاجل سريعا، لكن الوزير هاجل سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين من سيخلفه".
وقال أوباما في البيت الأبيض: إن هاجل كان دائما صريحا في نصائحه وكان "يسديها دائما لي مباشرة".
وأثار هاجل شكوكا حول استراتيجية أوباما تجاه سوريا في مذكرة داخلية من صفحتين كتبها وتم تسريبها، وحذر هاجل في المذكرة من أن سياسة أوباما معرضة للفشل بسبب عدم وضوح نواياها فيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأصر أوباما على أن بإمكان الولايات المتحدة ملاحقة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية دون أن تتعامل مع الأسد الذي ترغب واشنطن في رحيله عن السلطة.
وقال مسؤولون: إن أوباما يريد قيادة جديدة خلال آخر عامين له في السلطة، وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع : "ما أستطيع قوله لكم هو أنه لا يوجد اختلاف في السياسة وراء هذا القرار".
وتابع : "الوزير لم يقدم استقالته احتجاجا كما أنه لم يفصل".
ومن أبرز المرشحين المحتملين لخلافة هاجل ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع السابقة، وآشتون كارتر النائب السابق لوزير الدفاع اللذان سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هاجل قبل تعيينه، والسناتور جاك ريد الديمقراطي عن رود آيلاند منافس آخر محتمل.