دبي، مركز الأعمال النشط في الشرق الأوسط، والتي كادت أن تتعثر بالديون في عام 2009، تتخلص الآن من الآثار الأخيرة لأزمة الائتمان العالمية وتضعها وراء ظهرها.
قال وزير الاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة، سلطان بن سعيد المنصوري، أمس: إنه تم الانتهاء من صفقة مقدارها 2.7 مليار دولار لإعادة هيكلة الديون والتمويلات من (أملاك للتمويل)، الشركة التي تزود القروض العقارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتلك تعد المفاوضات الأخيرة المهمة المتعلقة بالديون في دبي. والأمر الذي ساعد على تيسير ذلك الاتفاق هو الانتعاش في اقتصاد دبي والذي من المنتظر أن ينمو بأسرع وتيرة منذ عام 2007 هذا العام وسط ازدهار التجارة والسياحة.
قال ريتشادر سيجال، رئيس استراتيجية الائتمان الدولية لدى جيفريز الدولية المحدودة، عبر الهاتف من لندن أمس: «إن هذا الاتفاق ينهي فصلا غير مريح.» وأضاف: «معظم عمليات إعادة الجدولة وتسوية الديون كان يُنظَر إليها على أنها معقدة جدا في الأصل، لكنها أصبحت أسهل بكثير مع مرور الوقت».
شركة أملاك، المملوكة جزئيا من قبل شركة إعمار العقارية، أعادت على الأقل سبعة من الكيانات التي تم إعادة تنظيمها منذ أن قامت شركة دبي العالمية القابضة بإحداث هزة في الأسواق في عام 2009 عندما سعت إلى تجميد مؤقت لديون تزيد على من 25 مليار دولار. قامت كل من الحكومة ومجموعة دبي، وهي شركة قابضة أخرى مملوكة للدولة، بإعادة جدولة التزاماتها في وقت سابق من هذا العام، بينما سعت كل من دبي العالمية وشركة نخيل، وشركة Limitless، وشركة Dubai International Capital وشركة زعبيل للاستثمار، إلى مراجعة الترتيبات مع دائنيها.
طفرة العقارات
انتهت عملية إعادة هيكلة ديون أملاك وسط اندفاع قوي في سوق العقارات. ارتفعت أسعار الشقق متوسطة المستوى في دبي بنسبة 81 في المائة خلال أكتوبر منذ أن تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أبريل 2011، وفقا لبيانات كلاتونز التي تقوم بتجميعها بلومبيرج.
قال عارف الهرمي، الرئيس التنفيذي لشركة أملاك أمس: إن الشركة تعتزم استئناف التداول في دبي مطلع العام 2015، وقد توقفت أسهمها في نوفمبر 2008 بعد أزمة الائتمان العالمية التي منعت الشركة من الوصول إلى الاقتراض.
قال ديبتي اس ام، محلل الائتمان في بنجالور المتخصص في العقارات لدى (اس جي اس) شركة الأسواق المحدودة، عبر الهاتف قبل يومين: «شركات العقارات في أفضل حال». وأضاف: «نظرا لأن سوق العقارات في دبي يعمل بشكل جيد، ونظرا لتحسن المزاج العام، وحقيقة أنها مملوكة من قبل شركة إعمار، كانت تلك الشركات قادرة على وضع الصيغة النهائية لعملية إعادة الهيكلة».
تمتلك إعمار، التي قامت بتطوير برج خليفة في دبي، أطول ناطحة سحاب في العالم، ما نسبته 45 في المائة من أملاك، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج.
حصلت دبي على صفقة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار من أبو ظبي الغنية بالنفط، أكبر الإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل دعم الشركات التي تسيطر عليها الدولة من خلال أزمة الائتمان العالمية ومن أجل مساعدة (نخيل)، التي قامت بتطوير جزر على شكل نخيل قبالة الشاطئ في دبي، في دفع سندات بقيمة 3.52 مليار دولار. وقعت الإمارة في شهر آذار اتفاقيات لتسديد مبلغ العشرين مليار دولار لمدة 5 سنوات مع وجود فائدة ثابتة بمقدار 1 في المائة.
وفي يناير قالت مجموعة دبي، وهي شركة استثمارات، إنها توصلت إلى اتفاق نهائي مع المقرضين على إعادة هيكلة 6 مليارات دولار من الديون بعد ثلاث سنوات من المحادثات.
مراجعة الاتفاقيات
في حين أن الجولة الأولى من المفاوضات قد اختتمت لصالح كيانات دبي، إلا أن البعض منها يستعد لمعاودة النظر في صفقات الديون. شركة Limitless، وهي شركة للإنشاءات العقارية مقرها دبي، قامت بإعادة هيكلة قرض إسلامي بقيمة 1.2 مليار دولار، على وشك بدء محادثات مع لجنة دائنين جديدة كونها تسعى لتأخير المدفوعات، بحسب شخصين مطلعين على الوضع.
قال شخصان على علم بالموضوع في شهر أغسطس: إن شركة دبي العالمية قد توصلت إلى اتفاق مع دائنيها الرئيسيين وذلك لتمديد فترة تسديد مبلغ 10.3 مليار دولار من الديون، أما اتفاقها الأصلي فقد تمت الموافقة عليه في عام 2011.
قال سيجال: «هنالك دائما مخاطر عندما يتضمن الموضوع إعادة التمويل، لكن الموقف أقل استقطابا من قبل». وأضاف: «إذا كانت هنالك صعوبات الآن، فإنها ستكون حول الفحوى والعقود وهوامش الفائدة. من غير المرجح أبدا أن أحد الأطراف قد يخرج نظرا لأنه لم يعد أبدا السؤال يدور حول ما إذا كان تقديم الائتمان سيكون متاحا أم لا أو عما إذا كانت القروض ستطلب في وقت مبكر».