قررت روسيا إلغاء خط الأنابيب المقترح لنقل الغاز الطبيعي الذي كان يعارضه الاتحاد الأوروبي لأنه سوف يتجاوز أوكرانيا، وقررت بدلا من ذلك المضي قدما في شحن المزيد من الوقود إلى تركيا.
القرار بإلغاء مشروع ساوث ستريم، الذي تبلغ قيمته 45 مليار دولار، هو أحدث إشارة على أن الروابط الاقتصادية بين روسيا وأوروبا مستمرة في التصدع، بسبب استمرار الأزمة في أوكرانيا.
وكان من المقرر أن خط الأنابيب الأصلي سيمر تحت البحر الأسود ويعطي شركة غازبروم الروسية مسارا مباشرا لتغذية احتياجات أوروبا من الغاز، وهي خطة اعترض عليها الاتحاد الأوروبي لأنها سوف تقلص من وضع أوكرانيا وتضعفها أمام روسيا.
يعاني الرئيس فلاديمير بوتين في سبيل الحيلولة دون أن تقع روسيا في ركود اقتصادي وسط تراجع أسعار النفط واستمرار العقوبات بسبب قيامه بضم القرم. وبدلا من مشروع ساوث ستريم سوف تركز روسيا على تزويد تركيا بالغاز عن طريق خط أنابيب مختلف عبر البحر الأسود، كما قال بوتين بعد اجتماعه بالرئيس التركي في أنقرة قبل يومين.
قال كريس ويفر، وهو شريك في مؤسسة ماكرو الاستشارية في موسكو: إن هذا القرار هو «حالة كلاسيكية من مقايضة وصول الطاقة من أجل التعاون السياسي والاقتصادي».
من الواضح أن بوتين يرجو أن توسع العلاقات مع تركيا سيقطع شوطا ما في التعويض عن العلاقات التجارية الصعبة مع الاتحاد الأوروبي.
يضمن القرار أن خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا ستظل حيوية من حيث تزويد الطاقة إلى أوروبا لعدة سنوات في المستقبل. وقد طلب الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء التوقف عن إنشاء أجزاء من خط الأنابيب الذي يربط روسيا ببلغاريا، ولا تستطيع روسيا أن تبدأ في إنشاء خط أنابيب تحت الماء وتتوقف في بلغاريا، كما قال بوتين بعد اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي مقابلة مع الصحفيين في أنقرة قال أليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم: «هذا المشروع انتهى».
يشار إلى أن غازبروم أنفقت خلال السنوات الثلاث الماضية مبلغ 9.4 مليار دولار على مشروع ساوث ستريم وتحديث خطوط الأنابيب الروسية التي كان من الممكن أن تورد إليه الغاز، ويمكن الاستفادة من بعض هذه الأعمال من أجل خط منفصل إلى تركيا.
إن إنهاء هذا المشروع يمكن أن يوفر على غابزوم إنفاق مبالغ غير ضرورية لأنه توجد في الوقت الحاضر طاقة تزويد كافية إلى أوروبا، كما قال ميخائيل كورتشيمكين، وهو محلل لدى وزارة الغاز في الاتحاد السوفييتي سابقا.
وقال كورتشيمكين، مؤسس مركز «تحليل الغاز من أوروبا الشرقية» ومقرها في مالفيرن في بنسلفانيا: «لن تكون هناك أية خطوط أنابيب جديدة إلى أوروبا، ربما يكون هذا أسوأ نبأ بالنسبة للشركة في نهاية المطاف».
وقال: إن روسيا سوف تركز على توريد الغاز لتركيا عبر خط أنابيب ساوث ستريم، بحيث تزيد الإمدادات بمقدار 3 ملايين متر مكعب كل سنة وتعرض حسما مقداره 6 في المائة اعتبارا من الأول من يناير .