ظاهرة الزواج المبكر في مجتمعاتنا لها نتائج ايجابية وسلبية في آن واحد حيث تكون نعمة علينا في حال تم تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها ويمكن أن تكون نقمة في حال كان المتزوجان غير قادرين على تحملها وفي النهاية يمكن القول ان ظاهرة الزواج تبقى موجودة في شريعة الخالق عز وجل وبعرفنا الاجتماعي ولا نستطيع الاستغناء عنه لأنه يشكل أساساً متيناً لبناء الأسرة التي هي نواة أي مجتمع صحيح. ومن هنا نأخذ آراء البعض المشاركين في هذا الموضوع من الشباب:
استقرار ومسؤولية
يقول احمد عماد الدين عجاج طالب جامعي من ايجابيات الزواج في المرحلة الجامعية وجود اهتمام خاص من الزوجة لزوجها والقيام على طلباته واحتياجاته ومساندته في اوقات الحاجة وأيضا منها استقرار حياة الطالب وعدم التفكير في الزواج مرارا وتكرارا وقد يؤثر هذا على تحصيله الدراسي الجامعي واكمال النصف الاخر من الدين بالزواج كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) واضاف احمد انه من ايجابيات زواج الجامعيين انه يعتبر من اصحاب الزواج المبكر فيكون الفارق بينه وبين ابنائه اكثر تقاربا من زواجه فيما بعد فيستطيع مصاحبة ابنائه واحتواءهم اكثر،
ويذكر احمد سلبيات الزواج المبكر انه قد ينشغل الطالب عن الدراسة بسبب تكاثر الحمل والمسؤوليات عليه فكما ان الزواج راحة واستقرار الا انه مسؤولية كبيرة على عاتق الزوج وايضا قد يحتاج الجامعي الى من يتولى امور بيته المادية فيلجأ الى العمل مع الدراسة لكي ييسر تكاليف بيته وايضا الزواج يحتاج الى تفرغ للزوجة والابناء واعطائهم جزءا من وقت الزوج ومراعاة امورهم وشؤونهم وهذا ايضا يتطلب وقتا كبيرا (فقد ينشغل عنهم بالدراسة وقد ينشغل عن الدراسة بهم)، ويبدي رايه عن غلاء المهور بقوله: حدث ولا حرج. ويتساءل احمد عن اولياء الامور لماذا يلزم هذا الشاب الذي اراد حفظ دينه واكمال حياته بمستوى معين لم تصل اليه الا بعد عشرات السنين فالكل يبدأ من الصفر ثم يرقى وتلزمه بذاك المبلغ الطائل مهرا لبنتك فيلجأ الشاب الى اخذ القروض والدين ليلبي رغباتك ولا بد ان نجعل قدوتنا سيدنا محمد صلى عليه وسلم فكما قال (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) واصبح غلاء المهور سببا رئيسا في عزووف الشباب وتأخرهم عن الزواج وازدياد نسبة العنوسة لدى بناتنا ويتمنى ان يكون دور الدولة في دعم الشباب في هذا المشروع عن طريق مساعدة الشباب المادية والمعنوية والتحفيز والتسهيل لهم في تسديد القروض او اعفائهم من القروض وهذا افضل وايضا يجب على ادارة الجامعة البحث عن الطلاب المتزوجين ومعاملتهم معاملة خاصة ومراعاة ظروفهم الاجتماعية ً.
غلاء المهور
ويقول سند أحمد الغامدي طالب جامعي ان من ايجابيات الزواج في الفترة الجامعية يحصن الشاب بعد الله عز وجل من الوقوع في المحرمات وتصبح لديه مسؤولية بحيث يكون الشاب ذا مسؤولية عن امراة في رقبته لها مصاريفها ومصالحها وكذلك بيت له احتياجاته واطفال ايضا لهم احتياجاتهم ومصاريف والعناية بهم وكذلك ان الشاب اذا انجب في سن مبكرة يكون الفارق بينه وبين ابنائه صغيرا جدا فتمكنه من مصاحبتهم في سن مراهقتهم. ويذكر سند السلبيات انه قد ينشغل عن الدراسة بسبب تحمله مسؤولية الحياة الزوجية وايضا اذا كان الشاب في الجامعة وليس لديه معونة من اهله او مكافأة الجامعة لاتفي بالغرض فكيف للشاب الجامعي ان يتحمل هذه المصاريف الكبيرة ولاسيما اننا في عصر غلاء وانه من السلبيات كذلك قد يبدأ الشاب في هذه المرحله بترك جزء من دراسته ويذهب للبحث عن وظيفة ليجني منها المال فلا يجد وقتا لدراسته الجامعية ومن وجهة نظر سند فان غلاء المهور هو قطعا امر خاطئ يقع فيه اغلب اولياء امور الفتيات ويرجو سند من اولياء امور الفتيات عدم التفاخر الكبير والطلب الزائد في اغراض وحاجات الفتاة في زواجها بحيث تستطيع التخفيف على زوجها واضاف قائلا هناك من الاباء من يطلب مهورا مرتفعة جدا ﻻ يستطيع عليها الشاب وقد ادت هذه الفكرة غير الحضارية الى تعنيس النساء وعدم زواجهن في سن شبابهن بحيث انه قد تصل المهور الى ارقام كبيرة جدا تتعدى الثمانين والمئة الف مضيفا: قامت الدوله بجهود عظيمة مثل الزواج الجماعي الذي يقام في عدة من مناطق المملكة بحيث يساعدون الشباب على تكاليف الزواج والستر عليهم فنشكرهم على ما قامو به ونرجو ان يتفاعلوا اكثر في مساعدتهم وان تتبني الدولة تلك الجمعيات الخيرية التي تقيم حفلات الزواج الجماعي ومساعدة تلك الجمعيات.
ويذكر نواف العنزي موظف بالقطاع الخاص أن الزواج في المرحلة الجامعية يوجد له سلبيات ولكن محدودة والإيجابيات اكثر من السلبيات بكثير حيث تساعد الطالب الجامعي على السعي للأفضل في الدراسة وتحسين مستواه. باستثناء ظهور المشاكل الأسرية له فإنها إن ظهرت له في حياته الزوجية فإنه إن لم يسيطر عليها ويتقن التعامل معها فسوف تكون سببا في تغيير مجرى حياته وأول تأثير سلبي سوف يكون على مستواه الدراسي وادائه في المرحلة الجامعية ويقول نواف الآن اصبحت المهور في متناول معظم المواطنين من طلاب او موظفين سواء في القطاع العام او الخاص. مع الأخذ بعين الاعتبار بالتسهيلات والدعم الذي تقدمه قيادة المملكه للمواطنين حيث تقدم لكل مواطن يرغب بالزواج قرض زواج غير ربحي وبدون اي فائده لتيسير وتسهيل الزواج على اي مواطن يجد صعوبة بذلك. ونشكر لهذا البلد من اعماق قلبنا لما يقدمه للمواطن وله جزيل الشكر والمحبة والعرفان. رغم ان بعض المهور تختلف باختلاف الطبيعة الاجتماعية او المنطقة او الثقافة.علما بان غلاء المهور إن تواجد بكثرة فله تأثير سلبي كبير حيث يسبب عزوف الشباب عن الزواج مما يرفع نسبة العنوسة بين الإناث.
ويقول خالد مساعد الشمري موظف بالقطاع الخاص ان ايجابيات الزواج المبكر اكثر من سلبياته فأولها ان تعف الشاب وهو في مقتبل العمر وهو اكمال لنصف دينه وايضا ان اطال الله بعمر الشاب المتزوج مبكرا وانعم الله عليه بالذرية فسوف تكون سنه متقاربة من سن ابنائه فيستطيع تربيته بشكل ابسط واسهل اما السلبيات فيذكر خالد ان السلبية الوحيدة هي المال فمن الصعب على الطالب الجامعي ان يوفر المال لصغر المكافاة المقدمة من الجامعة وهنا يأتي دور الدولة في دعم هذه الفئة من الشباب او الطلاب الجامعيين ويبدي خالد رايه عن المهور قائلا: المهور الان ليست بالمعضلة الكبيرة مقارنة بكافة تكاليف الزواج كحفل الزواج والبيت ومصاريف الاثاث وغيره واضاف حسب رايه نحن لانرى جهود الدوله في دعم ومساندة الشباب على الزواج فهذا الامر بالكاد هو مختف الا بعض الجمعيات الخيرية التي تقوم بمساعدة الشباب المتعسر او غير القادر على الزواج فتلك الجمعيات الشكر موصول لها ونتمنى من الدولة ان تقوم بما تقوم به تلك الجمعيات الخيرية. دعم الدولة
ويقول الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن الروضان مستشار قانوني وشرعي ان هذا الموضوع مهم جدا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) فهذا الحديث قد حث ودل الشباب على الزواج المبكر وبالاصح في المرحلة الجامعية اما مسألة ما يشاع عن الزواج المبكر انه قد يشغل الطالب عن دراسته الجامعية فهذا الكلام في الحقيقة غير صحيح لانه لو كان في ذلك اشغال لما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك وخصوصا ان الواقع المشاهد اليوم ان من يتزوج في هذه المرحلة فإن اموره بخير وتستقر نفسيته ويبتعد عن التفكير السلبي في كل حالاته ويبدا في التركيز على مهامه وحياته الدراسية فعلى الشباب والفتيات ان يستعينوا بالله ويتزوجوا بالمرحلة الجامعية لان هذا يدعو الى استقرار نفسي كبير لكلا الجنسين. ويقول الدكتور عبدالعزيز: لا مانع اذا كان الشاب والشابة يعتقدان ان الزواج في المرحلة الجامعية قد يلهي عن الدراسة فلا مانع ان يؤخر الشاب الانجاب مثلا بالطرق العلمية الطبية ويؤكد الدكتور عبدالعزيز ان مسالة الزواج في تلك المرحلة ليست بعائق اطلاقا بل هي عامل كبير جدا على الاستقرار النفسي واضاف الروضان ان الزواج في المرحلة الجامعية يعود الشاب على بناء نفسه على المسؤولية على التخطيط السليم للمستقبل على التفكير في غيره فاليوم قد اصبح الشاب رجل بيت وصاحب اسرة والفتاة تصبح بمشيئة الله عما قريب اماً واصبحت مسؤولة عن الزوج المسؤولية حقا قد تكون زادت ولكن زادت في مستقبلهم وبنائهم وفي تربية جيل صالح وفي ابداعهم وزادت في ان تكون للشباب شباب صالح محافظ وللنساء كذلك فيستقر حالهم ويبدأون في التفكير بمستقبلهم وابنائهم.ويقول الروضان تكمن مشكلة المهور حقيقة في المضاهاة والمباهاة والتفاخر في دفع المهور وهذه هي المصيبة لكن يجب أن ندرك انه هناك نوع من التفاهم والادراك لدى اولياء الامور حيال ذلك ونحن نتمنى ذلك ويدعو الدكتور عبدالعزيز الاباء والامهات الى التذكر بان اعظم النساء بركة اقلهن مؤونة كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فالمبالغة في قيمة المهر هو وكأنهم يعتبرون ابنتهم سلعة تباع وتشترى وهذه مشكلة عظيمة وايضا ان لايستغل الشاب حتى لو كان ابن عائلة غنية وهذه من الاسباب الرئيسة التي تشيع الفساد في المجتمع نسال الله أن يحفظ الجميع منها ويجب على اولياء الامور ان يسعوا بكل وسيلة إلى ان يخففوا مصاريف الزواج عن الشاب ولا يشترطوا عليه ان يكون حفل الزواج بالقاعة الفلانية والفندق المعروف ذاك والبيت يجب ان يكون بمواصفات خاصة فهذا كله سيأتي اضراره على الفتاة ايضا بعد الزواج لان الزوج سيبدأ بسداد ديون مصاريف ذلك الزواج. ويقول الروضان عن دعم الدولة لمشاريع الزواج فان الطلب كبير وملح ومتطلبات الحياة اليوم اصبحت كلها عظيمة وكبيرة فيجب ان تكون هناك عناية من المسؤولين، وهم لاشك اذا ادركوا ذلك سيساهمون بشكل كبير باذن الله تعالى في حل هذه المسألة فيجب ان لاننسى حاجة الشاب والفتاة في هذه المرحلة العمرية الى الزواج وايضا لو قامت الدولة في مساعدة الشباب على الزواج المبكر فانها بذلك تحل كثيرا من المشاكل الاجتماعية بالمجتمع وايضا القضاء على الكثير من الجرائم ومشاكل الشباب ويؤدي ذلك الى استقرار امني كبير بالدولة. ويتمنى الروضان ان الدولة لا تساعد الشاب على دفع جزء من مصاريف الشاب الراغب بالزواج المبكر بل التكفل بكافة مصاريف زواجه فهذا افضل.
دورات تثقيفية
عبدالرحمن باسميح طالب جامعي يقول الزواج المبكر امر لابد منه وقد حث عليه ديننا الحنيف ولكن دائما اكبر عقبة فيه هي غلاء المهور وهي اكبر مشكلة تواجه الشاب السعودي فكثير من الشباب السعودي يتزوج في سن ال27 وال 30 والسبب في هذا التاخر هو غلاء المهور في المقابل لو عدنا الى الوراء قبل 30 سنة لوجدنا ان اباءنا واجدادنا كانوا يتزوجون واعمارهم متفاوتة بين العشرين والـ22 وذلك ايضا لقلة تكاليف الزواج والمهور ويؤكد عبدالرحمن ان الدولة فتحت المجال للقطاع الثالث لدعم الزواج والجمعيات الخيرية المساندة لتزويح الشباب السعودي قائمة ولها جهود جبارة ومشكورة ونشكر لها ما تقدمه للشاب السعودي من معونات وتسهيلات للزواج.
ويقول سعيد عبيد القحطاني طالب جامعي انه من ايجابيات الزواج حفظ النفس وصونها عن الحرام وهو اكمال لنصف الدين ويرى سعيد ان من سلبيات الزواج المبكر الدراسة حيث تشكل اكبر عائق للباحث عن الزواج مبكرا، ويقول القحطاني ان غلاء المهور في الوقت الراهن امر ملاحظ وهو من الاسباب التي عطلت واعجزت الشباب عن الزواج ويقول سعيد اصبحت مسألة الزواج من كونها مسألة شرعية ودينية الى مسألة قبلية ومفاخرة ومباهاة بين الناس والبركة في ايسرهن مهرا، ويذكر سعيد ان دور الدولة في هذا الامر لابد منه ويجب ان يكون للدولة توجه لدعم الشباب الباحث عن الزواج المبكر خصوصا والجامعيين من ناحية تيسير المهور وتوفير السكن لهم وايضا الدورات التثقيفية عن تحمل مسؤولية واعباء الزواج وفن التعامل مع الزوج والزوجة وغيرها.