تقوم الولايات المتحدة بإنشاء عملية تدقيق قوي لاستبعاد غير المرغوب فيهم من بين المعارضين السوريين المسلحين الذين ستدربهم لمحاربة تنظيم داعش المتطرف، لكن بعض المجندين الجدد سيكونون وجوها مألوفة تحتاج لعملية فحص محدودة بدرجة أكبر بكثير.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا عرضت استضافة برنامج التدريب لكن الوزارة رفضت مناقشة أسماء بلدان أخرى قد تشارك أيضا.
وأبلغ أناس مطلعون على التخطيط رويترز أن الأردن عرض أيضا استضافة البرنامج. ورفضت السفارة الأردنية التعليق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن من المتوقع أن يشمل البرنامج عددا من المقاتلين المعروفين بالفعل للحكومة الأمريكية، قد يستغرقون وقتا قصيرا، قد يصل إلى يوم واحد لاجتياز الفحص في البداية.
والولايات المتحدة لها بالفعل علاقات بشبكات من المقاتلين السوريين، بما في ذلك من خلال برنامج سري للمخابرات المركزية الأمريكية درب مقاتلين بالفعل، ومن خلال برامج حكومية أمريكية لتقديم مساعدات غير مميتة.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "نحن (الحكومة الأمريكية) لدينا علاقة قائمة مع أناس على الأرض. لن نبدأ من الصفر".
والأولوية هي لاستبعاد من ينتهكون حقوق الإنسان والجواسيس والمقاتلين الذين قد يبدلون ولاءاتهم.
ويأتي البرنامج -الذي يتوقع أن يبدأ في الشهور القادمة- في قلب استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا والتي تتمثل في خطة على مدى عدة سنوات لنشر قوات محلية لوقف -ثم دحر- مقاتلي داعش في نهاية المطاف مع إبقاء القوات الأمريكية خارج ساحة المعركة.
وقدرت وزارة الدفاع الأمريكية أن بوسعها تدريب 5400 مجند في العام الأول، وإن هناك ضرورة لما يصل إلى 15 ألفا لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها داعش في شرق سوريا. وتأمل في أن يسمح توفير المزيد من مواقع التدريب بزيادة عدد المجندين.
وقال المسؤول إن هؤلاء سوف يخضعون لعملية تدقيق شامل تشمل اختبارات نفسية وجمع بيانات القياسات الحيوية. وسيتم فحص أسماء المرشحين من خلال قواعد البيانات الأمريكية وتبادلها مع الحلفاء بالمنطقة من أجل فحصها.
وسيضع مستوى التدقيق والتدريب في الاعتبار أن المقاتلين لن ترافقهم قوات أمريكية في مهام.
وإذا كان المتدرب معروفا لدى الحكومة الأمريكية في السابق فإن الجيش قد يحتاج ليوم واحد فقط للتحقق من البيانات الشخصية. وإذا لم يكن كذلك فقد تستغرق عملية التدقيق أسابيع.
وقال مسؤولون إنه بمجرد انضمام المتدربين للبرنامج ستتم مراقبة جميع المقاتلين بشكل مستمر. وسيتم اختيار الكثير من المرشحين من المدن والقرى السورية وسيخضعون لدورة تدريب أولي لمدة شهر أو شهرين.
وسيكون الهدف تجنيد وحدات موجودة مسبقا تضم من 100 إلى 200 مقاتل من جماعة سورية. لكن في بعض الحالات قد يجند الجيش الأمريكي أشخاصا من منطقة جغرافية معينة.
وقال مسؤول آخر "نريد إعادتهم إلى ميدان المعركة في أقرب وقت ممكن".
وقد يجند الجيش الأمريكي أيضا مقاتلين من خارج سوريا ومن بينهم لاجئون.
ويقول مسؤولون إنهم يرغبون في دفع عملية التدريب إلا أن الظروف المحلية الملتبسة في البلاد التي تشهد حربا تجعل هذا صعبا. فعلى سبيل المثال إذا كانت قرية تتعرض للهجوم فإن المجندين المحتملين لن يتمكنوا من ترك مواقعهم للخضوع للتدريب.
ويهدف التدقيق والتدريب إلى تقليل المخاطر بما في ذلك تسلل أجهزة المخابرات السورية أو انضمام المجندين إلى صفوف داعش لاحقا أو أن يصوبوا أسلحتهم نحو القوات الأمريكية لاحقا.
وتعلم الجيش الأمريكي دروسا صعبة من مخاطر هجمات أفراد الجيش في أفغانستان حيث أطلق جندي أفغاني النار على جنرال أمريكي فقتله في أغسطس.
والهدف هو بناء قوات تركز في وقت قريب على الدفاع عن الأراضي لكن البعض سيحصل على تدريب خاص لمساعدتهم في نقل المعركة إلى مواقع تنظيم داعش المتطرف.