الشرع حلل أربعا، كلمة يعشقها الرجال وتخافها النساء، إنه التعدد وجد بلا حدود وقيود في الجاهلية قبل الإسلام فعندما أضاءنا الله بنور الإسلام ضبطه وحدده.
فوجد كحل لبعض المشاكل الزوجية فالنساء اللاتي قد يعانين ظروفا إما عقما أو مرضا أو عجزا، فهي تجد من يكمل معها مشوار الحياة كي لا تواجه الحياة وحيدة قد تفقد أهلها أو ينشغل إخوتها كلٌ بزوجه فبقاؤها بذمته أفضل من التنقل بينهم.
فالتفكير المنطقي وعدم اتخاذ القرارات بسطحية سبب والا نأخذ بالرأي السائد هو المفترض. لكن المجتمع واحد يحكم والبقية تؤيد بدون تدقيق وتعمق، فالتفكير بكل الجوانب ينتج أفرادا متحيزين لرأي قد يكون صحيحا، لكن طريقة الطرح للتأييد أو الاعتراض بعبارات خاطئة تسيء للرأي بذلك. هو ما أشعرني بالحماس لنقاش هذا الموضوع الشيق.
وعندما أحل الله سبحانه أربعا وضع ضوابط، فالتعدد موجود حلا وليس مشكلةً. فأمر الله بالعدل وشدد العقوبة في الآخرة على من لم يعدل لما يعكس الأثر المؤذي على الزوجات فقال صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وشقه مائل"رواه أبو داود (2133)، والترمذي (1141)، والنسائي (3942).
أعترض على التطبيق فالواقع وما نراه من ظلم وسوء تطبيق في المجتمع إلا من رحم الله. هو ما ينفر النساء من القبول بالتعدد، كما أن وسائل الإعلام المختلفة لم تتوقف عن مهاجمة التعدد الشرعي والسخرية منه، والتهكم على معددي الزوجات في الأفلام والمسلسلات الساقطة التي تقوم في ذات الوقت بتزيين الفواحش، وتعرض اتخاذ العشيقات على أنه أمر طبيعي ويؤثر في البعض لدرجة التعاطف في بعض المشاهد!.
فالتعدد ليس بنقص الزوجة السابقة بل إن التعدد غريزة في طبيعة الرجال وإلا لما كان الجزاء لهم في الجنة لمن رضي الله عنه الحور العين.. قال تعالى: (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) سورة الدخان الآية(54).
فنحن نسلم بالقبول قبل النقاش لما قضاه الله من أمور.. ونصيحتي لمعشر الرجال بعدم التعدد لمن لا يستطيع العدل كالرسول - صلى الله عليه وسلم - ويخشى أن يكون شقه مائلا يوم القيامة.
وخير الختام قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) (النساء:الأية 3).