شنت جماعة الحوثي المسلحة حملة اعتقالات ومداهمات لمنازل أعضاء في حزب الإصلاح بمنطقة أرحب (شمال العاصمة صنعاء) والتي أحكمت الجماعة سيطرتها عليها بعد قتال دام مع رجال القبائل في المنطقة في إطار ما وصفته بعض المصادر القبلية بـ«حملة تنكيل وتشريد وإذلال لخصوم الجماعة في المنطقة».
وتأتي هذه الحملة بعد ساعات فقط من دخول مسلحي الجماعة منطقة أرحب بعد قتال دام انتهى باتفاق يقضي بوقف القتال والسماح لمقاتلي الحوثي المرور من أراضي القبائل وتعهد جماعة الحوثي بعدم التعرض لرجال القبائل في أرحب، لكن جماعة الحوثي نقضت الاتفاق وأحكمت سيطرتها على مواقع جبلية تطل على قرى أرحب وبدأت في ملاحقة رجال القبائل وقيادات في حزب الاصلاح، وفجرت منازل لقيادات في حزب الإصلاح في المنطقة.
وبحسب مصادر في منطقة أرحب فإن جماعة الحوثي فجرت خمسة منازل لمشائخ قبليين مواليين لحزب الإصلاح؛ إضافة إلى استهدف دار للقرآن الكريم في أرحب بالدبابات أثناء المواجهات، وتفجير مقر حزب الإصلاح في المنطقة، إضافة إلى إجبار عشرات العائلات على المغادرة، وتشريد عدد من زعماء القبائل الذين رفعوا السلاح في وجه الحوثي.
وانهارت هدنة هشة بين الطرفين بعد وساطة قبلية أفضت إلى رفع جميع النقاط والاستحداثات عندما هاجمت جماعة الحوثي المنطقة من عدة اتجاهات وفتحت تسع جبهات في وقت واحد استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وقال أحد زعماء القبائل في حديث لـ(اليوم): قررنا الانسحاب حقنًا للدماء ووفاء للاتفاقات التي التزامنا بها وحرصًا على إحلال الأمن والسلم الاجتماعي والكرة في ملعب المغرر بهم من أبناء أرحب. في اتهام مباشر لأنصار جماعة الحوثي من أبناء منطقة أرحب.
واتهم الجيش بالتخاذل وتابع حديثه: جاءت التوجيهات من مشائخ أرحب بالانسحاب، فنفذنا الأوامر على مضض وكنا في موقع قوة، ونحن جاهزون للعودة إذا اقتضى الأمر. وألمح إلى تعاون بين السلطات العليا في صنعاء مع جماعة الحوثي لإسقاط منطقة أرحب.
وتعد منطقة أرحب الاستراتيجية من أهم المناطق التي تطل على العاصمة صنعاء وتعد البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، إضافة إلى احتضانها موقع «الصمع» العسكري الاستراتيجي الذي يوجد به ثلاثة ألوية من قوات الحرس الجمهوري المنحل الذي كان يقوده نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وخلال انتفاضة 11 فبراير ضد نظام صالح كانت منطقة أرحب من أهم المناطق المشتعلة والتي كانت تشهد مواجهات مستمرة بين رجال القبائل الموالية لحزب الإصلاح وقوات الحرس الجمهوري.
وكانت المنطقة شهدت خلال شهري فبراير ومارس من العام الحالي مواجهات دامية تكدبت فيها جماعة الحوثي خسائر كبيرة أجبرتها على الانسحاب من المواقع التي كانت قد سيطرت عليها، ووقعت مع زعماء القبائل في المنطقة اتفاق صلح يقضي بخروج المقاتلين القادمين من خارج المنطقة وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وزير الخارجية يلتقي سفير أمريكا
من جهة ثانية التقى وزير الخارجية اليمني عبدالله محمد الصايدي أمس بصنعاء بسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ماثيو تولر.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكد المسؤول الأمريكي في تصريح له عقب اللقاء دعم جهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في قيادة العملية السياسية الانتقالية باليمن.