في الوقت الذي يتواصل فيه الحراك السياسي العالمي, بشأن قرار دولي ينهي الاحتلال الاسرائيلي، والبحث عن تهدئة في مواجهة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، فقد شهدت باريس ولندن اتصالات دبلوماسية المكثفة لبحث مشروع القرار الذي ينوي الفلسطينيون طرحه على مجلس الأمن الدولي والخاص بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون عامين، وقال وزير الخارجية الفلسطيني: إنه سيتم اعتماد المشروع الفرنسي بعد تطعيمه عربياً، مشيراً إلى رهان على إمكانية تغيير الموقف الأمريكي التاريخي، استشهد شاب فلسطيني فجر، أمس الثلاثاء، خلال مواجهات مع قوات إسرائيلية في مخيم قلنديا بالقدس, فيما حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "من تداعيات المحاولات الفلسطينية والأوروبية لفرض الإملاءات على إسرائيل بما قد يزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة ويعرض أمن إسرائيل للخطر، معرباً عن أمله في أن "تلتزم الولايات المتحدة بموقفها الذي يقضي بأن أي حل سياسي للنزاع يجب التوصل إليه عن طريق المفاوضات"، واتهم أوروبا بدعم الفلسطينيين في التوجه إلى الأمم المتحدة.
المشروع الفرنسي وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي: إنه إذا وافقت فرنسا على الملاحظات الفلسطينية فسيتم اعتماد المشروع الفرنسي لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي. وأضاف المالكي في استعراض للموقف الفلسطيني أمس، أن المشروع الفرنسي المعدل عربياً، بحيث لا يعود فرنسياً وإنما مطعماً بالموقف الفلسطيني العربي ليصبح أكثر قرباً من الموقف العربي إن لم يكن متماثلاً معه"، مؤكداً أن هذا ما نبحث عنه ونحاول الحصول عليه من الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي. وفي سياق متصل، تستمر في باريس ولندن الاتصالات الدبلوماسية المكثفة لبحث مشروع القرار الذي ينوي الفلسطينيون طرحه على مجلس الأمن الدولي والخاص بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون عامين. وقال مسؤولون أميركيون يرافقون الوزير جون كيري: إن واشنطن لم تقرر بعد ما إذا كانت ستؤيد أو تعارض مشروع القرار الفرنسي موضحين مع ذلك أن هناك أموراً لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعمها أبداً.
صيغة مشتركة بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي، إنه ونظراءه يبحثون عن صيغة يمكن للجميع دعمها, مشيراً إلى أن الجانب الأميركي كان قد أوضح أنه سيستخدم حق النقض الفيتو لإسقاط مشروع القرار الفلسطيني. وكان هذا الموضوع مدار بحث خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في روما مع وزير الخارجية الأميركي غير أن نتنياهو رفض الإفصاح في ختام الاجتماع، عما إذا كان الوزير كيري قد تعهد باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني. ورفض نتنياهو الكشف إذا كان تلقى من وزير الخارجية الأمريكي وعداً بأن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو على الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة. "توقعنا هو أن تتمسك الولايات المتحدة بموقفها منذ قرابة 47 سنة، منذ قرار الأمم المتحدة 242، في أن يتحقق كل حل للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بالمفاوضات"، قال نتنياهو: "لن نوافق على قبول إملاءات في هذا الشأن. أنا لا أقول ماذا سيكون الموقف الأمريكي، ولكني لا أرى أي سبب يجعل سياستهم تتغير". وأشار نتنياهو في الاستعراض إلى أن إسرائيل سترد على الخطوات الفلسطينية أحادية الجانب، سواء كان هذا قراراً في مجلس الأمن أم انضماماً فلسطينياً لوكالات أخرى في الأمم المتحدة أو محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وقال: "إننا نبقي لأنفسنا حرية العمل وسبل العمل في أوضاع مختلفة. لا معنى أن أكشف ردود الفعل المحتملة". وأضاف نتنياهو، بأن كيري لم يشترط استخدام الفيتو الأمريكي بخطوات سياسية من جانب إسرائيل. "فهم على يقظة تامة بالتدهور المحتمل في اتخاذ مثل هذه القرارات أو غيرها في الأمم المتحدة. فقد كان هدفي نقل رسالة جد واضحة، وأعتقد أن هذه الرسالة فهمت: كيري يحاول منع هذا وآمل أن ينجح". واتهم نتانياهو الأوروبيين الذين اجتمعوا، مساء الإثنين في باريس مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري بدعم الفلسطينيين الذين يريدون التوجه إلى الأمم المتحدة. وقال نتانياهو في بيان "أقدر كثيراً الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي للحؤول دون حصول أي تدهور في المنطقة". ولكنه أضاف أن "محاولات الفلسطينيين وعدد من الدول الأوروبية بفرض شروط على إسرائيل لن تؤدي إلا إلى تدهور الوضع الإقليمي وستضع إسرائيل في خطر". خلافات أمريكية وقالت محافل سياسية: إن هناك خلافاً في قيادة الإدارة الأمريكية حول السياسة التي ينبغي للولايات المتحدة أن تتخذها تجاه الخطوة الفلسطينية في مجلس الأمن والمبادرة الفرنسية لوضع مشروع بديل. وبحسب هذه المحافل فلم ينجح مسؤولو الإدارة في الوصول إلى توافق في الموضوع، وفي مداولات في البيت الأبيض، قال وزير الخارجية جون كيري: إن على الولايات المتحدة أن تؤجل الخطوة الفلسطينية والمبادرة الفرنسية إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل.
وقال كيري أيضاً: إن العنف المتصاعد في المنطقة هو أيضا سبب لتأجيل الخطوة في هذا الوقت. أما مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، بالمقابل فأعربت عن تأييدها لبدء مفاوضات بين الولايات المتحدة، فرنسا وحلفاء آخرين لرؤية إذا كان ممكنا الوصول إلى صيغة حل وسط يمكن التصويت عليها. اقتحام وقتل ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية القول: إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وجرت مواجهات مع الأهالي، أصيب خلالها الشاب محمود عبد الله عدوان /21 عاماً/ برصاصة في رأسه نقل إثرها إلى مجمع فلسطين الطبي، حيث أعلن وفاته. وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن "الجنود تعرضوا لإطلاق نار خلال قيام قوات خاصة بعملية قبل، فجر أمس، في المخيم". وأعلنت الشرطة الإسرائيلية من جهتها، صباح أمس، أنها نفذت حملة مداهمات ضد تنظيم "ليهافا" العنصري من اليمين المتطرف المعادي للتعايش مع العرب، اعتقلت خلالها زعيمه وتسعة من عناصره. وأفادت الشرطة في بيان، أنه "على أثر تحقيق سري .. تم اعتقال عشرة مشتبه بهم من عناصر تنظيم ليهافا لاستجوابهم عقب اعمال تحريض ودعوات الى اعمال عنف وترهيب عنصري".