تنظم الغرفة التجارية بالشرقية بمركزها الرئيسي بالدمام اليوم الثلاثاء، منتدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة النسخة الخامسة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث دأبت الغرفة على إقامته مرة كل عامين، وتبحث من خلاله جملة من الموضوعات الهامة واللازمة لتطوير هذا القطاع، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين والمعنيين بهذا الشأن.
وأوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان ان المنتدى لهذا العام يبحث عددا من المحاور ابرزها دور الرعاية والتوجيه في استمرار ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وخيارات التوسع والنمو والاندماج لدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووسائل تطوير المنشآت الصغيرة، لافتا إلى أن برنامجا علميا قد تم إعداده من قبل مجموعة من المتخصصين سوف يعرض خلال المنتدى.
قناعات راسخة
وقال العطيشان إن هذه الفعالية التي يشارك فيها عدد من الخبراء والمعنيين قدموا من داخل وخارج المملكة هي واحدة من الفعاليات التي تنظمها الغرفة لرفع مستوى الأداء لهذا القطاع، انطلاقا من قناعة راسخة بدور هذا القطاع في الاقتصاد الوطني، الذي نراه أساسيا وليس هامشيا أو تكميليا . إذ قامت الغرفة ــ على مدار اكثر من عقد من الزمان ــ بالعديد من الأنشطة والمبادرات والبرامج والفعاليات، بعضها نفذتها الغرفة بمجهودها الذاتي، مثل فعاليات مجلسي شباب وشابات الأعمال، وهي عديدة وكثيرة، وبرامج مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وجائزة الدكتور القصيبي لأفضل منشأة واعدة، فضلا عن الدراسات التي تصدر تباعا، وإصدار نشرة متخصصة وهي نشرة (دلّني)، والاستشارات الفنية التي تقدم للمبادرين من شباب الأعمال.. هذا بالإضافة الى الفعاليات التي تتم بالتعاون مع جهات حكومية وأهلية، فلدى الغرفة تقاطعات عديدة ومذكرات تفاهم ومشاريع مشتركة مع عدد من الجهات الحكومية، إذ تلتقى معهم جميعا لتحقيق هذا المشروع الوطني النبيل، ومن هذه الفعاليات هذا المنتدى الذي شهد في سنواته الماضية مشاركة ورعاية كريمة ومباشرة من لدن صاحب السمو الملكي امير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، وكذلك برنامج (كيف تبدأ مشروعك الصغير؟) الذي يتم مع البنك الأهلي التجاري، فضلاً عن اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمت مع جهات الدعم المالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
مكافحة داء البطالة
وأشار العطيشان إلى النمو الحاصل في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وفي المنطقة الشرقية بوجه الخصوص، وقال إن الحياة الاقتصادية المحلية تشهد شيوع وانتشار وتوسع ثقافة دعم ورعاية هذه المنشآت، وأهمية السعي لتطوير أدائها، وتنويعه في شتى مجالات الاقتصاد الوطني، فتداعت البنوك والشركات الكبيرة فضلا عن مؤسسات الدولة لدعم هذه المنشآت من شتى النواحي الفنية والمادية والعملية، حتى بات قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة واحدا من أهم خياراتنا التنموية، وأهم وسائلنا لتجاوز بعض المشكلات الجوهرية في الاقتصاد الوطني، فعلى سبيل المثال تشهد بلادنا حراكا واسعا لمكافحة داء البطالة، واستقطاب الشباب السعودي الناشيء للدخول في معمعة التنمية والتطوير، فكان خيار إنشاء المشاريع الصغيرة، ودعم مبادرات هؤلاء الشباب افضل الوسائل لتحقيق هذا الغرض، فكانت المنشآت الصغيرة والمتوسطة رافدا للتوطين وتوفير فرص العمل وتوطين الوظائف.
واضاف العطيشان إن نمو الوعي الاقتصادي لدى المواطنين، يحتم علينا ان نفتح له بيئة عمل ملائمة تجسد هذا الوعي على هيئة مشاريع ذات قيمة مضافة، وحتى تتم هذه البيئة وتكون فاعلة لا بد من أن يكون هناك دعم صريح ومباشر وواسع لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فهو نواة الابداع، وبدايات التأسيس لشتى المشاريع الكبيرة، فلا يوجد مشروع استثماري فردي يبدأ كبيرا، فهو مثل الوليد الذي ينشأ صغيرا ويكبر ويتوالد ويتوسع.
امتداد المنتديات الاربعة
وأعرب العطيشان عن أمله في أن يكون هذا المنتدى إضافة أخرى للمنتديات السابقة والتي ما فتئنا نشهد نتائجها على الارض، والمتمثلة في الزيادة الملحوظة لعدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في القطاعات التجارية والصناعية والخدماتية على حد سواء.
من جانبه قال الأمين العام لغرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبد الله الوابل إن هذا المنتدى يكتسب أهميته من كون المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة تمثل نسبة كبيرة من المؤسسات الاستثمارية في المملكة بشتى تخصصاتها، فهذه الأهمية تفرض علينا جميعا أن نقدم شتى أشكال الدعم لهذا القطاع.
واضاف الوابل إن المنتدى هذا العام هو امتداد للمنتديات الأربعة التي نظمتها الغرفة وشهدت نجاحا كبيرا حيث تم تسليط الضوء على جملة من القضايا التي تهم المستثمر الصغير، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وفتح مجالات الحوار والنقاش حول المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشهد تطورات متعاقبة وكثيرة، سوف تسهم في رفد عملية التنمية بالكثير من الافكار والمقترحات فضلا عن الكفاءات المؤثرة.
اسهامات في خدمة رواد الأعمال
تحظى المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال باهتمام كبير من غرفة الشرقية التي ترى في هذه المنشآت دعامة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني. كما ترىَ في رواد الأعمال، وما يمثلونه من روح وطاقة وموهبة وقدرة على الإبداع، المستقبل الحقيقي لاقتصادنا الوطني، ورافدا رئيسا لعملية التنمية المستدامة، ولمشروع التقدم الحضاري والنهضوي للوطن.
وقد تجلى اهتمام الغرفة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة في إنشاء مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، عام 2000، كما ظهر اهتمامها بدعم رواد الأعمال في إنشاء مجلسي شباب وشابات الأعمال، في 2009، تشجيعا على نشر «ثقافة» الإبداع والابتكار، وإشاعة روح العمل الحر بين الشباب السعودي عامة، والمبادرين من شباب وشابات الأعمال، باعتبارهم شريحة مهمة من «نسيج» شبابنا «أمل» الوطن ومستقبله.
وقد أطلقت الغرفة العديد من المبادرات «الرائدة» والمبدعة، تأكيدا على إدراكها للأهمية الاستراتيجية والمستقبلية لهذين القطاعين، وفي مقدمتها : جائزة الدكتور غازي القصيبي لأفضل منشأة واعدة، التي تنظمها الغرفة كلَّ عامين، ومعرض وملتقى شباب وشابات الأعمال. إضافة للعديد من البرامج والفعاليات اليومية والأسبوعية والشهرية، طوال العام، من ندوات ومحاضرات وبرامج تثقيفية وتوعوية، على صعيدي (المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال) وعلى محاور عديدة، تستهدف تحقيق غايات «استراتيجية» تتصل بدعم بناء وتنمية الاقتصاد الوطني . ورفع معدلات النمو الاقتصادي، وتحسين قدراته الإنتاجية والتصديرية، وصولا إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، عن طريق تطوير وتنمية منشآتنا الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءة وقدرات وطاقات رواد الأعمال من الفتيات والشباب في المنطقة الشرقية.
تلك مجرد نماذج وأمثلة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ من إسهامات غرفة الشرقية في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال، ليكونا «قيمة مضافة» بحق لاقتصادنا الوطني، ومسيرتنا التنموية، وإسهاما فاعلا في تطوير اقتصاديات المنطقة الشرقية، وتطويرها حضاريا في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
جدول عمل جلسات منتدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة 2014
يناقش خبراء ومختصون في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة عددا من المحاور ضمن الجلسات العلمية لمنتدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ويستعرض مختصون عددا من المحاور أبرزها : دور الرعاية والتوجيه في استمرار ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وخيارات التوسع والنمو والاندماج لديها، ووسائل تطوير المنشآت الصغيرة.
وتناقش الجلسة الأولى التي تعقد بعنوان «دور الرعاية والتوجيه في استمرار ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة» كعنوان رئيس يتحدث خلاله المدير العام لصندوق المئوية وعضو مجلس إدارة الصندوق الدكتور عبدالعزيز المطيري والرئيس التنفيذي لمعهد ريادة الدكتور شريف العبد الوهاب ورئيس مجلس إدارة جمعية ريادة الأعمال الدكتور أحمد الشميمري، ومساعد المدير العام لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في بنك التسليف والادخار غازي الشهراني، عن أهمية القطاع وبرامج الرعاية بالمنطقة والتحديات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة, ويرأس الجلسة رئيس لجنة الاعلام والتوعية للبنوك السعودية طلعت حافظ .
وفي الجلسة الثانية - التي تعقد بعنوان «خيارات التوسع والنمو» ويرأسها رئيس شركة تاد خالد البواردي - يبحث نائب رئيس مجلس إدارة شركة الراجحي القابضة الدكتور خالد الراجحي ومستشار نائب وزير التعليم العالي الدكتور عبيد العبدلي والرئيس التنفيذي لأويسس 500 يوسف حميد الدين ، ورئيس مجلس إدارة مجموعة عقال الشرقية لدعم رواد الاعمال الدكتور ابراهيم المعجل عددا من المحاور الفرعية أهمها : وسائل رفع رأس المال واهمية التسويق للمشاريع الصغيرة والتثقيف التمويلي والتمويل المالي ونمو الاعمال.
أما في الجلسة الثالثة التي تحمل عنوان «الاندماج خيار استراتيجي» فيتحدث الأمين العام لمجلس المنافسة الدكتور محمد القاسم ، والأستاذ بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالمحسن العرفج ، ومدير قناة CNBC عربية في السعودية راشد الفوزان والعضو المنتدب والمدير التنفيذي انديفور السعودية راكان العيدي عن محاور فرعية هي : الاطر التشريعية للتوسع ومفهوم الاندماج وانواعه والاثار الايجابية للاندماج.
كما تستعرض الجلسة التي ترأسها رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال الدكتور إحسان علي بوحليقة بعض التجارب المحلية والدولية الناجحة،
ويصاحب المنتدى ورشة عمل بعنوان «لغز المنشآت الصغيرة والمتوسطة « يقدمها المستشار أحمد الصالح .