أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/إبسوس، أن تأييد الأمريكيين لرفع الحظر التجاري عن كوبا يبدو أنه يتزايد بعد أن قال الرئيس باراك أوباما: إنه يعتزم إعادة الروابط الدبلوماسية مع هافانا، وأشار زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى خطوات قد يتخذها المشرعون لمحاولة كبح السياسة الجديدة، فيما قال مسؤولون: إن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية المسؤول عن نقل السجناء من السجن الحربي الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوبا سيستقيل رغم وعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتسريع الخطى لإغلاق المنشأة.
رفع الحصار
ووفقاً للاستطلاع، فإن 41 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون أنه ينبغي للولايات المتحدة أن ترفع الحصار الذي فرض قبل أكثر من 50 عاماً. وأجري الاستطلاع في الفترة من 18 إلى 22 ديسمبر قبيل إعلان أوباما أنه سيبذل ما في وسعه لتخفيف القيود على السفر والتجارة مع الجزيرة التي يحكمها الشيوعيون.
ويمثل ذلك ارتفاعاً من 37 بالمائة في استطلاعات للرأي أجريت بين يوليو/ تموز وأكتوبر.
وأثناء تلك الفترة من صيف هذا العام، قال 38 بالمائة من الأمريكيين: إنهم غير متأكدين مما إذا كان يجب رفع الحصار. ويظهر أحدث استطلاع أن 34 بالمائة من الأمريكيين غير متأكدين.
وسيحتاج رفع الحظر بشكل كامل إلى موافقة من الكونغرس الأمريكي وهو شيء اعترف مسؤولون بإدارة أوباما بأن الحصول عليه سيكون صعباً. وقال 25 بالمائة من الأمريكيين الذين شملهم أحدث استطلاع: إنهم يعارضون فكرة رفع الحصار بلا تغيير عن نسبة المعارضين في استطلاعات الصيف، ولم يتغير أيضاً نسبة ثلث الأمريكيين الذين يعتقدون أن كوبا تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي.
وأظهر الاستطلاع أن نصف الأمريكيين فقط على دراية بالإعلان الذي صدر عن أوباما. لكن 46 بالمائة من الأمريكيين قالوا: إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تقيم علاقات دبلوماسية عادية مع كوبا -وهو ما اقترحه أوباما- ارتفع من 43 بالمائة في استطلاعات الصيف.
معارضة جمهورية
وفي السياق، قال السناتور ميتش مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي: إنه يعارض مسعى الرئيس باراك أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا، وتحدث عن خطوات قد يتخذها المشرعون لمحاولة كبح السياسة الجديدة.
يوفي شأن دولي آخر، قال مكونيل الذي سيصبح رسمياً زعيماً للأغلبية بمجلس الشيوخ في يناير المقبل: إن اختراق كوريا الشمالية لشبكة الكمبيوتر بشركة سوني "أخطر بكثير" من أن يكون مجرد عمل تخريبي مختلفاً بذلك مع الوصف الذي أطلقه أوباما على الهجوم الالكتروني. لكن مكونيل رفض الكشف عن الخطوات التي يعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذها للرد على ذلك الهجوم.
وفي مقابلة مع رويترز، قال مكونيل أيضاً: إنه وأوباما ناقشا مشروع قانون يتضمن إصلاحات مهمة لقانون الضرائب الأمريكي، وإن أي مسعى يجب ألا يركز فقط على أكبر الشركات في الولايات المتحدة بل ينبغي أن يتضمن أيضا تقديم مساعدة للشركات الصغيرة.
من جهة ثانية، قال مسؤولون: إن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية المسؤول عن نقل السجناء من السجن الحربي الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوبا، سيستقيل رغم وعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتسريع الخطى لإغلاق المنشأة.
وجاء الإعلان المفاجئ عن رحيل كليفورد سلون بعد سلسلة من عمليات إعادة محتجزين إلى بلادهم أو نقلهم وإن أبدى مسؤولون في الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض عن خيبة أملهم من بطء التعامل مع هذه الخطوات من جانب وزير الدفاع المنتهية ولايته تشاك هاجل. وتسلم سلون منصبه في يوليو عام 2013 وقالت الخارجية الأمريكية: إنه سيستقيل ويعود إلى ممارسة مهنة المحاماة في واشنطن بعد أن أنهى مدة الانتداب وهي 18 شهراً. وقال مسؤول أمريكي رفيع: إن العامل الآخر في قرار سلون هو أن وزارة الدفاع (البنتاجون): "لم تكن بالقطع متعاونة بالقدر الذي كان يمكن أن تعمل به" لتسريع عملية إرسال المحتجزين إلى بلادهم أو نقلهم إلى دول أخرى. ورغم ذلك، قال وزير الخارجية جون كيري في بيان: إن "التفاوض الماهر" الذي أجراه سلون أدى إلى نقل 34 محتجزاً وإن "المزيد في الطريق". وقال المسؤول الأمريكي الكبير: إن عدد سجناء غوانتانامو انخفض إلى 132 سجيناً ومن المتوقع نقل المزيد بحلول نهاية العام، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى خانة صغيرة "من العشرات" مع إتمام المزيد من عمليات نقل سجناء من "جنسيات مختلفة" خلال الأسابيع القليلة القادمة. ومن المقرر أن تسري استقالة سلون في 31 ديسمبر الحالي ومن غير المرجح أن تؤثر على عمليات النقل المنتظرة للسجناء. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن التلفزيونية بثت، الأحد: "سأبذل كل ما بوسعي لإغلاقه" مجدداً تعهداً بإغلاق سجن جوانتانامو أعلنه حين تولى منصبه منذ نحو ست سنوات. وقال أوباما: إن استمرار وجود جوانتانامو "يلهم الجهاديين" في أنحاء العالم وهو "مكلف بدرجة مفرطة". لكن الرئيس الأمريكي يواجه عقبات من الكونغرس ليس أقلها فرض حظر على نقل السجناء إلى أراضي الولايات المتحدة. وأبرم سلون اتفاقين أعاد أحدهما أربعة أفغان إلى بلادهم في مطلع الأسبوع، ونقل الثاني ستة سجناء إلى أوروغواي في منتصف ديسمبر، لكن الاتفاقين تأخرا في البنتاغون الذي ينص القانون على ضرورة أن يعطي موافقته النهائية. ولم يختر أوباما بعد الشخص الذي سيخلف سلون في منصبه.