في ليلة من ليالي الجوهرة استمتعت الجماهير الكروية بسهرة رائعة في كلاسيكو الوطن رقم ١ بحضور جماهيري ازدانت به جنبات الملعب، وكانت الغلبة للأزرق على زميله الأصفر في لقاء خلا من أي مناوشات أو مشادات بين لاعبي الفريقين والذين تفرغوا للعب كرة القدم فقط وانتهى بالود والحب كما بدأ!.
مع صيحات الجماهير الصاخبة لم يترك الفريقان فرصة لجس النبض فلم تكد الدقيقة السادسة تمضي إلا وارتكب كواك خطأ بدائياً جداً، كلف فريقه ركلة جزاء وهدفاً مبكراً ومع ذلك فلم يؤثر هذا الهدف على معنويات الهلال الذي لم يتأخر بالرد عبر تمريرة (معلم) من كريري تعامل معها الفرج بكل حرفنة فارضاً التعادل قبل مرور ربع ساعة، وبعدها تحولت السيطرة للهلال وترجمها بكسر مصيدة التسلل الاتحادية مرة ثانية ويجير التقدم لمصلحته من رأس الشمراني، وقبل أن يلفظ الشوط دقائقه كان لعسيري كلمة بتسجيله التعادل بعد فاصل مراوغة عالي المهارة!.
الشوط الثاني شهد سيطرة متبادلة وفرصاً بالكوم، وكان من الممكن اهتزاز أي من المرميين بثلاث إصابات على الأقل، إلا أن إبداع الناهض والسديري من جهة ورعونة التسديد من جهة أخرى حالت دون تسجيل أي هدف، وأغلى فرصتين كانت أولاهما للشمراني الذي راوغ الحارس وسدد في الشباك الجانبية برغم أن الحكم المساعد أخطأ في رفع رايته، واحتسبها تسللاً وضياع هذه الفرصة أراح مساعد الحكم من اللغط الكبير الذي كان سيحدث لو تم تسجيل هذه الانفرادة (الصحيحة)، والثانية لعسيري في الدقيقة ٨٩ حين تهيأت له كرة على طبق من ذهب ولكنه سددها في جسم السديري مفوتاً على الاتحاد حسم المباراة في الوقت القاتل!.
الأشواط الإضافية شهدت تفوقاً هلالياً واضحاً بعد أن نفد المخزون اللياقي للعميد، فكان لا بد للزعيم من معاقبته بهدف من الشمراني بنفس أسلوب الهدف الأول، وعلى نفس المرمى بعد مرور ٦ دقائق من الإضافي الأول، وبدا جلياً أن الاتحاد غير قادر على العودة، ولم يستطع خلق فرص واضحة على عكس الهلال الذي أضاع فرصتين انفراديتين من سالم كان لها الناهض بالمرصاد في الأولى والقائم في الثانية، كانت إحداهما كفيلة بإنهاء المباراة قبل وقتها ولكن حبس الأنفاس استمر حتى نهاية الدقيقة الثانية بدل الضائعة!.
قبل الكلاسيكو كان العالمي قد تأهل بسهولة عن طريق الشعلة عصراً، والأهلي مر من نفق الزجاجة أمام الاتفاق في لقاء المغرب والعشاء ليضربا موعداً لكلاسيكو آخر في الجوهرة في دور الأربعة لن يقل بأي حال من الأحوال عن كلاسيكو دور الـ ١٦!.
الاتحاد يبدع عندما يكون خصمه الهلال أو الأهلي فقط ويختفي في المباريات الأخرى، والهلال ربما يكون هذا الفوز بمثابة المخدر الوقتي ريثما ترتب الإدارة أوراقها من جديد وتسد احتياجات الدكة الهلالية وإلا فالجماهير على وشك الانفجار!.
مبروك للهلال والاتحاد هذا الكلاسيكو الخلاب في جميع دقائقه الـ ١٢٠، وهنيئاً لجميع من تابع ذلك الكلاسيكو الذي أشبع غرور كل من يحب ويتابع الكرة السعودية وكان بحق (أشبه بالنهائي) وعلى الود نلتقي!.