DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

زيارة جعجع للمملكة.. سحب البساط مسبقا ممن يدعو لتعكير صفو لبنان

زيارة جعجع للمملكة.. سحب البساط مسبقا ممن يدعو لتعكير صفو لبنان

زيارة جعجع للمملكة.. سحب البساط مسبقا ممن يدعو لتعكير صفو لبنان
أخبار متعلقة
 
في العام 1958 كانت الثورة الشعبية اللبنانية، قد اندلعت بشكل واسع وخطير ضد سياسة الرئيس كميل شمعون، الذي استدعى الأسطول الأمريكي السادس للنزول إلى شواطئ لبنان. فيما شهد ذاك العام تطورات إقليمية بالغة الخطورة، تمثلت في قيام اللواء العشرين من الجيش العراقي صباح يوم 14 تموز بإسقاط النظام الملكي العراقي، بدل أن يواصل مسيرته الى لبنان. هذا الحدث الإقليمي أثرّ تأثيراً كبيراً على الشمعونية السياسية، فسقطت ليتبعها حكم شهابي- نسبة الى الرئيس الجنرال فؤاد شهاب- وهي المرحلة التي اتسمت بالإصلاح الإداري الواسع. وباتساع هيمنة المكتب الثاني- المخابرات العسكرية- على السياسة والإدارة. ولكن مع انتهاء الشهابية السافرة جاءت مرحلة حكم الرئيس (شارل حلو) وهي التي اتسمت بالسياسة الهادئة. وبأنصاف القرارات، وبالإدارات الملغمة حيث السيطرة الداخلية عليها لم تزل بيد المكتب الثاني. وقد نشب بينها وبين تيار الرئيس صائب سلام «رحمه الله» صراع قوي. أدى إلى استقطاب لم ينته إلا بمجيء الرئيس سليمان فرنجية واستلامه الحكم. ليدير البلاد بعقلية شخصانية شبه إقطاعية. وقد دخل في حرب ضروس مع الوجود الفلسطيني حتى انتهاء الصراع باتفاقية القاهرة التي منحت الفلسطينيين مساحة من جنوب لبنان (فتح لاند) التي كانت سبباً في كل ما تبع من عواقب. خلال هذه المراحل كلها كانت المارونية السياسية تهيئ حالها لدور سياسي واجتماعي وعسكري. الخط السياسي الذي قادته الكتائب، زمن رئيسها الراحل بيار الجميل. تمثل في رفض الوجود الفلسطيني رفضاً مطلقاً، وتحت شعار عدم السماح بانتقاص السلطة اللبنانية. وسحبها من يد الشرعية اللبنانية. بحيث تستقل مناطق عدة داخل لبنان. ذهبت الكتائب إلى أقصى اليمين. بل تعاونت فعلاً مع إسرائيل العدو المنتظر على الأبواب. أما اجتماعياً فبدأت تحصين ذاتها من خلال انتشار تعاونيات ذات تمويل ذاتي. فيما بدأ تيار كتائبي برئاسة (ايلي حاوي) وبشير الجميل بالتسلح والتجريب استعداداً للصدام مع القوى المسيطرة على الشارع الإسلامي. بدأت شخصية المقاتل الكتائبي تتبلور في الساحة الصدامية، وكان سمير جعجع الطالب في كلية الطب، وايلي حبيقة الموظف المصرفي، وغيرهما من الشاب يديرون معارك متنقلة ضد الوجود الفلسطيني الذي تقدم في منطقة الفنادق والأسواق التجارية، وضد الوجود السوري في زحلة والاشرفية وغيرهما. لقد طغت شخصية بشير الجميل على المشهد الماروني برمته، فهو الذي نجح في تصفية أنداده الموارنة المسلحين والتابعين لنمور الأحرار، والمردة من جماعة آل فرنجية. حيث تم القضاء على (طوني فرنجية) كما تمت تصفية جماعة الأحرار الشمعونيين. ليخلو الجو لبشير الجميل وحده. وتتحرك في تلك الفترة الصعبة إسرائيل. فتقتحم لبنان، لتقضي على الوجود العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية. وتنجح في ترحيل الفلسطينيين إلى تونس إذ خرجت البنادق من لبنان محملة بالسفن.. بعدها نفذ «إيلي حبيقة» شخصياً مجزرة صبرة. مع ذلك تبنته سوريا وقد جعلته رجلها الماروني الأول. فيما كان مصير سمير جعجع السجن الذي قبع فيه احد عشر عاماً. أما الرئيس بشير الجميل الذي انتخبه البرلمان اللبناني رئيساً للجمهورية فقد تمت تصفيته قبل أن يستلم الحكم بأيام قلائل. ليأتي من بعده شقيقه الرئيس أمين الجميل. دال الزمان وحصلت المتغيرات. فتم إصدار العفو عن سمير جعجع الذي صار الرئيس الأوحد للقوات اللبنانية، ومن هنا، من هذه المرحلة نمت وتطورت شخصية هذا الرجل. قال جعجع: إن سنوات السجن حولتني إلى كائن عقلاني، أفكر بشكل منتظم. وأسير وفقاً لاجتهاداتي وتوقعاتي للتحولات. فأنا أدرك إقليمياً، بأن المستقبل ليس لأنظمة قمعية تسير عكس مسار التاريخ. بل هي لتلك الأنظمة التي تؤسس كيانات راسخة. وتحترم شعوبها. قال أمامي مرة: إنني لم أهدر ساعة من زمني المسجون مع ما كنت أقرأ وأكتب، ومرة قال لحارسه في وزارة الدفاع اللبنانية حيث كان سجيناً: انظر إلى تلك الغرف العليا التي تسكنها القادة. سأكون فيها ذات يوم قريب. في مقره بمنظمة معراب، كان يلتقي مع الجميع، ويتحاور معهم. وحين عرضت عليه الوزارة أكثر من مرة، اعتذر باسم (القوات اللبنانية) عن تبني أية وزارة الآن. بل اكتفى بالنيابة. وتوسيع قاعدة تحالفاته، مع وليد جنبلاط، ومع الحريري ومع العديد من الأحزاب والقوى. بل حتى مع الفلسطينيين الذين قاتلهم بالأمس. قبل زيارته الأخيرة إلى المملكة، كان يلتقي مع السفير السعودي في لبنان. وكان يهاتف العديد من المسؤولين. وكان الرئيس سعد الحريري المقيم مؤقتا بمدينة الرياض في السعودية يمهد له الطريق لكي يقيم علاقات تساعد على حصول التحول المرتقب في الموقف الماروني العام. ولكن ما الذي استفاده، أو على الأقل أوضحه سمير جعجع في مسيرة التقارب مع الخط السعودي. يرصد المراقبون الأمور التالية: أولاً: إن التقارب بين القوات اللبنانية، أي الخط العسكري- السياسي للمارونية السياسية الجديدة، والمملكة. لا بد وان يفرز رد فعل مضاد ومعاكس بالاتجاه، لدى خصمه التاريخي الجنرال «ميشال عون» الذي صرح جهاراً. بأنه مع الخط الإيراني. وأنه يسعى للتكامل مع حزب الله. ثانياً: لا بد وأن يؤثر اتجاه جعجع الجديد، على توجهات الصرح البطرياركي الذي يرى أن الموارنة بانشقاقهم هذا، لن ينتهوا سوى مسحوقين بين قوتين تتصارعان في لبنان اليوم. ثالثاً: لقد كسب جعجع ثقة التيار الإسلامي السني. وهي ثقة رئاسة الوزارة، أو القوى صاحبة السلطة الحاكمة التي تلمع مواقف جعجع في كافة الساحات المتصادمة. وبخاصة مسألة الموقف من موضوع رئاسة الجمهورية وإصرار عون على تكريسها له ولحزب الله وإيران. رابعاً: يتطابق موقف سمير جعجع الآن مع الموقف العربي الاشمل والأرسخ بالنسبة لسوريا وما يجري فيها من أحداث وتحولات. فيما يرى عون وحزب الله أن النتائج هي انتصار لسوريا. والغريب هنا أن بعض الهزائم الخطيرة التي منيت بها سوريا عبر جيشها في المعارك، رأى فيها بعض أصدقاء سوريا انتصاراً كبيراً. حتى القصف الإسرائيلي بات انتصاراً لسوريا على إسرائيل. وكذلك فقدانها لمطار (دير الزرو) الذي صورت الانسحاب منه بطولة إستراتيجية. ماذا حقق جعجع في السعودية؟ كما أكدت ذلك بعض الصحف اللبنانية. فان قضية انسحاب سمير جعجع من معركة رئاسة الجمهورية كانت احد محاور اللقاءات مع جعجع، لكن لكل من الرئيس سعد الحريري وبعض القيادات السعودية رأيه بمسألة الانسحاب، إذ يجب الا يتم هذا الانسحاب مجاناً ومن دون انسحاب مقابل من قبل عون بالذات. لكن المشكلة لا زال التمترس عند الجنرال عون الذي يرفع شعار أنا الرئيس أو لا أحد. وليذهب لبنان إلى الجحيم؟! ان ما يطرح في المملكة حول الاستحقاق الرئاسي، لا يتجاوز أو يتخطى مواقف تيار المستقبل. لذلك استدعى الرئيس سعد الحريري قادة هذا التيار إلى الرياض للتشاور بعد أن تشاور بالعمق مع السيد سمير جعجع. ان النصيحة السعودية التي أبلغت الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. هي ضرورة تهدئة الأجواء السياسية والحفاظ على الأمن والاستقرار، وضرورة مواصلة التشاور والبحث للخروج من المأزق السياسي القائم. والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. والمعلومات الخاصة تفيد بأن لدى الجانب السعودي، معطيات ومعلومات عن أطراف لبنانية سوف تلجأ إلى إشعال بعض الحرائق المقلقة، تحت ستار العمل لمصلحة المسيحيين وأنصار المقاومة. بينما سيكون هدفهم تعطيل أية إمكانية للانتخابات الرئاسية. إن هذه الانتخابات مسألة مفصلية وهامة. وهي النقطة التي يتم فيها تحويل كل شيء في لبنان. لذلك تضع أطراف إقليمية كل ثقلها لتحويل نتائج الانتخابات لصالح ما يصرحون به اليوم. بامتداد وجودكم من العراق إلى اليمن إلى غزة فجنوب لبنان. لقد عاد سمير جعجع برؤية إستراتيجية متكاملة من المملكة وهناك في حزب القوات من يردد اليوم، بأن من لديه حليف بمستوى المملكة لا بد وأن يضمن الانتصار والمستقبل. [email protected]