كشفت مصادر أردنية مقربة من مطبخ القرار السياسي والأمني في العاصمة الأردنية، عن أن عمان بدأت بالفعل في مفاوضات سرّية غير مباشرة مع داعش؛ لتحرير طيارها معاذ الكساسبة، المحتجز لدى التنظيم. وشكلت غرف عمليات منذ وقوع الطيار بأيدي التنظيم على أعلى المستويات، ضمت قيادات بارزة في الحكم، وبدأت بإجراء اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية ومع شخصيات سياسية وعشائرية فاعلة داخل العراق؛ للبحث عن وساطات، ومناقشة السيناريوهات المتعلقة بمصير الطيار الكساسبة، والخروج من الأزمة بأقل التكاليف. وقال مصدر رفيع: إن "هناك اتصالات أجريت مع الإخوة الأتراك، وهناك توجه لإجراء اتصالات مماثلة مع الأشقاء القطريين"، وقال مصدر آخر: إن "ثمة اتصالات مكثفة جرت وتجري حاليا مع قيادات العشائر السنية الفاعلة غربي العراق، لتقوم بدور الوسيط". فيما قالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية: إن قوات خاصة أردنية وأمريكية كانت على أهبة الاستعداد الأربعاء؛ لإنقاذ الطيار الأردني الذي سقطت طائرته في مدينة الرقة السورية، وأسره تنظيم "داعش" الإرهابي.
ونفى الأردن أمس أن تكون طائرته اسقطت بـ"نيران" تنظيم داعش، مؤكدا انه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحالي؛ لعدم إمكانية الوصول إلى حطام الطائرة أو الطيار.
وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، في بيان نشر على موقع القيادة على شبكة الإنترنت: إن "المؤشرات الأولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية في منطقة الرقة السورية لم تكن بنيران تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف المصدر أنه "ونظرا لعدم امكانية الوصول إلى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها، فإنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة حاليا".
ونشر التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور والمعروف باسم "داعش"، على مواقع، صورا قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون.
وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصا ابيض ويحمله اربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء.
كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال إنها لهذا الطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد العام 1988، وقد دخل السلك العسكري في العام 2006، ويحمل رتبة ملازم أول.
وقالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية إن قوات خاصة أردنية وأمريكية كانت على أهبة الاستعداد الاربعاء لإنقاذ الطيار الأردني.
وقال جنرال بريطاني رفيع للصحيفة: إنه من المهم أن تبقى عزيمة التحالف قوية في مواجهة التنظيم الإرهابي.
وأوضح الجنرال لورد ريتشاردز، قائد القوات المسلحة البريطانية السابق، لصحيفة "ذي تايمز" "عندما بدأت الأردن بشجاعة قتال داعش، كانوا يعلمون أنه سيكون هناك انتكاسات تكتيكية لا مفر منها".
وأضاف "ليس لدي شك في أن عزم الأردن بقيادة الملك عبدالله، الذي يفهم تمامًا ما هو على المحك، لن يضعف كما هو عزمنا".
وأوضحت الصحيفة أنه في إشارة إلى الحاجة الملحة لحل الأزمة، التقى الملك عبدالله بالقادة العسكريين في المقر العسكري في الأردن، حيث تم تعيين غرفة عمليات على مدار الساعة؛ لمتابعة الموقف.
وقال الكولونيل ريتشارد كيمب، ضابط الجيش البريطاني السابق، والخبير في إنقاذ الرهائن: "ليس هناك شك في أن الأمريكيين جنبًا إلى جنب مع القوات الخاصة الأردنية سيبذلون ما في وسعهم؛ لمعرفة مكان الطيار لإنقاذه".
وأضاف: "داعش تعلم ذلك وسيبذلون كل ما في استطاعتهم لإخفائه. أعتقد أن فرص إنقاذه ضئيلة جدًا. وذلك يعتمد على الحصول على معلومات استخبارية من المكان المتواجد فيه".
ويعتبر الملازم معاذ الكساسبة (26 عامًا) أول طيار يقع في الأسر من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش. وظهر في صور على حسابات موالية لداعش على مواقع التواصل الاجتماعي.