DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقاتلون أجانب في صفوف داعش

قلق غربي مع تطلّع المتطرفين إلى العودة من العراق وسوريا

مقاتلون أجانب في صفوف داعش
مقاتلون أجانب في صفوف داعش
أخذت الزيادة المفاجئة في عدد الشباب الأجانب الراغبين في الانضمام إلى الفصائل الجهادية المتطرفة المشاركة في الحرب الأهلية في سوريا السلطات في الدول الغربية على حين غرة عام 2013، وشعرت هذه السلطات بالقلق من أن بعض هؤلاء الشباب قد ينفذ عمليات إرهابية عندما يعودون إلى أوطانهم. ويعترف روب بيرثولي المدير العام لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي أن هذا الأمر مثّل "مفاجأة لنا". ومن المعتقد أن آلافا من الشباب الغربي قد انضموا إلى العمليات القتالية الدائرة في سوريا والعراق. وانضم الكثيرون إلى ميليشيات داعش التي سيطرت على أجزاء واسعة من كلتا الدولتين. ويتحسّب الآن المسؤولون في أوروبا والولايات المتحدة لتداعيات هذا الانفجار الفجائي للأنشطة الجهادية العنيفة، التي تختلف عن أي نشاط مماثل يتسم بعنف حدث في الماضي. ويوضح ماثيو ليفيت الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وهو مركز للدراسات الاستراتيجية أن "النموذج القديم للتحوّل نحو التطرف عفا عليه الزمن، أما الآن فإن الأمر يستغرق أسبوعا أو عشرة أيام فقط". وأصبح التهديد للغرب واضحا هذا العام، حيث تردد أن مواطنا فرنسيا سبق أن أقام لمدة عام في سوريا أطلق النار على متحف يهودي في بروكسل مما أدى إلى مصرع أربعة. كما يوجد في بلجيكا حركة تُدعى "الشريعة لبلجيكا " التي تضم مجموعة من المسلمين المتطرفين الذي يكسبون كل يوم أرضا جديدة حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وبدأت هذه الحركة مؤخرا تجنّد المتطوعين للانضمام إلى تنظيم داعش، إلى جانب التأثير على حركات أخرى في أوروبا. ويوضح جوي فان فليردن الصحفي بجريدة "هيت لاتستي نيوز" البلجيكية والمتخصص في أنشطة الحركات المتطرفة المحلية أن حركة "الشريعة لبلجيكا" تعد حركة احتجاجية، وينظم أعضاؤها مظاهرات عندما يعتقدون أن حقوق المسلمين تتعرض للتهديد، غير أنه لم يكن يُنظر إليهم بجدية في البداية". ويحذر فليردن قائلا: "إنه يوجد مقابل كل مقاتل في سوريا والعراق عشرة مؤيدين له في أوروبا، وتصبح زيادة عدد المقاتلين هناك دعاية جيدة للتنظيم". بينما يشير مارتن فان دي دونك الذي يعمل مع "شبكة التوعية ضد التطرف" التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أنه يوجد عدد محدود فقط من البرامج التي تتعامل مع المتطرفين. ويحذر قائلا: "إن بعض الجهاديين الغربيين الذي يعودون إلى بلادهم ينبذون التطرف، وهم تركوا قضية المجموعة التي كانوا يقاتلون من أجلها، غير أن هذا لا يعني أنهم صالحون للانضمام مجددا للمجتمع"، وأكد أهمية العمل على إعادة إدماجهم في المجتمع. ويقول: إنهم إذا كانوا قد ارتكبوا جرائم محددة فيجب على النظام القضائي أن يتحرك، غير أن عقوبة السجن وحدها ليست هي الحل. ويضيف "نحن نناقش أيضا ما الذي يمكن فعله في السجن لإعدادهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى، وهم سيعودون إلى المجتمع في النهاية على أي حال، والسجن لا يعد مكانا للتأهيل". ويمكن أن يكون لمنع عودة الجهاديين إلى أوطانهم رد فعل معاكس، والدول العربية حظرت عودة المجاهدين الذين قاتلوا السوفييت في أفغانستان إليها، وكان رد الفعل أن هؤلاء الرجال الذين أصبحوا بلا دولة اتجهوا لتشكيل جزء أساسي من منظمة القاعدة. ولأن الذين يتم تحولهم إلى الفكر المتطرف يتعرضون لذلك في الغالب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فإنهم يكونون أقل دراية بدينهم الخاص بهم، وأشارت التقارير إلى أن بعض المتطرفين الغربيين اشتروا كتبا مثل "إسلام للمبتدئين" قبل أن يسافروا إلى سوريا. وقال ليفيت أمام ندوة نظمت مؤخرا حول التطرف: "إن الإسلام في حد ذاته ليس هو المشكلة، لأن كثيرا من هؤلاء الشباب ليست لديهم معلومات كافية عن الإسلام، وكثيرا منهم لا يفهمون دينهم بما فيه الكفاية". وتؤكد هدية مير أحمدي رئيسة المنظمة العالمية لموارد التنمية والتعليم التي تهدف إلى مواجهة الصراع الاجتماعي على ضرورة إجراء حوار مع التجمعات المسلمة وقياداتها لمقارعة التطرف في وقت مبكر. وتشير مير أحمدي إلى أنها كلما قدمت برنامجها للحوار إلى المسؤولين عن تنفيذ القانون في الولايات المتحدة، كانوا غالبا ما يعلقون بقولهم: "إن هذا البرنامج يماثل كثيرا برنامجنا لمنع تشكيل العصابات". وهذا يعني أن المهمة التي أمامنا لا تعني إعادة اختراع العجلة، ويتفق الخبراء أيضا على أن منع التطرف أمر أسهل من نزع أفكار التطرف من العقول. وعدّلت الدنمارك برنامجا كان يركز على التعامل مع المتطرفين من ذوي الاتجاه اليميني المتشدد ليتلاءم مع الجهاديين الذين يتبنون العنف. ويوضح ثورليف لينك من جهاز الشرطة في مدينة آرهوس الدنماركية التي يوجد بها 16 شابا عادوا من مواقع القتال أن "الكثيرين من المتطرفين صغار السن وتركوا المدرسة الثانوية للذهاب إلى سوريا". ويقول: "عندما يعود هؤلاء الشباب يجرى دعوتهم إلى لقاء، وإلى جلسة فحص حيث تعرض عليهم المساعدة ليجدوا مكانهم داخل المجتمع مرة أخرى". وتقول الشرطة: إن منهاجها حقق نجاحا، خاصة وأن إجراء حوار مع الجالية المسلمة المحلية ساعد إلى حد كبير على تقليص تدفق المقاتلين إلى الخارج".