DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صورة تعبيرية

أدباء يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الجرأة لتناول نوعي وكمي للإرهاب في السرد السعودي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
أخبار متعلقة
 
يمارس الإبداع عموما والسرد الروائي والقصصي خصوصا دورا في لفت الأنظار إلى الانحرافات التي تواجهها المجتمعات وتوجيه بوصلة الحوار الاجتماعي باتجاهها، وهذا ما دفع "الجسر الثقافي" إلى التساؤل: كيف تناول السرد في المملكة موضوع الإرهاب والتطرف وهل كان التناول مناسبا لحجم القضية وملائما من حيث نوع وكمّ التناول وجاذبيّته للقارئ؟!. غير جذّاب في البدء تقول الروائية والكاتبة زينب البحراني: قياسًا علي القضايا الأخرى الحية على أرض واقعنا السعودي؛ أعتقد أن الإرهاب والتطرف لم يحظيا بمساحة تناول – كمية وكيفية- قادرة على إشباع تساؤلات القارئ تجاه القضية أو إثارة تساؤلات أخرى تضاعف نهمه إلى المعرفة لتصل به إلى مرحلة الوعي الضروري بأبعادها، وحتى تلك النصوص التي تناولت بعض جوانب القضية لم يحظ معظمها بفرصة الترويج والانتشار الإعلامي اللازم الذي يجعل القراء يعلمون بوجودها ومن ثم يغدو لها وجود حقيقي مؤثر على صعيد المناقشة الفكرية الثقافية الخاصة وعلى صعيد الوعي المجتمعي العام. وتضيف: ثمة عوامل عدة قد تؤدي إلى عزوف السارد السعودي عن تناول قضايا التطرف والإرهاب في نصوصه، منها خشية أن يكون فريسة لبعض المتطرفين الذين قد تصل أخبار نصوصه لمسامعهم صدفة، ومنها أن كتابة النص العميق المحبوك بإتقان تتطلب الكثير من البحث والمعلومات الاستقصائية المتعلقة بالقضية لإدراك خبايا أسرارها، وليس من السهل على السارد السعودي إيجاد تلك المعلومات التي تجعل القارئ يعيش بمخيلته في قلب الحدث ويتحمس لإكمال القراءة دون ملل. وتختم البحراني مؤكدة: الكتابة عن هذه القضايا أقل جاذبية للقارئ العادي – الذي يقرأ غالبًا بهدف التسلية وقضاء وقت ممتع - من النصوص التي تتناول قضايا إنسانية أخرى أكثر مساسًا بحياة الأفراد العاديين في المجتمع كالحب، والزواج، وغيرها فهذه القضايا تسمح للقارئ بالتماهي مع النص واعتبار نفسه بطلاً من أبطاله الباحثين عن طريق الخلاص لذواتهم عبر السطور. غياب واضح ويؤكد الكتور خالد الجريان نائب رئيس نادي الاحساء الأدبي أن السرد بكل فنونه الروايات أو القصص سواء القصص الطويلة أو القصيرة أو القصص القصيرة جدا أو الحكايات السردية كانت بعيدة كل البعد عن قضايا الإرهاب والتطرف. ويضيف: حتى تلك التي تطرقت لبعض القضايا الإرهابية جاء تناولها على خجل واستحياء، وعليه فقلما تجد رواية أو قصة تناولت الإرهاب تناولا أيدولوجيا، أو فكريا، وقلما تجد رواية أو قصة تجذرت في معالجة قضايا إرهابية تلونت بألوان الكذب والمكر والخداع. ويختم الجريان بالقول: قياسا على العدد الكبير من الروايات فهذه لا تمثل شيئا كبيرا، وحتى معالجتها لقضايا الإرهاب لم تكن شيقة أو جاذبة. للأسف كان غياب السرد واضحا جدا في الأدب العربي عامة والسعودي خاصة. تطرف مضاد في حين يؤكد القاص فاضل عمران أن الروايات السعودية لم تتناول قضية الإرهاب بالشكل الذي يعكس حجم القضية، بالرغم من أن الروايات بالغت في تناول أمور أقل أهمية والسبب أنها أمور أكثر إثارة وتسويقا للعمل. معظم الكتاب بدوا وكأنهم لا يلاحظون حجم قضية التطرف إما لأنهم اعتادوا وجوده، أو لأنهم يحملون في داخلهم شيئا من التطرف ولذا لا يلاحظون الظاهرة ولا يتطرقون لها فهي تبدو لهم وكأنها حالة من المسلمات. ويشير عمران إلى أنّ بعض الروايات تناولت التطرف الديني ولكن بنوع من السطحية ما جعلها غير مقبولة من القارئ النخبوي ناهيك عن القارئ العام. وإذا كان هناك تناول احترافي متوازن للقضية في السرد فهذا مما لم يمر علي. ويتفاءل عمران بمزيد من التناول السردي لهذه الثيمة الهامة قائلا: اليوم ربما بسبب تسليط الضوء على التطرف من الممكن أن تتناول القضية سرديا، وقد تتحول هذه الروايات إلى دراما بحكم أنها أضحت حديث الساعة وسلط عليها الضوء كثيرا. مفهوم ملتبس الأديب والقاص عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر أوضح أنّ الرواية السعودية بالمجمل العام وبتعدد موضوعاتها لا تزال تحاول أن تصنع ابتكاراً وأن تشق ستارة العرض من طرفيها، باحثة عن "تيمة" مختلفة فربما تناول الإرهاب في البدايات كان يمثل التابو المغري والجاذب بطريقة صريحة وحقيقية وتناول مشكلاته من الجذور، ولكن هل وفق السرد السعودي لهذا الأمر؟. ويجيب: ربما هي قليلة الأعمال التى تناولت الموضوع بشكل جيد وعميق وحيادي، ولعل السبب في ذلك هو حساسية الطرح الذي يتوجب إلقاء التهم قريباً من مقاعدنا وأكثر من ذلك. وأوضح الجاسر أنه "من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام٢٠٠١، وبداية تداول هذا المصطلح بكثرة في شتى المجالات بدأ المجتمع السعودي يتعاطى مع هذا المفهوم ويعي مدلولاته مما سهل على المبدع استخدام هذه التيمة في عمله الإبداعي من خلال سياقات مختلفة متباينة نوعاً وكماً". ويستدرك: لكن لا يزال الطرح دون مستوى القضية وعالميتها، فروايات مثل روايات ريح الجنة وإرهابي 20 ونقطة تفتيش، وغيرها الكثير ستجد كل رواية تقرأ الارهاب بمفهوم مختلف وذلك ربما لأمرين، للتوجه الفكري للكاتب وموقفه الإيدلوجي العام تجاه أغلب القضايا، وثانياً لا يزال مفهوم الإرهاب يحتاج إلى مزيد من التحرير ثقافياً وأدبياً وشفافيةً في الطرح والتناول بشكل أدق وأعمق حتى الجذور بعيداً عن الطرح القشوري المكرور والمستهلك. مئات الروايات القاص أحمد العليو أكد أن الإرهاب أصبح خطرا "يتنفس معنا، وهو مختبئ في جحور سرية فهو أشبه بالسرطان، أحداث سبتمبر أحدثت تحولا كبيرا في العالم، وانعكس ذلك حتى على الروايات المحلية رغم أن الإرهاب كان موجودا قبل ذلك الحدث، لكن هذا الحدث بضخامته كانت له تحولاته. وأضاف: الرواية بما أنها تتأثر بالتحولات والمتغيرات فالبعض منها لامس القضية مثل محمد المزيني وبدرية البشر، وكذلك الإرهابي 20 لعبدالله ثابت. ويختم العليو بالقول: ولكن يبقى أن تناولها ليس عاكسا لحجم المأساة لدينا، فالتطرف والإرهاب يحتاج إلى مئات الروايات حتى نعطي تصورا واضحا ونقترب من هذا الوباء اقترابا يكشف عن أدق تفاصيله وأسبابه، وهذا يحتاج إلى حرية وجرأة كبيرة جدا من الروائي حتى يضيء المساحة، فالوباء يحتاج إلى النظر من خلال رؤى وزوايا متعددة. توثيق تاريخي القاص ناصر الحسن استعان بذاكرته لاسترجاع بعض ما أنتجه السرد في المملكة والذي وصل إلى رقم كبير في السنوات الأخيرة يصعب الإلمام به، وضرب الناصر مثالا "بمحمد الرطيان في روايته الجميلة (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان) حيث كان بطل الرواية يتقمص أكثر من شخصية، من ضمنها عضو في مكافحة الإرهاب، وقد أبدع الرطيان في ذلك وكان بحجم القضية على حد سؤالك". ويختم الناصر بالقول: لكن هذه الأيام نرى غول الارهاب يتنامى ويتمدد كورم سرطاني خبيث. لذا اتمنى من زملائي الكتاب أن يستغلوا الحدث ويتماهوا مع إيقاع اللحظة المؤلمة، وأن يبسطوا أقلامهم في هذا الموضوع، فالسرد وثيقة تاريخية يستذكرها الأجيال القادمة. اهتمام مؤقت الاديب أحمد العيثان قال: إن هناك نسبة معينة تناولت قضية الارهاب، وقد تصل إلى ذروتها في بعض القضايا المتعلقة بالإرهاب، ولكن تلك الذروة تفقد أوارها اذا تغيرت الظروف وتغير المكان والزمان وتغير الهدف. بالطبع هذا لا ينطبق على الجميع، وانما على بعض الاقلام. ولهذا يجب ان يكون الطرح مناسبا لحجم القضية دون ان يطرأ عليه أي تغيير فالتطرف والإرهاب لا دين لهما ولا مذهب، وهذه حقيقة يجب ان نقبلها دون النظر الى المكان او الزمان أو الطريقة. ويختم بالقول: لهذا نجد في بعض الجوانب ان الطرح ملائم بشكل جميل يدعو للتفاؤل والى الحكمة ومنبثق من رؤى ولغة مفهومة وتمثل شريحة كبيرة من المجتمع.