هفوة صغيرة كانت كفيلة بإثارة ضجة كبيرة وفرض عقوبة ضخمة على اللاعب لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي لكرة القدم، لكنها لم تمنعه من تحقيق حلم يتطلع إليه كثيرون من نجوم كرة القدم في كل أنحاء العالم.
وخلال مباراة منتخب أوروجواي مع نظيره الإيطالي في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، غرس سواريز أسنانه في كتف المدافع الإيطالي جورجيو كيليني ولم يشاهد الحكم الواقعة لكن كاميرات التلفزيون وعدسات المصورين التقطت المشهد لتدفع باللاعب إلى فترة لم يكن يتوقعها، ولم يكن يريدها على الاطلاق.
وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة قاسية على اللاعب بإيقافه تسع مباريات دولية ليغيب اللاعب عن مباراة فريقه التالية في المونديال البرازيلي ويضعف آمال فريقه في البطولة ويحرم من المشاركة مع الفريق في رحلة الدفاع عن لقبه ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2015) في تشيلي.
كما تضمنت العقوبة إيقافه أربعة شهور عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه، مما حرمه من المشاركة مع فريقه الجديد برشلونة الأسباني في بداية الموسم قبل أن يعود للمباريات الرسمية في أواخر أكتوبر الماضي. وفرض الفيفا هذه العقوبة القاسية لأنها كانت واقعة العض الثالثة لسواريز علما بأنه نال عقوبة قاسية أيضا في كل من المرتين السابقتين، لكن العقوبة بعد مباراة المونديال البرازيلي والتي أقيمت في 24 يونيو الماضي بمدينة ناتال كانت الأقسى في مسيرته الكروية. وفي ظل الانتقادات الهائلة التي نالها والكم الهائل من السخرية التي تعرض لها بسبب إصراره على تكرار واقعة العض، حرص سواريز على عزل نفسه في منزله بأوروجواي ومع أفراد أسرته بعيدا عن أي أجواء خارجية.
ولكن الصدمة التي نالها سواريز بهذه العقوبة القاسية تحولت إلى كم هائل من السعادة بعد 17 يوما فقط من واقعة العض، حيث أعلن نادي برشلونة الأسباني في 11 يوليو الماضي تعاقده مع اللاعب من نادي ليفربول الإنجليزي.
وبعد اعتذار اللاعب علانية على هذه الواقعة، قرر برشلونة منحه الفرصة الذهبية لتحقيق الحلم الذي راوده منذ بداية مسيرته مع فرق ناسيونال في أوروجواي وهو في الثامنة عشرة من عمره.
وانتقل سواريز من ليفربول إلى برشلونة بعقد يمتد لخمسة مواسم مقابل نحو 80 مليون يورو تصل إلى 252 مليون يورو مع إضافة رسوم الانتقال والضرائب والرواتب. وكانت هذه هي الصفقة الأغلى في عام 2014 طبقا لقائمة الانتقالات التي نشرت في ديسمبر الحالي. واستعاد سواريز نشاطه الكروي تدريجيا حيث شارك في أول مباراة مع برشلونة في 24 سبتمبر وذلك في المواجهة الودية أمام منتخب إندونيسيا للشباب.