قدمت شركة «إكسون موبيل» النفطية تفسيراً لتزايد معدلات إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام التي تستعد للاقتراب من أعلى معدل قياسي على مدار 42 عاماً في 2015، وسط تجاهل للانخفاض الأخير لأسعار النفط بالأسواق العالمية، وذلك وفقاً لما نشرته وكالة «بلومبرج». وذكر تروي إيكارد الذي تملك شركته «إيكارد جلوبال» حصة في أكثر من 260 بئراً نفطياً في ولاية «داكوتا الشمالية» أن منتجي الطاقة بالولايات المتحدة يخططون لضخ المزيد من الخام في عام 2015 نظراً لأن تراجع أسعار معدات التنقيب عن النفط وتقنيات الحفر قد توازن مع الانخفاض الأخير في الأسعار. وأفادت شركة «إكسون موبيل» – أكبر شركة للطاقة في الولايات المتحدة - أن شركات النفط تعمل على خفض موازناتها لعام 2015 لكي تواصل الصمود في مواجهة انخفاض أسعار الخام إلى أدنى مستويات في أكثر من خمس سنوات ونصف، ولكنها تحول تركيزها في الوقت نفسه إلى حقول نفطية أقل تكلفة وأكثر إنتاجية، وهو ما يعني إنتاج المزيد من النفط بمعدات حفر أقل. في غضون ذلك، تراجعت أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009 مما تسبب في دعم إنفاق المستهلكين – الداعم الأكبر للنمو الاقتصادي بالبلاد. ومن المتوقع أن يصل إنتاج الولايات المتحدة من الخام إلى 9.42 مليون برميل يومياً في مايو المقبل، وهو ما يعد المعدل الشهري الأعلى منذ نوفمبر عام 1972، وفقاً لإحصائيات إدارة معلومات الطاقة، وتسبب توسع الإنتاج الأمريكي من الصخور وأعماق البحار والمحيطات واستكشاف حقول جديدة بولايتي أوكلاهوما وبنسلفانيا إلى قفزة في الإنتاج هي الأعلى منذ عقود، بالتزامن مع تراجع الطلب إلى أدنى مستوياته منذ عام 1995 على الأقل. وأدى تراجع أسعار الخام إلى ما يقرب من 50% هذا العام من أعلى مستوى في يونيو الماضي إلى إغلاق عدة آبار نفطية، وسط تواصل انخفاض الأسعار، وبدأت عدة شركات لإنتاج النفط في التفكير بشأن تكاليف الحفر والاستكشاف ومد خطوط الأنابيب والمنشآت النفطية والأجور. وتشير توقعات «بلومبرج» إلى أن «إكسون موبيل» – التي تعد أكبر شركة منتجة للنفط في العالم من حيث القيمة السوقية - ستدعم الإنتاج بنسبة 2.8% العام القادم إلى ما يعادل 4.1 مليون برميل يومياً، وهو ما يعني مزيداً من الأعباء في توفير سيولة نقدية نظراً لأن الشركة تنفق في المتوسط 110 ملايين دولار يومياً، بالإضافة إلى تعهد المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة «ريكس تيلرسون» في مارس بزيادة التوزيعات النقدية بمتوسط سنوي يتراوح بين 2-3% في الفترة من عام 2015 حتى 2017. وأضاف «تيلرسون» أن إنفاق الشركة سوف ينخفض دون 37 مليار دولار في كلا العامين المذكورين بسبب تراجع عائد الاستثمارات في تنمية بعض الحقول بكندا واستراليا، وبلغ متوسط إنفاق «إكسون موبيل» لإنتاج برميل نفط واحد بالولايات المتحدة 12.72 دولار في العام الماضي، وهو الأدنى مقارنةً بآسيا وأوروبا، ولا زالت الشركة تتوقع تزايد الإنتاج بنسبة 12% في عام 2015. ورغم تواصل انخفاض أسعار النفط، لا زالت الشركات الأمريكية تتوسع في استكشاف وإنتاج النفط والغاز من أجل استغلال فرص واعدة بتراجع تكاليف الإنتاج على أمل خفض الإنتاج من جانب منظمة «أوبك» ودعم الأسعار مرة أخرى.