في زاوية كتاب الأسبوع على موقعها الإلكتروني عرّفت مؤسسة الدرر السنية بكتاب (الفهارس الشاملة لآثار الشَّيخ العلَّامة مُحمَّد الأمين الشِّنقيطي) وهو من تأليف زاهر بن مُحمَّد الشهري, وتقديم الشيخ: خالد بن عثمان السَّبت, ويتكون الكتاب من جزءين ونشرته دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع بمكَّة المكرَّمة.
وجاء في التعريف بالكتاب أن الشَّيخ العلَّامة محمَّد الأمين الشِّنقيطي يُعدُّ من العُلماء الرَّبانيِّين، الذين خَلَّفوا للأمة تُراثًا زاخرًا، وعِلمًا نافعًا ضَمَّنوه مُؤلَّفاتِهم، ومِن الجهابذة الذين كتَب الله لِمَا ألَّفوه قَبولًا عند أهل العِلم وطلبتِه، وخاصَّة سِفرَه العَظيم ((أضواء البيان في تفسير القُرآن بالقرآن))، ومع هذا القَبول الكبيرِ، إلَّا أنَّ مُؤلَّفاتِ الشيخ ظلَّت مُدَّةً من الزَّمن لم تَنلْ حظَّها من التَّحقيق والتَّصحيح، وحُسنِ الطِّباعة والإخراج، ولم تنل حقَّها من التقريبِ لمسائلها، وفهرسة لموضوعاتها، إلى أنْ قامت (دارُ الفوائد) بطبع كلِّ آثار الشَّيخ في تِسعةَ عَشرَ مجلدًا، فأحبَّ جامعُ نظام هذا الكتاب، أنْ يُشارِكَ في خِدمة مؤلَّفات هذا العالم النِّحرير، وذلك بوضعِ فِهرسة شاملة تَكشِف عن مواضِع الفرائدِ والفوائِد في كُتبه، فكان هذا العملُ هو ثمرةَ تلك الفِكرة.
وقَبل أن يَشرَع المؤلِّف في الهدف الرَّئيس من الكتابِ المؤلَّف، تحدَّث عن خمسِ مَسائل، كانتْ كالتوطئة بين يَدي كِتابه، فتَحدَّث عن تاريخِ البَدء في هذه الفهرسة، والسَّبب الذي دَفَعه للشروعِ في هذا العَمل، ومِن ثَمَّ بيَّن جهودَ العلماء والباحثين في العناية بمؤلَّفات الشيخ الشِّنقيطي رحمه الله، وشرَحَ بعدَ ذلك أنواع الفَهارس التي فَهْرَسَ بها كتُبَ الشيخ الشِّنقيطي رحمه الله، وطَريقةَ ترتيب كلِّ فِهرس، موضِّحًا الطبعاتِ التي اعتمَد عليها في الفهرسة واختصاراتِها، ثم ختَم ذلك بخاتمةٍ.
فبَعد أنْ قرَأ المؤلِّف كتب الشيخ رحمه الله، اهتدَى إلى تصنيف ما اشتملتْ عليه تلك الكتُبُ إلى عدة فهارس، كالآتي:
الفِهرس الأول: خصَّصه المؤلِّفُ لفهرسة الآيات المفسَّرة في ((أضواء البيان)) وغيرها من كتُب الشيخ، مستثينًا الآيات المفسَّرة في ((العذب النَّمير))، و((دفْع إيهام الاضطراب))؛ لكونه أَفردَهما بفهرسين مستقلَّينِ، وهما موضوعَا الفِهرس الثاني، والثالث.
أمَّا الفِهرس الرابع: فموضوعه القِراءات، وهو يَشمل القراءات التي ذَكَر الشيخ فيها وجهًا أو أوجهًا مِن القراءة.
والفِهرس الخامس: فكان لسببِ نُزول بعضِ الآيات، وعدَّد فيه كلَّ الآيات التي ذَكَر لها الشيخُ أسبابَ نُزولها.
وأمَّا فَهرسة جميعِ الأحاديثِ التي أوردها الشيخُ في كُتبه فكانتْ موضوع الفِهرس السَّادس.
ثم في الفِهرس السَّابع: ذكَر جميعَ الآثار التي أَوردها الشيخُ عن الصَّحابة ومَن بَعدَهم، ثم تَلَا الفِهرسين الماضيينِ فهرسٌ متعلِّقٌ بهما، هو فِهرس الأحاديث والآثار التي لا حَكَمَ الشَّيخ عليها، سواء على أسانيدها أو مُتونها.
والفِهرس التاسع: جعَلَه للأعلام والرُّواة الذين ذَكَرهم الشيخُ بجرحٍ أو تعديلٍ، أو نقَل كلامَ أهلِ العِلم فيهم، واكتَفَى بهؤلاء دون كلِّ الأعلام الواردين في كتُبِ الشَّيخ؛ لكثرتِها، ممَّا سيُطيل حجمَ الفهرس، ويجعله كبيرًا مع قِلَّة الفائدة من تَعدادها.
والفِهرس العاشر خصَّصه المؤلِّفُ للأشعارِ التي أَوردها الشيخُ، وجَعَلها على قِسمين:
القِسم الأوَّل: ما أورد الشيخُ صَدْرَه وعَجُزَه من الشِّعر، ورتَّبَها على حسَبِ القافية.
القسم الثاني: ما ذَكَر الشيخ الصَّدْرَ منه فقط، وجعَلها في آخِرِ فهرسة الأشعارِ.
والفِهرس الحادي عَشَرَ: جاء خاصًّا لأبيات (ألفية ابنِ مالكٍ) التي نثَرَها الشيخُ في مؤلَّفاته، ورتَّبها حسَبَ قوافيها.
والفِهرس الثاني عَشَر: فَهْرَسَ فيه أبيات (مَراقي السُّعود) في أصول الفِقه، مُرتَّبةً كذلك حسَبَ القوافي.
ووضَع فِهرسًا للمنظومات المتنوعة التي نثر كثيرا من أبياتها الشيخ في ثنايا كتبه، وهو الفِهرس الثالِثَ عَشرَ.
والفِهرس الرَّابع عشرَ: كان لفهرسة المفرداتِ، حيث جاء مشتملًا على كلِّ كلمةٍ أو مُفردةٍ ذكَر الشيخ معناها، وأتْبَع ذلك بفِهرس للحِكَم، وآخَر للأمثال، وفِهرسٍ للأمكنةِ والأزمنةِ، وفِهرسٍ للقبائل والجَماعات، وفهرس للفِرَق والمذاهب. وفِهرس للمعارِكِ والغزوات، وهذا يَشمل جميعَ الغزوات التي كانتْ في عهد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وبَعدَه. وهي الفهارس من الخامِس عَشَرَ إلى العشرين.
والفِهرس الحادي والعِشرون، سماه فِهرسَ المسائل، واحتوى على جميعِ المسائل العلميَّة في العقيدة، والفِقه، والحديث، والتَّفسير، والنحو والبلاغة والأدب، والسِّيرة، وغيرها، مُرتِّبًا إيَّاها على حسَبِ الجَذر اللُّغوي، بإعادةِ الكلمةِ إلى أصلِها، ثم بترتيب أُصولِ الكلمات على حسَبِ أوائلها فثوانيها، فثوالثِها.
كما رتَّب المسائلَ تحتَ كلِّ مادَّة في الجملة بالبَدء بالتعريفات، ثم المسائِل العقديَّة، فالفقهيَّة، فالحديثيَّة، فاللُّغويَّة والبلاغيَّة، ثم العامَّة.
والفِهرس الثاني والعِشرون كان للفُروق الشرعيَّة واللُّغويَّة، وتلاه الفِهرس الثَّالث والعشرون لإطلاقِ بعضِ الألفاظ الشرعيَّة والعُرفيَّة واللُّغويَّة: ويَشمل كلَّ ما قال الشيخُ: إطلاق كذا على كذا، أو إطلاق كذا في اللُّغة، أو نحوها من العبارات.
وختًامًا: ذكَر فَهْرسَةَ الحِكايات والنَّوادر، وجاءت مُشتملةً على جميعِ ما أَورده الشَّيخُ مِن الحكايات والقصص.
وتعد هذه الفهارس من الكنوز التي يحتاجها طالب العلم ولا يستغني عنها من أراد معرفة فقه الشيخ الشنقيطي رحمه الله.