هكذا يجب أن نفعل في هذا التوقيت بالذات الذي يُفترض أن نُنحّي خلاله الخلافات والمشاكل الداخلية التي تُغلف كرتنا المحلية جانبا، ونلتف حول منتخب الوطن الذي تنتظره بعد نحو أسبوع مشاركة مهمة لا تقبل أنصاف الحلول عندما يشارك في كأس آسيا للمرة التاسعة تواليا.
وهذه المشاركة التي يترقبها الوسط الرياضي بشغف كبير سيدخلها الأخضر بشعار "أكون أو لا أكون" فهو إما أن يُلمع من خلالها صورته التي كساها غبار الفشل في السنوات العشر الأخيرة، ويستعيد كبرياءه وزعامته للقارة الآسيوية التي تربع على عرشها سنوات طويلة أو يواصل مسلسل الانهيار وتستمر المعاناة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
الجيل الحالي الذي تشرف بالدفاع عن ألوان منتخب بلاده ستكون مهمته مركبّة سيما وأن نجوم الأجيال السابقة الذين سطروا ملاحم كروية في سنغافورة والدوحة واليابان ولبنان واندونيسيا بقيادة الأسطورة ماجد عبدالله والإمبراطور صالح النعيمة والموسيقار فهد الهريفي والفيلسوف يوسف الثنيان والكوبرا محيسن الجمعان والذهبي نواف التمياط وغيرهم من النجوم الأفذاذ الذين تركوا إرثا كبيرا من الانجازات التي مازال جميع المهتمين بالشأن الرياضي يتغنون بها..
هذا الجيل الذي سيجد منافسة شرسة وسيخوض معارك ضارية ضد بقية المنتخبات المنافسة خصوصا الكبيرة منها ليس أقل كفاءة وقدرة من الأجيال السابقة التي أبدعت وتألقت في سماء القارة ونثرت الفرح في أرجاء ربوع بلادي، فهو يجمع بين الخبرة والمهارة والروح العالية والثقة بالنفس وكل ما يحتاجه هو التكاتف وخوض المباريات على قلب رجل واحد.
هذا الجيل متى ما تذكر أنه ترك خلفه 30 مليون سعودي ينتظرون الفرحة التي غابت عنهم طوال مشاركات الأخضر الأخيرة فإنه لن يبخل عليهم بمضاعفة الجهد وحرث الملعب طولا وعرضا والقتال على كل كرة من أجل تذليل الصعاب وتجاوز العقبات لتحقيق الحد الأدنى من طموحات جميع الرياضيين..
أما المدرب الروماني كوزمين فالكل يتفق على أنه مدرب تكتيكي من الطراز الأول ولعل النجاحات التي حققها مع عدد من الأندية الخليجية تؤكد ذلك، ولكن عليه أن يعي جيدا أن تدريب المنتخبات ليس كتدريب الأندية، وأن فشله في مهمته الحالية سيكون نقطة سوداء في سجله التدريبي ولا بد من استثمار الفرصة التي أُتيحت له على طبق من ذهب والتعامل مع المباريات بواقعية لتحقيق إنجاز يُجير له سيما وأنه يملك أدوات النجاح..
تويتة على الورق..
ناصر الشمراني لاعب موهوب فنيا ولكن سلوكيا مازال يواصل السقوط المتكرر "شتم ولعن وبصق وضرب" وهو بهذه التصرفات غير المسؤولة يسيء لنفسه ولتاريخه قبل أن يسيء للآخرين، لذا عليه مراجعة حساباته والجلوس مع نفسه ومحاسبتها، وعلى المسؤولين في إدارة ناديه وإدارة المنتخب معاقبته على تلك التجاوزات.