شغل الآن وظيفة مساعد مدرب هجر، ودافع عن ألوان شيخ الأحساء لاعبا، ثم كانت له تجربة مع فريق النصر السابق، (الميدان) جلس معه في أول بوح له كمسؤول في جهاز فني تدريبي، حيث كشف الكثير عن عمله الفني وعن وجهة نظره في كيفية بقاء هجر في دوري (جميل) للمحترفين لكرة القدم، كما وجه رسائل صريحة للاتحاد السعودي لكرة القدم، ضيفنا اليوم المدرب الوطني عبدالله الجنوبي أباح بكامل أسراره في ثنايا هذا الحوار:
لماذا اخترت الاتجاه إلى عالم التدريب؟
في بداية الأمر، البيئة التي نشأت فيها هي بيئة رياضية ابتداء من والدي حيث كان لاعبا في هجر ثم النصر ثم اتجاهه لمجال التدريب، وفكرة التدريب بدأت لديّ بعد توقفي عن اللعب لظروف العمل بعد أن تم تكليفي في قيادة فريق شباب هجر من قبل المهندس عبدالعزيز القرينيس عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والمشرف العام على كرة القدم بنادي هجر سابقا.
هل هناك من شجعك على الدخول الى عالم التدريب؟
كما ذكرت لك، فالبيئة التي نشأت فيها كانت سببا مباشرا في هذا الأمر بالإضافة إلى والدي الذي كان يشجعني- منذ ان كنت لاعبا- أن اتعلم من المدربين الذين يشرفون عليّ في مسيرتي سواء في هجر او النصر، والحمد الله بدأت اولى تلك الخطوات ووضعت الخطوط العريضة للطريق الذي أسعى من خلاله ان احقق طموحاتي.
تعمل مساعد مدرب للفريق الأول لكرة القدم، هل هنالك فرق بالعمل في الفئات السنية عن الفريق الأول؟
هنالك فروقات كبيرة، حيث في الفئات السنية هنالك عمل يتطلب من المدرب ان يقوم به من خلال تأسيس اللاعب سواء ذهنيا او حتى جسديا، وفي المقابل بالفريق الأول يتبقى العمل الأساسي، حيث يفترض ان يكون اللاعب جاهزا، على عكس الفئات السنية وتركيز العمل يكون في الأمور التكتيكية كما ان الجهد المبذول في الفريق الأول للجهاز الفني هو أكبر منه بالفئات السنية.
يرى البعض أن عمل الجهاز الفني في ساعات التدريب اليومية لا يتجاوز ساعتين تقريبا؟
هذا الأمر غير صحيح، حيث إن هنالك عملا قبل التدريب والتحضير له بالإضافة الى عمل ما بعد التدريب و إعداد التقارير، ولن أبالغ فإن الأمر احيانا يتطلب منك عملا 24 ساعة، فالتدريب هو فقط للتطبيق اما التحضير والإعداد يتطلب أكثر من ذلك بكثير.
هل حصلت على شهادات تدريبية؟ وهل هناك دعم من الاتحاد السعودي للمدربين الوطنيين؟
بالفعل حصلت على شهادات تدريبية كما حضرت بعض الدورات التدريبية التي يقيمها الاتحاد السعودي لكرة القدم وهم يشكرون على هذا الأمر، ولكن في الحقيقة الدعم محدود جدا، لا من الجانب المادي او الدعم لتطوير الكوادر الفنية، حيث نحتاج الى الكثير من العمل، اولا يجب ان يكون هنالك تكثيف للدورات التدريبية، وألا تكون الدورات محصورة فقط في مدينة الرياض حتى لا يكون عائقا للبعض في عدم الحضور، والرياضة السعودية تحتاج الى تطوير كوادرها الفنية و الإدارية من أجل أن تتطور رياضتنا، ومن أهم تلك الأمور أن يتم إنشاء رابطة للمدربين الوطنيين يكون كل تركيزها وعملها على المدرب الوطني وتلبية احتياجاته وتطويره، ليس كما هو الحال في الوضع الحالي من الاجتهادات الشخصية التي يقوم بها المدرب الوطني القدير محمد الخراشي والذي يبذل مجهودا كبيرا في العمل على تطوير المدرب الوطني.
وهل تجد الدعم من إدارة النادي من خلال عملك؟
الدعم الموجود كبير وكبير جدا، من قبل رئيس مجلس إدارة النادي سامي الملحم، حيث أعلن عن تكفّله بإلحاقي في أي دورة تدريبية أحددها وفي أي دولة وهو أمر غير مستغرب من «أبو راكان».
ماهو الهدف الذي تسعى الى تحقيقه؟ بالنسبة لي، أسعى في كل خطوة لي أن تكون أفضل وأن أطور نفسي أكثر، فالهدف الموجود حاليا هو أن أسعى أن أكون اليوم أفضل من أمس وغدا أفضل من اليوم، وبالحديث عن طموح أكيد، فكل رياضي يطمح الى خدمة بلده في المجال المتاح له والعمل في الأجهزة الفنية للمنتخبات السعودية بكل تأكيد هو حلم و طموح لي.
تم تكليفك في فترة تُعتبر من الفترات الصعبة بتاريخ هجر فما تعليقك؟
هذا صحيح، في الفترة الانتقالية التي حدثت بين الإدارة السابقة برئاسة المهندس عبدالرحمن النعيم والفترة الحالية والتي يترأسها سامي الملحم كانت هناك فترة انتقاليه صعبة، حيث مع استقالة الإدارة تم تسريح جميع العاملين في النادي، وبعد أن تواصل معي سامي القنيان عضو مجلس الإدارة السابق وطلب مني أن أقود الفريق لم أتردد في الموافقة حيث إن نادي هجر له أفضال كبيره على حياة عبدالله الجنوبي الرياضية، ومن الصعب ألا أتواجد في الوقوف معه، على أنها مغامرة كبيرة وفي حكم عملي مع فئة الشباب والأولمبي بالنادي، بالإضافة الى متابعتي للفريق الأول، ومعرفتي باللاعبين، فقد تواصل معي القنيان من أجل عمل التقارير عن اللاعبين المصنفين واختيار اللاعبين للفريق الأول، وبعد ان تم ترشيح مجلس الإدارة الحالي تم اختياري للعمل كمساعد مدرب، وأتقدم بالشكر الجزيل لسامي الملحم وبقية أعضاء مجلس الإدارة على ثقتهم بي.
هل هناك تعاون كبير بين المدرب والمساعد؟
أكيد، هناك تعاون كبير والمسمى الصحيح هو مدرب مساعد وليس كما يُذكر بأنه مساعد مدرب كما هنالك تصنيف للمدربين المساعدين، وأن تكون مدربا مساعدا هذا يعني أنك الشخص الثاني بعد المدير الفني، وهذه ثقة أعتز بها لمن وضعها في عبدالله الجنوبي وعمل الجهاز الفني كمنظومة عمل كاملة يشترك فيها جميع أفراد الجهاز الفني، وتكون هنالك مشاركة في الأراء والأمور التكتيكية والتدخلات الفنية ويبقى القرار الأخير بيد المدير الفني بكل تأكيد والذي هو المسؤول الأول عن القرارات، والحمد لله دوري كان متواجدا في جميع المراحل التدريبية، ومع السيد نيبو هنالك انسجام وتفاهم بيننا كبير، وهذا هو الأهم، وحتى في فترات عملي السابقة مع الكابتن حمد الخاتم والكابتن ناصيف البياوي، كانت الأدوار نفسها والعمل بنفس الصيغة والانسجام، والدليل أنه ما زالت علاقتي طيبة مع جميع من عملت معهم، وكنت حريصا على الاستفادة بقدر الإمكان مع كل من أعمل معه في الجهاز الفني.
ماذا يعني لك صعودك مع الفريق كلاعب أو أن تكون مع الجهاز الفني؟
في كلتا الحالتين هنالك فرح، ولكن بشكل مختلف، حققت الصعود في عام ١٤١٧هـ كلاعب في الفريق الأول وكان بالنسبة لنا كلاعبين إنجاز كبير، وهي فرحة شخصية للاعب بأن ينجح في تحقيق الصعود. اما في الصعود الأخير، الفرحة مختلفة حيث إن تحقيق الفوز والإنجاز وانت تعمل في منظومة بالجهاز الفني، فهذا نجاح تشاهده أمامك يتحقق من خلال مجهودك وعملك.
بعد انقضاء الدور الاول ما تقييمك لمستوى الفريق؟
وضع الفريق حاليا، يُعتبر جيدا حيث هنالك تطور في الأداء من مباراة الى أخرى، وحقق الفريق الأول المركز السابع ولكن ما زال أمامنا الكثير من العمل والآن هنالك فترة توقف لمدة ٤٥ يوما بإذن الله تكون كافية من أجل تطوير الفريق بشكل أفضل.
ما حظوظ هجر في الدور الثاني من الدوري؟
أولا، يجب علينا العمل بشكل أكبر، فالقادم بكل تأكيد سوف يكون أصعب، ومن يتحدث عن أن وضعية الفريق مطمئنة، عليه أن يعود الى الموسم الماضي، حين حلّ فريق الاتفاق بالمركز السادس في الدور الأول، لكنه هبط، ونحن يجب ألا تكون نظرتنا الى البقاء، بل هدفنا ان نحافظ على هوية الفريق وشخصيته ونسعى الى التقدم قليلا في سلم ترتيب الدوري او الحفاظ على مركزنا كأقل تقدير، مهمتنا كما ذكرت صعبة وتحتاج تكاتف الجميع.
هل تخشون من نقص الخبرة في مباريات الحسم بالدور الثاني؟ فريقنا لديه خلطة مميزة، صحيح هناك أسماء شابة نعتمد عليها بشكل كبير في الفريق، ولكن لدينا لاعبين ذوي خبرة أمثال محمد الراشد وخالد الرجيب ومصطفى ملائكة وحسين الشويش وخالد الدوسري وعلاء الشقران ونابي سوماه، فكل هذه الأسماء لها خبرة كبيرة وقادرة على حفظ التوازن للفريق.
البعض يصف تجربة هجر بالمغامرة مع اللاعبين الشباب؟
كما وضحت لك أن هنالك مزيجا مميزا بين لاعبي الخبرة والشباب وبالنسبة للمتواجدين من الأسماء الشابة حاليا امثال؛ فيصل الخراع وأحمد الناظري ورياض البراهيم وعبدالرحمن الحريب، صحيح أنهم أسماء شابة وهذا حضورهم الأول في الدوري الممتاز، الا ان الامكانيات الفنية التي يملكونها كبيرة ويحتاجون فقط الى اكتساب الخبرة والوقت وانا تواجدت معهم في فترة العمل في شباب النادي وفئة الأولمبي ولدي معرفة كبيرة بهم.
الأمر نفسه على صعيد إدارة النادي وجهاز الكرة فهي التجربة الأولى فما تعليقك؟
بكل أمانة رئيس مجلس إدارة النادي سامي الملحم يقدم عملا كبيرا يُشكر عليه هو وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز الإداري، متمثلة في المشرف العام على كرة القدم عبدالعزيز الملحم ومدير الكرة فؤاد المسلم والإداري عبدالله المحسن، فالبيئة الصحية الموجودة تساعد على نجاح العمل بأريحية وبإذن الله نتطلع الى تقديم كل ما يرضي طموحات محبي هذا الكيان.
كلمة أخيرة ؟
أحب أن أنتهز هذه المناسبة، في خالص الدعوات بالشفاء العاجل لرئيس مجلس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الشيخ سليمان الحماد وأن يمن الله عليه بالصحة والعافية، والشكر موصول لشريكنا في النجاح «الميدان الرياضي» على وقفته مع جميع أندية الشرقية بشكل عام ونادي هجر بشكل خاص.
عبدالله الجنوبي
أحمد عيد
فرحة هجراوية