أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف السبت الإبقاء خلال الاسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في المنطقة الباريسية، والتي رفعت الاربعاء الى اعلى مستوى، على ان يتم تعزيزها على اثر الهجمات التي وقعت في الايام الاخيرة.
وقال كازنوف في ختام اجتماع ازمة في قصر الاليزيه: "اننا معرضون لمخاطر على ضوء الوضع الحالي. ومن المهم بالتالي تعزيز الخطة التي رفعت في منطقة ايل-دو-فرانس، والتي حملت على اتخاذ تدابير خاصة في باقي انحاء البلاد، خلال الاسابيع المقبلة".
تظاهرة مليونية
على صعيد آخر، قال الوزير الفرنسي: انه تم "اتخاذ كل التدابير لضمان امن" التظاهرة المقررة اليوم الاحد في فرنسا، والتي سيتصدرها الرئيس فرنسوا هولاند وعدد من القادة الاجانب.
وقال كازنوف: انه "تم اتخاذ كل التدابير حتى تجري هذه التظاهرة في الخشوع والاحترام والامن"، مع توقع مشاركة اكثر من مليون شخص في التجمع الرامي الى التأكيد على الحرية والديمقراطية في مواجهة الارهاب.
وفي حين لا تزال ردود الفعل العالمية على الأحداث غير المسبوقة في باريس تتعاقب، وتلبية لدعوة الرئيس الفرنسي أعلن رئيسا الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإسباني ماريانو راخوي مشاركتهما في مسيرة "جمهورية" ستضم الأحد مئات آلاف الفرنسييين المصممين على إثبات وحدة البلاد.
وسيشارك في هذه المسيرة أيضا، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ورئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو، ورؤساء حكومات السويد والنرويج والبرتغال والدنمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا وفنلندا ولوكسمبورغ.
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تضامن بلاده بكل قوة مع فرنسا، مشيرا إلى "القيم العالمية" التي تربط بين البلدين مثل "الحرية".
من جهته، أعلن تنظيم القاعدة في اليمن عن تبنية الهجوم الذي استهدف مقر المجلة الفرنسية، وذلك رداً على رسومات مسيئة للإسلام.
وقال حارث النظاري، أحد قياديي التنظيم في كلمة صوتية بثتها قناة "الملاحم اليوتيوبية"، والمعروفة بأنها تابعة للتنظيم: "إن أعداء رسول الله من أبناء فرنسا كذبوا الرسول وآذوه، فأتاهم الله من حيث لا يعلمون"، مشيراً إلى الهجوم الذي نفذه الأخوان سعيد وشريف كواشي على مقر مجلة "شارلي إيبدو".
وأشاد النظاري بمنفذي الهجوم، وقال: إنهم جند لا يخشون الموت "ويعشقون الشهادة"، دون أن يسمي أحداً منهم.
كما حذر الفرنسيين بقوله: "أيها الفرنسيون، أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحيون في أمان.. وإن أبيتم إلا الحرب، فأبشروا، فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنين".
الصحافة متهمة
من جهة اخرى، قال الادعاء العام الفرنسي: إنه لم يكن من الصواب الإفصاح عن هوية الشقيقين شريف وسعيد كواشي المتهمين بتنفيذ الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأربعاء الماضي.
وحمل المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان الصحافة الفرنسية مسؤولية الكشف عن هوية الشقيقين كواشي.
ولفت إلى أنه تم توقيف 16 شخصا على خلفية الهجمات الثلاث التي شهدتها فرنسا في الأيام الماضية، من بينهم زوجة شريف كواشي، وأوضح أن البحث جار عن رفيقة أميدي كوليبالي الذي احتجز رهائن في متجر للأطعمة اليهودية في فانسان (شرقي العاصمة باريس)، قبل أن يقتل مساء الجمعة رفقة أربعة رهائن خلال تدخل الأمن الفرنسي.
وكشف المدعي العام عن استدعاء نحو مائة شخص للاستماع لأقوالهم حول الأحداث الثلاثة، وأشار إلى أن كوليبالي كان صديقاً مقربا للغاية من الشقيقين سعيد وشريف كواشي، وأوضح أن زوجة شريف هاتفت رفيقة كوليبالي أكثر من خمسمائة مرة أثناء الأحداث.
وقتلت شرطية فرنسية وأصيب زميل لها صباح الخميس في هجوم جنوبي باريس، بعد يوم من مقتل 12 في هجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو، بينهم ثمانية صحفيين وشرطيان اثنان.
وقتلت الشرطة الفرنسية الجمعة الشقيقين كواشي، المشتبه بتنفيذهما هجوم شارلي إيبدو، في عملية نفذتها على المبنى الذي كانا يتحصنان به في حي دان مارتين (شمال شرق باريس)، حيث كانا يحتجزان رهينة، كما قتلت أميدي كوليبالي الذي احتجز رهائن في متجر للأطعمة اليهودية.
ضحايا مجهولون
ولم يكن بين القتلى الذين سقطوا الاربعاء في الاعتداء على شارلي ايبدو فقط رسامو كاريكاتور وصحافيون مشهورون، بل مصحح جزائري الأصل حصل مؤخرا على الجنسية الفرنسية وطبيبة نفسية وشرطيان.
ويقول كل من عمل مع مصطفى أوراد (60 سنة): انه كان رجلا غزير العلم متواضعا ودمثا.
وقال عناصر من اسرة تحرير شارلي ايبدو: انه كان حاضرا في اجتماع التحرير حين وقوع المجزرة، لأنه كان يعد عددا خاصا للمجلة.
ومن بين الضحايا ايضا إيلزا كايات (54 سنة) الطبيبة والمحللة النفسية التي كانت منذ سنتين تشرف على زاوية في المجلة بعنوان "شارلي ديوان"، وتلقت تهديدا بالموت بعد صدور احد مقالاتها.
كذلك قتل شرطيان في الاعتداء بينهما احمد مرابط (40 سنة) الذي اصيب في اول الامر برصاص المهاجمين اثناء فرارهما نحو السيارة، قبل ان يجهز عليه احدهما بدم بارد، كما تبين من شريط فيديو انتشر في العالم اجمع. وعبر كثيرون عن تعاطفهم وتكريمهم للشرطي المسلم خلال التظاهرات التي نظمت في كافة انحاء فرنسا تكريما للضحايا.