بعد يوم من وصفها الإسلام بأنه جزء من ألمانيا قالت المستشارة أنجيلا ميركل : إن حكومتها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لمكافحة التعصب والتمييز . ووصفت استبعاد جماعات معينة من المجتمع بأنه " يستحق الشجب انسانيا"، وقالت في مؤتمر في برلين تزامن مع مظاهرات حاشدة مناهضة للعنصرية وترفض معاداة الإسلام، أمس : إن "ما نحتاج الى عمله الآن هو استخدام كل الوسائل المتاحة لنا لمحاربة عدم التسامح والعنف" . وتأتي تصريحات مستشارة ألمانيا والتظاهرات المناهضة لمعاداة المسلمين ردا على تظاهرات مناهضة لهم شهدتها مدينة دريسدن شرقي البلاد أمس الأول تطالب بفرض قيود أكثر صرامة على الهجرة ووضع نهاية لتعدد الثقافات . وستواجه ألمانيا - التي بها واحد من أقل معدلات المواليد في أوروبا - أزمة ديموغرافية خلال العقد المقبل وتشجع حكومة ميركل الهجرة لمعالجة ذلك.
في مسيرة الأمس المضادة، المندة بمعاداة الإسلام "الإسلاموفوبيا" التي شارك فيها يواكيم غوك رئيس الجمهورية الألمانية الاتحادية بنفسه قال : "نحن جميعا ألمانيا"، داعيا الى الوحدة في مواجهة العنصرية، وأضاف خلال المسيرة التي جرت عند بوابة براندبورغ في برلين : "نحن جميعا ألمانيا، نحن ديموقراطيون بخلفياتنا السياسية والثقافية والدينية المختلفة، نحترم ونحتاج بعضنا البعض".
وقالت المستشارة ميركل : إن "استبعاد مجموعات من الاشخاص بسبب الدين مسألة لا تليق بالدولة الحرة التي نعيش فيها، هذا أمر لا يتماشى مع قيمنا الأساسية، وأمر يستحق الشجب انسانيا" .
وأضافت : "رهاب الأجانب والعنصرية والتطرف لا مكان لها هنا، إننا نحارب لضمان ألا يكون لها مكان في أي مكان آخر أيضا ".
وقام المسؤولون في المنظمات المسلمة في ألمانيا - التي دعت الى المسيرات المضادة للعنصرية - بوضع باقة من الزهور البيضاء أمام مقر السفارة الفرنسية قرب بوابة براندبورغ كتب عليها : "الارهاب لا يحدث باسمنا".
وقال رئيس المجلس المركزي لمسلمي المانيا أيمن مازياك في كلمة قصيرة : "إن الارهابيين لم يربحوا ولن يربحوا " قبل ان يطلب الوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا مجزرة صحيفة شارلي هيبدو الفرنسية .
ويعيش في المانيا 81 مليون شخص بينهم نحو أربعة ملايين مسلم، وفي عام 2013 استقبلت ألمانيا 437000 شخص معظمهم من شرق أوروبا وهو أعلى مستوى في 20 عاما .
كما رحبت بما يقرب من 200000 طالب لجوء في العام الماضي كثيرون منهم من سوريا التي تمزقها الحرب، ويعيش نحو أربعة ملايين مسلم في المانيا معظمهم من أصل تركي.
كما أشادت المستشارة انجيلا ميركل بمبادرة المسلمين في بلادها لتنظيم مسيرة تضامن مع ضحايا الإرهاب، ونقل مشاركون في جلسة للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الحاكم، عن المستشارة قولها خلال الجلسة أمس : إنه لإشارة مهمة للغاية أن تنطلق الدعوة لهذه المسيرة في برلين من المسلمين .
وأضافت ميركل : من الضروري أن ينأى المسلمون بأنفسهم عن هذه الهجمات، مع التأكيد على أن هذه الجرائم لم تقع باسم الإسلام .