هل سنبقى لنرى بأعيننا قطاراً خليجياً؟ هل سنستقله ذات يوم؟ ما زلنا «نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً»، ولكنها سلطنة عمان قد أحيت فينا أملا كدنا نفقده، فهي تبدو أكثر المتحمسين لمشروع «القطار الخليجي»، الذي يعد من أكبر مشاريع التكامل الخليجي وأكثرها جدوى، ليس قطار وسكة حديد ومترو وحسب بل إنه أكثر من ذلك.
قبل أيام نظمت سلطنة عمان مؤتمر «توطين صناعة السكك الحديدية والمترو بدول المجلس»، كشف خلاله نائب رئيس لجنة النقل في غرفة تجارة وصناعة مسقط، عن تأسيس مدن لوجستية «سيتم إنشاؤها خلال هذه الفترة في كل دولة خليجية، حيث ستكون محطات للركاب والبضائع ومدن تخزين وشحن، وقد تتجاوز ست مدن خليجية، وسيتم الإعلان عن أول منطقة لوجستية خلال شهر وستتقدم الشركات بعطاءاتها، ويتوقع أن يكون منتصف 2015 موعداً للبدء في إنشاء مدن لوجستية ضخمة تنتهي جزئيا في 2020» بحسب ما نُقل عنه، فإن تم ذلك فإننا سنؤسس قطاعا مستجدا وحيويا في سوقنا الصغيرة.
وتلك البنى التحتية واللوجستية لمشروع بضخامة «القطار الخليجي»، ستؤتي أكلها لا ريب، فمن المتوقع أن تعزز دور القطاع الخاص في المنطقة، وتستقطب الكثير من المشاريع الاستثمارية الهامة، كما سيخلق المشروع آلاف الوظائف، ويجني ملايين الدولارات، وسينشط التجارة البينية، فدور قطارات نقل البضائع التي تصل سرعتها إلى 120 كم في الساعة ستوفر الكثير من الجهد والمال على التجار الخليجيين، وقد يساهم كذلك في خفض أسعار الكثير من المنتوجات التي تكلف شحنها عبر الموانئ أو المطارات نسبة على سعرها الأساسي.
كما أن هذا المشروع سيعالج العديد من الأزمات، التي لم يوجد لها حلول إلى الآن، كأزمة الازدحام على جسر الملك فهد، المعبر البري الوحيد الذي يصل دول المجلس ببعضها، وسيخفف كذلك من ازدحام الشوارع والطرق، وستعمر من أجله مدن قد تكون مهملة، وكذلك سيكون سبباً في تنشيط ودعم السياحة الخليجية البينية، فقد يكون هو بحد ذاته وسيلة سياحية إذا ما تم الاستثمار فيه، فتنطلق من خلاله مشاريع استثمارية عديدة، توجد قطاعا حيويا يساهم في تنمية الاقتصاد الخليجي.
ويبلغ طول القطار الخليجي، الذي من المفترض أن ينطلق من الأراضي الكويتية وينتهي عند الحدود العمانية اليمنية نحو 2117 كيلو مترا مربعا، إذ تبلغ سكك الحديد على الأراضي السعودية 663 كيلو متراً، والإماراتية 684 كم، والعمانية 306 كم، والقطرية 283 كم، والكويتية 145كم، وعلى الأراضي البحرينية 36 كم.
ويكلف قرابة 15.400 مليار دولار، وتبلغ سرعة القطار الذي سيعتمد على الديزل بدلاً من الكهرباء، نحو 200 كيلو متر في الساعة، ومن المتوقع أن ينتهى منه مع بداية أو نهاية العام 2017، فلا تزال بعض الدول لم تنته من دراستها للمشروع بعد، لنعرف متى سيُشغل هذا المشروع.