الأمن الفكري جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني، وهو معزز لمفاهيمه الصحيحة المتوافقة مع كتاب الله وسنة الرسول «صلى الله عليه وسلم»، فالوطن هو المظلة التي تظل جميع أطراف المجتمع، وبالتأكيد جميع من يقطن على هذه الأرض المباركة يساعد في بناء التعايش والترابط المجتمعي؛ لأن عجلة التطور والتنمية تتطور بتكاتف الجميع.
ولتفعيل دور الإعلام عقدت صحيفة «اليوم» ندوة «الأمن الفكري ودوره في التصدي للتطرف الديني»، مع مجموعة من المشايخ والمثقفين، والقانونيين.
الإسلام دين الوسطية
تحدث الدكتور أحمد بن حمد البوعلي « إمام وخطيب جمعة»، عن أن دين الإسلام هو دين الوسط، ومعنى دين الوسط أي أنه لا تعصب ولا شطط، وما يدل على ذلك قوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أُمَّةً وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا». والمقصود بالوسطية ليس الوقوف بين الأمرين فقط، بل اختيار الأمر الأفضل والأنسب الذي هو أقرب إلى كتاب الله، وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، وهذه الأمة هي أمة الوسط فلا غلو فيها ولا جفوة، وهناك وضوح في منهجها الوسطي.
الدالوة جرم عظيم
وجرم الدكتور البوعلي ما حدث في قرية «الدالوة»، وأنه لا يجوز الاعتداء على الآمنين والمستأمنين، بوصفه «لله الحمد نحن أبناء بلد واحد، والقيادة الرشيدة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم»، وينبغي على الجميع أن ينطوي تحت هذا الإطار» .
وأضاف الدكتور يوسف بن عبداللطيف الجبر «رئيس لجنة المحامين بغرفة الأحساء»: إن جريمة الدالوة هي جريمة غير مسبوقة في هذا البلد المبارك، وان الآباء والأجداد حافظوا على تاريخ الأحساء الحضاري الممتد والنظيف من هذه الحوادث التي تتسم بالطائفية النتنة، وهذا طبعاً لأن مستوى الالتزام بالقيم والأخلاق والمواطنة واحترام حقوق الجار راسخ في أذهان الأحسائيين، وهذه الحادثة بالتأكيد كانت مؤلمة لجميع أبناء هذا الوطن، وخصوصاً أهل الأحساء، وما دل على ذلك هو تكاتف الجميع ومواساتهم لذوي المغدورين.
وبين الدكتور «الجبر» أن السبب في مثل هذه الجرائم هو التطرّف الديني والجهل بمفاهيم الدين الإسلامي والبعد عن العلماء، فيجب على الجميع أن يأخذ العلم من العلماء الربانيين الكبار، مثل هيئة كبار العلماء «حفظهم الله وسدد خطاهم»، وكما قال تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كُنتُم لا تعلمون».
ومفهوم التشدد قد يكون لأجل سببين هما: «سوء فهم للدين أو لأجل مصلحة يريدون تحقيقها»، وكما قال المفكر السوري الدكتور مصطفى السباعي: «مصيبة هذا الدين في فئتيه، فئة أساءت فهمه، وفئة أتقنت استغلاله». فقد يجنح بعض الشباب لقراءة النصوص الشرعية بفهم خاطئ، ليس كما ورد في كتب المفسرين والعلماء الراسخين في العلم، فيؤدي ذلك إلى تطبيقه بشكل خاطئ، من إيذاء للآخرين، ونشر الفتنة، وتشويه صورة الإسلام؛ وهناك قسم آخر يستغل هذا الدين لأجل مصالح وكسب أنصار أو مقابل مادي لفرق معادية للدولة.
فكون جماعة شاذة استغلت هذا الدين استغلالاً خاطئاً، وخرجت منها تصرفات شاذة خارجة عن تعاليم ديننا الإسلامي، هذا الأمر طبيعي ويحدث في الكثير من المجتمعات فلكل قاعدة شواذ.
وكل من يهمش في طفولته وفي مراهقته ويشعر أنه لم يعش طفولة بريئة وسليمة، ولم يخالط المجتمع بصورة صحيحة هو معرض لهذا الشذوذ الفكري المؤدي إلى التطرف، ومثل هؤلاء الشباب يتم اقتناصهم وتغذيتهم بالفكر التكفيري ومن ثم الزج بهم في بؤر الصراع. ملحمة وطنية
وتحدث حجّي بن طاهر النجيدي «مدير مركز التنمية الأُسَرية بمدينة العمران وما حولها» عن لقائه مع الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية، اثناء زيارته لـ»الدالوة» وقال له: «من هذا المكان أراد الجناة إثارة الفتنة العمياء، ولكن بحكمة ولاة الأمر ووعي وإدراك المواطنين ومجتمع الأحساء، حولها إلى ملحمة وطنية وانطلاقة لمفهوم وطني مليء بالتعايش والترابط المجتمعي بين جميع أطياف المجتمع».
وأضاف: إن هذا الحدث بين مدى تكاتف المجتمع وكسر العديد من الحواجز، وهذا ليس غريبا على أهالي الأحساء.
وكما يذكر علماء الجريمة أنها لا تتحقق إلا بوجود الرغبة وإتاحة الفرصة، فحينما يتحقق وجود الرغبة لدى أي جان، ولا توجد هناك فرصة، لا يمكن أن تتحقق هذه الجريمة، وبالتالي يتوجب علينا كأحسائيين أن نقطع أي فرصة للجريمة، لتصبح الجريمة عرجاء ولا يتحقق مبتغاها.
وأضاف «النجيدي»: إن الأحساء قديماً كانت معروفة بالتعايش بين جميع المذاهب والطوائف، حيث يتبادلون التجارة والزيارات، ولكن الفجوة بين الجيل السابق والحالي هي سبب لحدوث الجفوة بين بعض أطراف المجتمع، وخصوصاً من الشباب، فيجب علينا أن نعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي على مستوى الفرد والمجتمع.
والأحساء تبنت موضوعاً عقدياً نباهي فيه العالم الإسلامي وهو عندما تطاول ياسر الحبيب على أم المؤمنين عائشة «رضي الله عنها» زوجة الرسول «صلى الله عليه وسلم»، حيث أدان 100 مرجع ومثقف شيعي هذا التصرف الشنيع، وهذا الأمر ليس فقط كوننا أخوة مسلمين وتحت مظلة الوطن، بل لتأكيد هذه اللحمة وقطع ايادي الفتنة داخل وخارج البلاد. التطرّف دخيل على المجتمع
تحدث الشيخ سعيد بن جاسم الحول «خطيب جمعة ومشرف تربوي» عن أن التطرّف الفكري دخيل على مجتمعاتنا، ويعود لبعض المنظمات الخارجية التي تحرض الشباب على الوطن والمواطنين، وبسبب سهولة الوصول إلى الإنترنت وتعدد المواقع الاجتماعية وتنوع مصادر المعلومات.
أما من جانب الشباب المتطرف، فهم أساؤوا فهم النصوص الشرعية وفسروها بغير ما فسرها سلف هذه الأمة، مع أن الشرع يحرم القتل ويدل على ذلك قوله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما». الخطيب هو المعلم الأول
أكد الشيخ سعيد الحول أن مسؤولية توعية المجتمع تقع على عاتق الخطباء؛ لأن خطبة الجمعة إلزامية على المسلمين بعكس الوسائل الأخرى التي تقتصر على المتخصصين أو المهتمين، فالخطيب هو أفضل من يقوم بهذا الدور، وبفضل الله جميع خطباء المملكة يقومون بهذا الدور على أكمل وجه.
ونشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على جهودهم القيّمة في توعية الخطباء.
والدولة تعتمد على خطباء المساجد في توعية الناس في العديد من الأمور والقضايا التي تهم شؤون البلاد والعباد، على سبيل المثال عندما ينتشر مرض جديد أو وباء - لا قدر الله - فإن وزارة الصحة تخاطب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتذكير الخطباء بالتوعية بالمرض.
ووافق في حديثه الشيخ أحمد البوعلي في أن تعاليم خطبة الجمعة تحتوي على ضوابط تجعل انتباه المسلم تجاه الخطيب، فلا يجوز له مَس الحصى او التحدث اثناء الخطبة، ولكن نحن نحتاج إلى أن نطور الخطباء بحيث يكونوا أكثر تأثيرا في المجتمعات. وفي السنة ٤٨ خطبة تقريباً، وبالتأكيد سيكون خيرا موجها للمجتمع المسلم. الأحساء أنموذجاً عالمياً
تحدث الدكتور»البوعلي» عن نماذج التعايش الموجودة في العديد من البلدان مثل أمريكا وبريطانيا وجنوب افريقيا، ولكن النموذج الحقيقي موجود في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في الأحساء، وهو نموذج عالمي، فيجب على الأحسائيين أن يصدروا هذا الأنموذج إلى العالم كافة، لأنه انموذج قائم على جانبين نظري وتطبيقي، فالجانب الشرعي النظري واضح وبيّن أمام الناس، والجانب التطبيقي هو تعايش الناس منذ آلاف السنين مع الاحتفاظ بخصوصياتهم، والأصل في المجتمع بفضل الله هو التعايش.
وبعض الشباب المغرر بهم يظهرون بمظهر التدين، ويفتنون الشباب ويتحدثون باسم الدين، ولذلك يجب التأكيد على أن اهم سببين لقبول العمل هما النية الصالحة وموافقة هذا العمل لما جاء في كتاب الله «عز وجل» وسنة نبيه «صلى الله عليه وسلم».
فقد يكون الإنسان نيته طَيِّبة ولكنه يقوم بأعمال بالتفجير أو القتل، والعكس ايضا فقد يكون الإنسان نيته خبيثة ولكنه يقوم بأعمال جيدة وهذا خطأ، والواجب علينا كمسلمين ان نتعامل بالظاهر ونحسن النية تجاه الجميع.
ولكن الذي يضر بالناس مهما كان شكله او صنفه ومهما كانت طريقته، فلا شك أن الإضرار بالخلق جريمة لا يقبلها أحد، ولذلك النبي «صلى الله عليه وسلم» يُبين أنه لو تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل امرئ مسلم، فكيف بمن يقتل العشرات من الآمنين. دور المؤسسات الاجتماعية
من جهته، أكد النجيدي أن المسؤولية تقع في البداية على المؤسسات الاجتماعية لتوعية النشء، خصوصا لمن هم دون العشرين؛ لأن هذه المرحلة حساسة، ويمكن استغلالها لأمور كثيرة، لذلك من الواجب غرس المفاهيم الفكرية الصحيحة ابتداء من هذه المرحلة قبل أن نتركهم يصارعون في سوق التطرف والانحراف، لأن مرحلة النضج أي ما بعد الخامسة والعشرين من الصعب أن يتم تغيير القناعات الفكرية. الإعلام.. المساعد الأول
بين الشيخ سعيد الحول أن الإعلام له دور مهم ورئيسي في توعية المجتمع بشكل عام، والشباب بشكل خاص، لأن أغلب الشباب المنحرف يضعون الإعلام، كأول أسباب الانحراف، فمن الأولى علينا جميعا أن ننتج البرامج الدينية المعتدلة التي تدعو إلى الفكر الإسلامي الصحيح الوسطي، والابتعاد كل البعد عن القنوات التي تدعو الى التطرف والانحراف لأنها رأس الفتنة، والفتنة أشد من القتل. المعلم وتوعية الطلاب
وثمن الشيخ الحول دور المعلمين وخصوصا معلمي المواد الدينية، وتحدث عن دوره كمشرف تربوي في توعية المعلمين وتوجيههم بالطرق التربوية الصحيحة، لغرس المفاهيم الوطنية والتعايش لدى الطلبة، ويقول: «ولله الحمد ان المعلمين يحملون هذه المسؤولية على عاتقهم ويؤدونها على أكمل وجه، بل البعض منهم مبدعون ويبتكرون الأساليب التعليمية المحببة لشد انتباه الطلبة». لجان لتعزيز الأمن الفكري
وتحدث الدكتور البوعلي عن أهمية وجود لجان لتعزيز الأمن الفكري، ليس فقط لوجود انحرافات فكرية داخل المجتمع، بل على العكس، لأن الخير يغل الشر، على سبيل المثال الدفعة الأخيرة من المتفوقين في منطقة تبوك سميت بالدالوة، وهذا يبين مدى قوة ترابط الشعب في جميع أطراف المملكة مع بعضه مسؤولين وطلاباً، فالحمد لله الخير يغلب على الجميع، ولكن يتبقى دور هذه اللجان الرئيسي لتعزيز هذه القيم الوطنية في نفوس الشباب. برامج توعوية لأولياء الأمور وبين الدكتور «البوعلي» الدور المهم لأولياء الأمور لتوجيه أبنائهم إلى الطريق الصحيح، ولكي يقوموا بهذا الدور يجب ايضا توعية الآباء وتوجيههم عبر البرامج والأنشطة المجتمعية لتثقيفهم بالطرق المناسبة لجميع الفئات العمرية من الطفولة إلى سن المراهقة والشباب. تجديد الخطاب الديني
أكد الدكتور الجبر أن الأصول الدينية ولله الحمد لا خلاف فيها، والدين بلا شك كامل والدليل قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، ولكن لغة الخطاب يجب أن تتجدد بما يتناسب مع لغة العصر وخصوصا الخطاب الموجه للشباب؛ لأن الشباب معروف عنهم حب التجديد والتحديث، وينجذبون للطرق العصرية، واللغة المتجددة، فينبغي أن نهتم بعدة أمور مثل اللغة العربية لأنها ركيزة أساسية في تحسين جودة الخطاب وتحديثه، بالإضافة إلى اختيار المفردات المناسبة.
أيضا يجب اعطاء دورات في فن الخطابة للمعلمين والمشرفين التربويين لكي يتناسب الخطاب مع الأسلوب بشكل متناسق وجذاب لجميع الشباب.
وأيضا علم تطوير الذات لما له من أهمية في تطوير أساليب التأثير والإقناع، بالإضافة إلى علم الفلسفة، لما له من أساليب جذابة ومقنعة ومحببة لدى الشباب، كما يجب تفعيل دور الحوار الإيجابي المتزن والمثري، وكما قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». فالله سبحانه وتعالى يوصينا باختيار احسن الطرق بالمجادلة والحوار، مما يترتب على ذلك الخروج بحلول مجدية ومفاهيم حديثة توافق العصر.
والنجاح المنشود في كل ما سبق يقوم على الحيوية، يقول نيتشون: «لا يمكن أن تنجح أمور ما لم يكن وراءها نفوس تضج بالحيوية»، فالحيوية في النفوس هي سر خلق النجاح في أي عمل.
فيجب على الخطباء والمعلمين والمثقفين أن يكون لديهم نفس أطول واستعداد جيد لأي معلومة يريدون غرسها في الشباب لتدوم في أذهانهم ولا تذهب مع الريح. الأمن المادي.. ضرورة
تحدث الدكتور الجبر عن أهمية الأمن المادي للشباب من خلال توفير الوظائف التي تكفل لهم العيش لتأمينهم ماديا، لأن البطالة آفة تأكل المجتمع ويجب تأمين الشباب من هذه الناحية لأن الاختلال المادي طريق للدخول إلى الشباب من الفئة الضالة، واغلب الجرائم تعود إلى استغلال أصحاب الظروف الخاصة مع الأسف. ندوة دولية عن التعايش ودعا حجي النجيدي إلى إقامة ندوة دولية لعرض التجارب العالمية للتعايش، بالإضافة إلى عرض النموذج الأحسائي العريق الذي امتد لعقود عديدة، لنبين للعالم أننا نمتلك نماذج تستحق الإِشادة وتسليط الضوء عليها، فعندما نتحدث عن التعايش يتبادر إلى الذهن النموذج الأحسائي الجميل. مجالس الأسر
وأضاف النجيدي: إن مجالس الأسر يجب أن تقوم بدورها في تعزيز مفهوم التعايش بين أبنائها، فالزيارات المتكررة في المناسبات هي خير طريق لتحقيق مفهوم التعايش وتقوية الروابط الاجتماعية، مما يعزز التربية الوطنية لدى الشباب. تهذيب الشباب وحذر «النجيدي» من تهميش رغبات الشباب؛ لأن رغباتهم جامحة لا يمكن توقيفها، ولكنها تحتاج إلى التوجيه والإرشاد، وهذا هو دور الموجهين والمعلمين وأولياء الأمور للنهوض بالفكر الشبابي، ولا يمكن منع الشباب من وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تحتوي على الجانبين الإيجابي والسلبي، ولكن من الواجب على أولياء الأمور توجيههم إلى الفكر الصحيح المعتدل. تحذير الشباب وبين الدكتور الجبر أهمية تحذير الشباب من خلال عرض النهايات المأساوية للشباب المغرر بهم وتوعيتهم من خلال هذه القصص، على سبيل المثال صناعة أفلام وثائقية تعرض على القنوات المتابعة لمن يقضي سنوات عديدة بالسجون، ويفتقد الوطن لطاقاته وإنتاجه، وهذا يسمى بـ»التربية بالقانون». التوصيات النهائية أكد الدكتور «البوعلي» أهمية مفهوم الوسطية، وأنها تقوم على العدل، ويجب أن نظهر هذا المفهوم من خلال منهجنا المتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، ونحتكم إليهما في جميع أمورنا المعيشية.
ويجب ان يتشارك في تعزيز هذا المفهوم التعليم العام والتعليم الجامعي والمؤسسات الاجتماعية والحكومية وخطباء المساجد، بالإضافة إلى دور الإعلام الجوهري في تحقيق هذه الأمور.
وأيضا الشباب يحتاجون إلى البرامج النوعية التي تفرغ طاقاتهم وضبط مراهقتهم وتوجيهها إلى الطريق السليم.
والخطباء مجهودهم يذكر فيشكر، ولكنهم بشر يصيبون ويخطئون، ويحتاجون الى التطوير اكثر واكثر، لتوصيل الرسالة لجميع فئات المجتمع.
ولا يقبل أي مساومة على الوطن وعلى ولي الأمر؛ لأن ولي أمرنا «حفظه الله» له في أعناقنا بيعة، وهذا ما ندين لله به.
وبين الدكتور «الجبر» أن مواجهة التطرّف والإرهاب يجب أن تكون بشكل عملي وواقعية بعيدا عن التنظير فقط، ويجب أن يؤمن الجميع أن الأساليب يجب أن تتطور لتواكب العصر وتجذب الشباب، ونفور الشباب في الوقت الحالي سببه اللغة التي لا تناسب الفكر والعصر الحالي.
ويجب الاهتمام وتحقيق المساواة وتوزيع الفرص والمشاركة لجميع الشباب بدون استثناء، ولا ينبغي الاهتمام فقط بالموهوبين.
ولتحقيق التعايش يجب التركيز على عدة أمور من أهمها إحسان الظن بالجميع والعفو عند المقدرة، وأيضا الحكمة لضبط السلوكيات وردود الأفعال.
وركز الأستاذ «النجيدي» على تعزيز وتوضيح المفاهيم التي تؤدي دور التلاحم بين جميع مكونات المجتمع، واقامة البرامج والندوات المشتركة من الجميع لسلك التوجه الفكري المحقق للتعايش. والمسؤولية تقع على الجميع في هذا الشأن لأن الوطن للجميع.
ويجب على الجميع توسيع دائرة الاتفاق والتركيز عليها، وتعزيز مفاهيمها ونشرها عبر جميع قنوات النشر، وعلى العكس تضييق دائرة الاختلاف وعدم اعطائها مساحة كبيرة من الحديث، وكل هذا لشغل الرأي العام بالأمور المثرية والمفيدة لجميع مكونات المجتمع.
ووجه الشيخ «الحول « كلمة لطلبة العلم بالالتفاف حول العلماء الربانيين وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء «حفظهم الله تعالى»، وأيضا فهم النصوص الشرعية بالطريقة الصحيحة كما فهمها السلف الصالح.
أيضا الإمام والخطيب لهما دور مهم وجوهري في اختيار الكلمات الرنانة والمؤثرة في النفوس.
ويجب أن يعد للخطبة بشكل جيد؛ لكي ترسخ الخطبة في الأذهان ولا تكون عابرة فقط.
محافظ الأحساء يعود احد مصابي الدالوة
تجهيز قبور ضحايا حادث الدالوة
المدخل الذي وقع فيه حادث إطلاق النار بالدالوة