قال شهود عيان، أمس الأربعاء: إن مقاتلين مسلحين من الحوثيين انتشروا خارج مقر إقامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يتولى حراسته في العادة ضباط من الحرس الجمهوري. وأضاف الشهود، أن مواقع الحرس خالية ولا توجد أي علامة تدل على وجود الحرس الجمهوري في المجمع الذي شهد اشتباكات بين جماعة عبد الملك الحوثي والحرس الجمهوري، أول أمس الثلاثاء، فيما كانت هناك مركبة مدرعة في موقع انتشار الحوثيين. كما دخل المسلحون قصر الرئاسة اليمنية مما صعد مخاطر الحملة العسكرية العنيفة التي يهدف الحوثيون من خلالها للحصول على مزيد من السلطة السياسية مما يضعف سلطة الدولة ويشيع الفوضى في البلاد. وبعد ساعات على استعراض القوة الذي نفذه مقاتلوه نبّه الحوثي في خطاب بثه التلفزيون مباشرة إلى ضرورة تطبيق اتفاق لتقاسم السلطة أبرم بعد أن سيطر رجاله على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي. وقال الحوثي: "هذا التحرك جاد ونحن مصرون وعازمون ولن نتردد أبداً على أن نفرض أي إجراءات ضرورية لتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة." ويتمسك الحوثي بالاتفاق لأنه يمنح جماعته حق المشاركة في جميع الأجهزة العسكرية والمدنية في الدولة. ويختلف هادي مع الحوثيين على مسودة دستور لإنهاء صراع استمر عقوداً انحسر خلاله النمو.
أسلحة من إيران وقال مسؤولون أمريكيون في واشنطن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم: إنهم ليسوا واثقين من وضع هادي حالياً وعما إذا كان موجوداً في أي من المباني التي تعرضت لهجوم الحوثيين. وأشاروا إلى أن المعلومات الأخيرة التي تلقوها من صنعاء هو أن المسلحين الحوثيين يحاصرون المنزل الخاص لهادي وأنهم يسيطرون أو باتوا قريبين من السيطرة على مقر الرئاسة. وقال المسؤولون الأمريكيون: إن إيران تدعم الحوثيين سياسياً ومالياً، وإن عدداً من الحكومات الغربية تتبعت شحنات أسلحة أرسلت من إيران إلى الحوثيين. وتشعر واشنطن بالقلق من الاضطرابات في اليمن لعدة أسباب، منها اعتمادها على الحكومة اليمنية لمساعدتها في عمليات مكافحة إرهاب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات السابع من يناير/ كانون الثاني في باريس. وأدى ظهور الحوثيين كأقوى قوة في اليمن في سبتمبر إلى قيام تحالفات سريعة وزيادة التوتر في المشهد السياسي اليمني كما أثار مخاوف من تعميق حالة عدم الاستقرار في بلد فيه واحد من أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.
مجلس الأمن يندد وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مشاورات مغلقة حول "تدهور الوضع في اليمن" بناء على طلب من بريطانيا. وندد أعضاء المجلس الـ 15 في بيان صحفي بـ "اللجوء إلى العنف في الأيام القلائل الماضية"، مطالبين الأطراف كافة في اليمن بالالتزام بعمليات الحوار والتشاور. وشدد المجلس على ضرورة وقوف جميع الأحزاب والأطراف السياسية في اليمن مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه والحكومة اليمنية، للحفاظ على البلاد في مسار الاستقرار. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع في اليمن، بحسب بيان صدر عن مكتبه. ودعا بان مختلف الأطراف اليمنية إلى وقف الأعمال العدائية كافة على الفور وممارسة أقصى قدر من ضبط النفس واتخاذ الخطوات الضرورية لإعادة السلطة الكاملة إلى مؤسسات الحكومة الشرعية. موقف الاتحاد الأوروبي دعا الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء فوري للصراع في اليمن. وعدّت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني في بيان نشره مكتبها في بروكسل، أن القتال الدائر في صنعاء يهدف بوضوح إلى عرقلة التحول الديمقراطي في اليمن في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ابن عمر يرفض العنف على الصعيد السياسي، قال المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر: " إن العنف من أجل تحقيق مآرب سياسية أمر غير مقبول", وأوضح في ملاحظات قدمها لمجلس الأمن خلال جلسته الطارئة، أمس الأول الثلاثاء، لمناقشة تدهور الأوضاع في اليمن. وقال بن عمر: لقد أطلعت مجلس الأمن على التطورات الخطيرة التي يعيشها اليمن منذ الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، وأخبرت المجلس أن لا حل للأزمة الحالية في اليمن إلا الحل السلمي. وأضاف: أخبرت المجلس بأننا في حاجة ماسة للتنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وباقي المهام المدرجة تحت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. إن كل الخلافات على غرار تلك المتعلقة بمسودة الدستور، وتحديد عدد الأقاليم في إطار الدولة الفيدرالية الجديدة، واللائحة الداخلية للهيئة الوطنية، يجب أن تحل سلميا بواسطة الحوار، و أن اللجوء إلى العنف من أجل تحقيق مآرب سياسية أمر غير مقبول. وتابع قائلاً: كما أحطت المجلس علماً بأنني على اتصال وثيق بالدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، التي تشعر ببالغ القلق إزاء التطورات الأخيرة، وذلك من أجل تنسيق الجهود التي يبذلها جميعنا. وفي هذا الإطار، التقيت مؤخراً بمسؤولين كبار في الرياض، وأبو ظبي والدوحة.
السقاف تصفه بالانقلاب وقالت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف: إن الاشتباكات في مقر إقامة الرئيس هي محاولة للإطاحة بنظام الحكم. وجاء الهجوم بعد يوم من أعنف المعارك في العاصمة صنعاء منذ سنوات، حيث خاض حراس موالون لهادي معارك بالمدفعية بالقرب من القصر الرئاسي مع الحوثيين الذين يختلفون مع الرئيس بشأن قضايا سياسية ودستورية. وقالت الوزيرة في تغريدة: "الرئيس اليمني يتعرض للهجوم من قبل ميليشيات مسلحة تود الإطاحة بالحكم."