عبر عدد من مبتعثات ومبتعثي الولايات المتحدة الأمريكية عن حزنهم الشديد بعد تلقيهم خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - معتبرين أنهم برحيله فقدوا قائد نهضة الشباب العلمية، حيث انه جعل الاهتمام بالعلم من خلال انتشار عدد من الجامعات في كافة مناطق ومدن المملكة وإتاحة الفرصة لأبناء وبنات الوطن بالدراسة بالخارج. معلنين في الوقت نفسه مبايعتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله.
ورغم مرور السنين إلا أن منهم من لا ينسى زيارته التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وتخصيص جزء من تلك الزيارة للالتقاء بابنائه المبتعثين وبناته المبتعثات وفرحته بهم التي كانت أكبر من فرحتهم به.
وقال رئيس منظمة «سعوديون في هيوستن» المبتعث عبدالرحمن عطا الله : "وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، كانت صدمة كبيرة لنا كسعوديين ومبتعثين تحديداً، وأجواء الحزن سادت الطلاب والطالبات. فالملك عبدالله - رحمه الله - ليس رجلا عاديا، بل هو مؤسس هذا البرنامج الذي يتكلف بنا منذ مغادرتنا المملكة حتى العودة إليها بأفضل الشهادات والخبرات. الملك عبدالله كان رجلا ملهما لنا كطلاب وطالبات وأهم داعم لنا في غربتنا فكلماته وعفويته تبث الطاقة فينا للعمل بجد واجتهاد لتحقيق حلمه الذي طالما تحدث عنه ودعمه وهو برنامجه - رحمه الله - للابتعاث الخارجي.
وأضاف : "الجميع هنا في استغراب شديد من شدة حزننا وحبنا لهذا الرجل الذي يدل على أنه رجل غير عادي ابدا، بل قائد مسيرة سنكملها - بإذن الله - ونهديها إليه.
وأوضح رئيس منظمة «سعوديون في هيوستن» أن المنظمة ستقيم صلاة الغائب على الفقيد - يرحمه الله - في جميع المراكز الإسلامية والمساجد في هيوستن، وأن المنظمة ستقوم بتنظيم العديد من الأعمال التعريفية بانجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لخدمة دينه وشعبه ووطنه.
كما عبرت المبتعثة بسمة بنت محمد خوجة من الإدارة النسائية التابعة لمنظمة «سعوديون في هيوستن» عن حزنها الشديد لوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وقالت : "لم نصدق خبر وفاة الفقيد من هول الصدمة، فقدت ذرفت أعيننا وأصبحنا في حالة صدمة وعدم استيعاب والجميع يبكي لهذا الخبر المؤسف".
وأضافت : "كيف لا نبكي ونحن نفقد والدنا، نعم إنه والدنا من يحمل القلب الحنون، من تدمع عيناه من أجل شعبه، من يوفر لنا جميع السبل لراحتنا ، من عمل جاهداً لنهضة شعبة وأبنائه وبناته. نحن - بفضل الله - ثم بفضله طلاباً وطالبات مبتعثين، لا ينقصنا شيء قط ، تكفل بدراستنا وتعليمنا بأفضل الطرق الممكنة، وسعى الى توفير جميع السبل لراحتنا، وكم جيل تخرج في عهده ". وقالت المبتعثة أحلام الشهري التي تدرس في جامعة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية : "تلقينا خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بقلوب ملؤها الحزن والصبر والسلوان على قضاء الله وقدره. لم يكن وقع الخبر علينا نحن أبناءه وبناته المبتعثين باليسير ، فخبر وفاته أبكاني وكأني تلقيت خبر وفاة شخص من عائلتي.
فقد كان - رحمه الله - بمثابة الأب وليس مجرد ملك حكم البلاد عشر سنين استطاع خلالها أن يحظى بمحبة شعبه بعفويته وصدقه وشفافيته وإنجازاته في كافة ميادين الدولة الصحية والتعليمية والاقتصادية والتنموية".
وأكد الطلاب والطالبات المبتعثون مبايعتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، سائلين الله - عزوجل - أن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن يحفظ للبلاد أمنها واستقرارها.
المبتعث الطالب ماجد الصقور كان أحد الذين التقاهم ملك الشباب - كما سماه - قال: إن الخبر أكثر من مؤلم، وجميع أبناء هذا الوطن من مختلف أعمارهم يعتبرونه أبا خصوصا الشباب، فقد انشأ برنامج الابتعاث الخارجي لينهل أبناء الوطن العلم في جميع المجالات ومن أفضل الجامعات على مستوى العالم. وعن استقباله المبتعثين والمبتعثات عند زيارته قال الصقور الذي كان أحد المشاركين في ذلك اللقاء إنه ودون مبالغة كان لقاء اب بابنائه يملؤه البساطة والمرح المعهودة من كل أب يكون بين ابنائه، حيث كان ينصحهم بالصبر من أجل الوطن. ويضيف ماجد قائلا: كانت ابتسامته لا تفارقه وهو يرانا، حيث كان يعبر عن اطمئنانه على مستقبل بلاد الحرمين الشريفين وتفاؤله بغدٍ أجمل للوطن وللشعب. شجعنا على زيادة الجهد والاجتهاد، حيث اعتبرنا ان المسئولية زادت علينا كشباب ينتظرنا وطن عظيم، وأضاف الصقور ان مخرجات برنامج الابتعاث الخارجي ستكون شاهدا على بعد نظر قائد حكيم وملك عظيم رحمه الله.
المبتعثة في ولاية فلوريدا الطالبة خلود شقير قالت : إنها عاهدت نفسها على ألا تضيع إنجاز عبدالله بن عبدالعزيز ، وألا تجعله يمر دون وقفة من خلال زيادة الجهد في تحصيلها العلمي حتى تعود للمساهمة في بناء الوطن. وفي تصريح لـ «اليوم» أكدت خلود أن جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الموجهة لابناء الوطن التي لا تعد ولا تحصى شكلت نقطة فارقة في دور المرأة، واعتبرت انه أعادها لوضعها الطبيعي بمنحها حقوقها من جميع النواحي، وتضيف : عهد علينا ألا نخذل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.
عبدالعزيز الأمل المبتعث في ولاية متشجن أكد ان وطنا من الأوطان لم يحظ بملك عظيم كعبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - واضاف أن كل من قابلهم وحدثهم عن شخصيته الفذة تمنى ان يكون ملكهم، واعتبر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - قائد نهضة الشباب في كافة المجالات خصوصا ًالعلمية التي حرص على انشاء برنامج الابتعاث الخارجي من أول القرارات التي أصدرها - رحمه الله - بعد توليه الحكم.
وقد عبر المبتعث عبدالرحمن الاندجاني قائلا : إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ملك استثنائي لا يحصل دائما، مستشهدا بالإمكانات التي ذللت لجميع أبناء الوطن فترة حكمه دون استثناء أو تمييز ، وأضاف ان التاريخ سيخلد سيرة ملك عظيم قدم لوطنه ولشعبه كل خير.
وعن دوره في دعم الشباب قال المبتعث عبدالمحسن المنصور : إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - سوف نحكي سيرته وبكل فخر لابنائنا وأحفادنا إن شاء الله.