لا لن نطلق على الأبيض الإماراتي لقب «المنتخب البرونزي» بعد فوزه بالمركز الثالث في كأس آسيا، فالمنتخب الذي ينشد الذهب لا يجب أن نقرنه بالبرونز، وليكن هدفنا من الآن هو التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وفي سبيل ذلك يجب أن تتكاتف كل الجهود مستفيدين من درس «خليجي22» بالرياض، ومن درس كأس آسيا «أستراليا 2015»، وما أكثر تلك الدروس، حيث اصطدم «الأبيض» في المرتين بحاجز نصف النهائي، فتحول حلم الذهب إلى الاكتفاء بالبرونز.
لقد أثبتت التجربتان أن «الأبيض» يسير في الطريق الصحيح، فبرغم عدم فوزه بآخر بطولتين، إلا أنه كسب احترام الجميع، وأكد في كأس آسيا، أنه ليس أفضل منتخب في الخليج فحسب، بل أنه أفضل منتخب في غرب آسيا، وجاء فوزه على العراق بطل آسيا 2007 وانتزاعه الميدالية البرونزية، ليؤكد أنه المنتخب المرشح بقوة لمزاحمة منتخبات شرق آسيا واستراليا على مقاعد المونديال في المرحلة المقبلة، وبالاستقرار والثقة بالنفس، وبقدرة الجهاز الفني بقيادة مهدي علي الفائز بلقب شخصية كأس آسيا على تحقيق مزيد من طموحات الكرة الإماراتية التي عاشت مع المنتخب الحالي لحظات من الفخر والاعتزاز، في كل بطولة يشارك فيها منذ 2008 وحتى الآن.
وشخصيًا أرى أن ما أنجزه المنتخب في كأس آسيا يستحق التقدير، فمنذ متى كان «الأبيض» يلعب 6 مباريات كاملة في البطولة، وهو العدد القياسي للمنتخب الذي ينافس على اللقب، ومنذ متى يكسب المنتخب 4 مباريات ففي كأس آسيا، باستثناء كأس آسيا 1996 بالإمارات، ومنذ متى كان منتخب الإمارات يقدم مهاجمًا ينافس على لقب هدّاف القارة، ولم يكتف الأبيض بتقديم الرائع علي مبخوت بأهدافه الخمسة، فقدم أيضًا أحمد خليل بأهدافه الأربعة، وأثبت مبخوت مجددًا أنه هدّاف من الطراز الثقيل، فبعد شهرين فقط من فوزه بلقب كبير الهدّافين في دورة الخليج تصدر قائمة الهدّافين في كأس آسيا.
وما أروع ذلك المشهد عندما آثر أحمد خليل زميله علي مبخوت على نفسه ومنحه فرصة تنفيذ ركلة الجزاء أمام العراق ليتصدر قائمة الهدّافين على الرغم من أنهما كانا قبل الركلة يتساويان في رصيد الأربعة أهداف، إنه حقًا منتخب الأسرة الواحدة.
نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية