يتوقف البعض مليا عندما تذكر المملكة العربية السعودية، فهي دولة مركزية في السياسة والاقتصاد الدولي والإقليمي، وهي تاريخ من التراكمات والخبرات السياسية والقيادية، وهي نتاج لجهد كبير منذ التأسيس إلى وقتنا الحاضر، ولهذا لا يستغرب البعض، التصرف السياسي القائم على الحكمة والعقلانية، والمعرفة الحقيقية، والخيارات السياسية الصائبة، هذه الخيارات التي قال عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إنها الطريق القويم، طريق الاعتدال والوسطية، وملامح الهوية الخاصة بالمملكة وشعبها.
الطريق القويم، هو الطريق المتوازن والمعتدل بلا خوف أو وجل أو تراجع؛ لأن أهدافه واضحة ومعلومة، ولأن الملك -يحفظه الله- يتصرف من واقع خبرته في الإدارة والحياة ودروب السياسة المتنوعة وثرائه المعرفي، فقد كان -يحفظه الله- مرجعية ليس على مستوى الأسرة، وإنما كان مرجعية وطنية، في التاريخ والاجتماع، ورجال الأعمال، والتطوير والتحديث والتنمية، ولهذا كانت القرارات الأخيرة تعبيرا عن رؤية الملك بضرورة ترشيق الإدارة في مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية، وكان اختصار البيروقراطية عبر إلغاء العديد من المؤسسات، تفكيرا رائدا هدفه الرئيس، تفعيل دور الحكومة، والتركيز على الإنتاج والإنجاز دون هدر للموارد.
إن الوجوه الشابة في مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات، هي توكيد لرؤية ورغبة ملكية، في تجديد حيوية الدولة، في تقديم الخدمة الأفضل للمواطن، فالملك سلمان -يحفظه الله- جزء من تاريخه، للمواطن نصيب أكبر فيه، فقد كان الاتصال والتفاعل ومشكلات المواطن، عملا يوميا لخادم الحرمين الشريفين، كان على اطلاع دقيق على واقع الحال، وكانت له استشرافاته المستقبلية التي يسعى لتحقيقها وإنجازها، واليوم وهو يقود المملكة، فإننا نستطيع القول بأن عهد الملك سلمان سيكون استثنائيا؛ لأنه عهد المتابعة والرقابة والمساءلة، مثلما هو عهد المكافأة لمن يسدي خدمة جليلة لبلده ومواطنيه.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وكما قال للأمراء والوزراء، إن بلدكم ينعم بالأمن والاستقرار، وكانت هذه إشارة بليغة لكل مسؤول بأن يكون هدفه الرئيس خدمة الدين والوطن والمواطن، وأن الإخلاص في العمل هو ميزة وسيرة لهذه الدولة، وهو السؤال الرئيس عما سيقدمه أي مسؤول ويحاسب عليه؛ لأن الإخلاص وفقا للملك سلمان هو "الشيء الذي تربينا عليه منذ عهد ملوكنا السابقين" ولا يمكن التفريط به، وهو من صلب سياسات الملك، الملك الذي تحمل المسؤوليات الجسام، وعرف وسبر أغوار البناء ونهض بالتنمية.
لقد قالها الملك سلمان -يحفظه الله- في رسالة تعني الكثير في شؤون الإدارة والحكم، لقد كانت توصية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لي بأن "خدمة مواطنينا وديننا قبل كل شيء"، وهذه الخدمة هي عامود ومرتكزات سياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الداخلية والخارجية، فقد كان جل تركيزه على كيفية خدمة المواطن والتسهيل عليه، وكان بالضد من البيروقراطية، وكان شفافا مع الجميع، لا يحب النقد من أجل النقد، وكان مؤمنا بأن النصيحة الصادقة تصل وتؤثر أكثر، وكانت مدرسته في الإدارة والحكم تثبت نجاحها، وتؤكد أهميتها بالنسبة للدولة والمجتمع.
إن التغييرات الرئيسة في مفاصل الدولة الحيوية، وتشكيل مجلسي السياسات والأمن، والاقتصاد والتنمية، لهما تأكيد على أن الملك سلمان -يحفظه الله- لديه رؤية مستقبلية للتحديث التنموي، بعيدا عن البيروقراطية الإدارية التي تهدر طاقات الوطن والمواطن، وإن ادخاله الشباب في دفة قيادة الدولة وفي الحكومة، ما هو إلا قناعة رئيسية بأن الشباب السعودي مؤهل ولديه الإمكانات والقدرات التي تجعله ناجحا، طالما كانت خلفه قيادة واعية وإرادة سياسية واضحة.