بعد أن أدى الوزراء الجدد القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- قبل أيام قلائل قال ضمن كلمات مؤثرة ومسؤولة إن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله- أوصاه بخدمة المواطنين والدين قبل كل شيء، وهذه وصية تؤكد أن أبناء مؤسس الدولة السعودية وباني نهضتها الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- تغمده الله بواسع رحمته- ماضون على ترسم خطواته الثابتة بخدمة المواطنين والدين.
هذه الخدمة الجليلة عرفها أبناء المملكة الأوفياء منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر الزاهر، وسوف تسفر باذن الله كما أسفرت في العهود السالفة عن مزيد من التلاحم بين الحاكم والمحكوم، وسوف تسفر أيضا عن تمسك قائد هذه الأمة المليك المفدى سلمان بن عبدالعزيز بأصول العقيدة الاسلامية السمحة التي أدت طيلة السنوات المنفرطة منذ عهد التأسيس حتى اليوم الى مزيد من تقدم الوطن وأدت في الوقت ذاته الى مزيد من رخاء المواطنين وأمنهم وعيشهم الكريم تحت ظل تلك المبادئ الربانية السامية.
ولا شك أن اختيار الوزراء الجدد في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- لتقلد مناصبهم سوف يؤدي الى تحقيق المزيد من الرخاء والنماء لوطن عرف بين شعوب وأمم الأرض بالأمن والرخاء والاستقرار والوحدة الوطنية حتى غدت تلك السمات الراسخة علامة فارقة عرفت بها المملكة وما زالت تعرف بها بين كافة شعوب الأرض، وتلك علامة أدت الى النهوض بالوطن وتحقيق المزيد من تنميته الشاملة في مختلف مجالات وميادين التقدم.
ان ما عرفت به المملكة بين كافة الأمم يتجلى في وحدتها الوطنية وتمتعها بأمن واستقرار واضحين كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار في زمن تموج فيه عدة أمصار وأقطار في هذا العالم بالفتن والقلاقل والحروب والأزمات، بما يؤكد أن تمسك المملكة بمبادئ الشريعة السمحة وتحكيمها في كل شأن وأمر يمثل سببا رئيسيا من أسباب الأمن والرخاء والنماء.
كما أن تمسكها بخدمة المواطنين من قبل ولاة الأمر منذ عهد التأسيس وحتى اليوم يمثل أيضا سببا من أسباب التلاحم بين قادة هذا الوطن وبين المواطنين الأوفياء الذين يتمتعون بفضل الله ثم بفضل حكمة قادتهم وبعد نظرهم بمزيد من الرخاء وسعة العيش.
ويمكن القول بطمأنينة تامة إن المملكة استنادا الى الوصية التي أخذها الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- من أخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز- ير حمه الله- سوف تحقق المزيد من الازهار والتقدم والرخاء في زمن قياسي قصير نظير التمسك بخدمة المواطنين وخدمة العقيدة الاسلامية التي تنتهجها المملكة في سائر تعاملاتها، وعطفا على الاستراتيجيات الواضحة المعلنة في العهد الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- وهي استراتيجيات سوف تحقق عدة قفزات نهضوية نوعية في كل مجالات التقدم والتنمية، وهي مجالات تسابق المملكة فيها الزمن للحاق بركب الشعوب المتقدمة الناهضة، وسوف تصل بفضل الله وبفضل قيادتها الحكيمة الواعية الى تلك المرحلة المنشودة والمأمولة.