يصل اليوم الخميس جثمان المبتعث السعودي المغدور به منصور بن صمعان اليامي إلى الرياض ومنها إلى الأحساء مقر ذويه، وتقرر الصلاة عليه يوم الجمعة في مقبرة الحزم بالهفوف، وجاء تأجيل وصول الجثمان يومين بعد اتصال من موظف السفارة السعودية في أمريكا بطلب من الحكومة الأمريكية.
وأصدرت الملحقية الثقافية بأمريكا بياناً أوضحت فيه ملابسات مقتل المبتعث اليامي في ولاية كاليفورنيا يوم السبت الماضي، وذلك بعد إصابته بطلق ناري، تعرض له قبل أسبوعين من قبل عصابة مكونة من شخصين، حاولا سرقته عند إيقافه في مدينة «سانتا آنا» غرب أمريكا. وجاء فيه: ببالغ الحزن والأسى تلقت الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية نبأ وفاة الطالب منصور صمعان عويضة آل الحزوبر ـ رحمه الله ـ. ويتقدم الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي وجميع منسوبي الملحقية الثقافية بواشنطن بخالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد، سائلين الله تعالى أن يدخله فسيح جنانه، وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وكان الفقيد قد تعرض لإطلاق نار في ولاية كاليفورنيا، وتشير سجلات محكمة مقاطعة Orange County إلى أنه اتصل بشرطة مدينة سانتا آنا بعد منتصف ليلة الاثنين التاسع عشر من يناير 2015م، مفيداً بأنه تعرض لإطلاق نار.
وقد باشرت شرطة سانتا آنا موقع الحادث، وتم نقله إلى مستشفى جامعة كاليفورنيا ـ إيرفاين (U.C.I)، ومع تفهم الملحقية للوضع الإنساني لأسرة الفقيد إلا أنها تود أن توضح بعضاً من تفاصيل الحالة لتقديم صورة واضحة في ظل تضارب المعلومات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع البيان: تلقت الملحقية يوم الاثنين 19 يناير الماضي، وهو يوم (عطلة فيدرالية)، اتصالاً هاتفياً على أرقام الطوارئ من زميل الطالب، مفاده أنه تعرض لحادث طلق ناري؛ وتم نقله إلى المستشفى. وفور تلقي الملحقية البلاغ تم التواصل مع القنصلية السعودية العامة في مدينة لوس أنجلوس (هاتفياً وعبر البريد الإلكتروني) لمتابعة الحالة والتحقيق في ملابسات الحادث، وجرى التنسيق مع القنصلية التي أرسلت بدورها مندوباً في اليوم نفسه للوقوف على حالة الطالب. وأضاف البيان: واصلت إدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية بالملحقية تواصلها مع أسرة الطالب لمتابعة الحالة، واتضح أن الطالب أصيب نتيجة للحادث بشلل نصفي، وأوضح الطبيب المعالج أن موقع الرصاصة في الجسد حساس جداً، وقد يتسبب في شلل كُلي، وأن الحاجة قائمة لتحويله إلى مركز تأهيل متخصص، وتم نقله إلى مركز Rancho Los Amigos National Rehabilitation Center الذي يعتبر من أفضل المراكز المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية، مع مراعاة قربه من المستشفى الذي كان فيه الطالب -رحمه الله-. وذكر البيان: في يوم الأربعاء 28 يناير المنصرم قابل أقارب الطالب القنصل العام بمدينة لوس أنجلوس طالبين تأمين إخلاء طبي لنقله إلى مركز تأهيلي في ولاية كلورادو، وبيّن مسؤولو القنصلية أن هذا الإجراء لا يتخذ إلا بأمر طبي تماشياً مع القوانين والأنظمة في الولايات المتحدة، إلا أنه بين أن الطلب بناءً على رغبة أسرته، بينما أكد مسؤولو القنصلية أن الطبيب المعالج إن أوصى بذلك فإن السفارة مستعدة لتأمين الإخلاء الطبي في حال لم تتكفل شركة التأمين بذلك. علماً بأن خدمة الإخلاء الطبي مغطاة لجميع الطلاب المتبعثين في الولايات المتحدة من قِبل شركة التأمين في حال توصية الطبيب المعالج بالنقل، إلا أن أسرة الفقيد لم تحصل على توصية الطبيب بنقله حتى وفاته -رحمه الله-. وأردف البيان: وتؤكد الملحقية أن مندوباً من القنصلية السعودية في لوس أنجلوس كان يزور الفقيد يومياً، كذلك كان مسؤولو الملحقية وموظفو إدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية في تواصل مستمر مع شقيق وذوي الفقيد للوقوف أولاً بأول على المستجدات كافة، لتسهيل الإجراءات وتذليل أي من الصعوبات التي قد يواجهونها. وكانت آخر زيارة لشقيق وذوي الفقيد للقنصلية عصر الاثنين 2/2/2015م بتوقيت مدينة لوس أنجلوس. وسجلوا خطياً كامل الإجراءات التي جرت معهم، مفيدين بأنه لم يطلب من أي فرد من الأسرة أي مبالغ مالية من جهة سعودية، ويجري حالياً فريق من السفارة والقنصلية إنهاء إجراءات الجثمان وتنسيق رحلة المرافق. واختتم البيان: وتشدد الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن على أنها هذه ليست الحالة الأولى التي تتعامل معها، ولم يسبق أن طلب من أي طالب أو ذويه دفع أي مبالغ مالية، وتضع في رأس أولوياتها سلامة وصحة جميع المبتعثين، إذ تغطي كل الالتزامات المالية تجاه مقدمي العلاج في الولايات المتحدة، وتتعاون بشكل مباشر مع أي توصية طبية من شأنها الإسهام في سلامة أي من مبتعثينا.
المبتعث المغدور به منصور اليامي