وصل القمر إلى مرحلة التربيع الأخير، ويكون قد قطع ثلاثة أرباع المسافة في مداره حول الكرة الأرضية، ويشرق ما بعد منتصف الليل، حيث يكون الليلة في وضعية اقتران مع كوكب زحل، الذي يُرى كنجم ذهبي على يمين القمر للراصد بالعين المجردة، ومن خلال تلسكوب صغير يمكن رؤية حلقات زحل، أو التعرف على تضاريس سطح القمر، ويفصل بين القمر وزحل أقل من درجتين سماويتين، ويكون القمر وزحل بالقرب من مجموعة نجوم العقرب، وتحديدا أعلى النجوم الثلاثة التي تسمى تاج العقرب، فيما تتاح الفرصة الليلة لمشاهدة عدد من الظواهر الفلكية المميزة في صفحة سماء المملكة.
وبالمقارنة فإن القمر يبقى بقرب مجموعة نجوم العقرب لبضعة أيام في حين ان كوكب زحل سيظل بالقرب من نجوم تاج العقرب لبقية العام الجاري -بإذن الله تعالى- وبشكل عام القمر يكمل دورة واحدة حول الأرض مرة كل أربعة أسابيع وتكون النتيجة (دورة أطواره) من المحاق مرورا بالتربيع الأول، البدر المكتمل، التربيع الأخير، والمحاق من جديد مرة كل 29 يوما ونصف، وهذه الحركة تعني أن القمر يتحرك بما يزيد قليلا على 12 درجة عبر السماء من ليلة إلى الليلة التالية، ما يجعل القمر يشرق متأخرا بحوالي ساعة كل يوم.
وفي المتابعات الفلكية تشهد المملكة هذه الأيام عددا من الظواهر الفلكية المميزة، حيث تتزين السماء الليلة بظهور ثلاثة كواكب ترى بالعين المجردة بوضوح، ويُرصد كوكب الزهرة المع كوكب في السماء، وكوكب المريخ الذي يظهر قريبا منه بلمعان متوسط بالأفق الغربي من قبة السماء، بالإضافة لكوكب المشتري الساطع الذي يظهر منخفضا في الأفق الشرقي عند حلول الظلمة ويبقى مشاهدا طوال الليل.
ويمكن تحديد موقع كوكب الزهرة، بالنظر إلى الأفق الغربي، الذي يظهر كنجم أبيض متلألئ فوق الموقع الذي غربت فيه الشمس، وإلى أعلى يساره الزهرة، يظهر المريخ كنقطة حمراء متوسطة اللمعان، وهذان الكوكبان سوف يتبعان الشمس تحت الأفق بعد بضع ساعات، فيما يعد الزهرة في الترتيب الثالث من ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، وبالمقارنة يعتبر المريخ خافتا إلا انه لا يزال براقا كفاية لرؤيته بالعين المجردة.